«خالد.. لم أعتد الكتابة عن الذات، ونظرتُ إلى نفسي دائماً بوصفي باحثاً يتوخى الدقة والحياد والمنهج العلمي، لكنني في هذه اللحظة لا أستطيع أن أكتب إلا بوصفي أباً، ولا شيء غير ذلك، فمن أين لي بالحياد في لحظة اهتزاز القلب؟ وكيف لا أُعلن على الدنيا فخري بك؟» ولقد عرفت أنواعاً مختلفة من السعادة طوال حياتي، لكن لسعادتي اليوم طعماً خاصاً لم أعرفه من قبل».
هكذا عبر د.جمال السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث كأب حين وصل ابنه إلى مكة المكرمة وخر ساجداً على أرضها. إنما ماذا قال الابن؟ د.خالد جمال السويدي؟
«حين يكون الوطن هاجسك فتشعر كلما أعطيته أن عطاءك قطرة في بحر هواك الوطني، تستصغر عملك أياً كان حجمه أمام عملاقك الوطني فتبحث عن المزيد».
سألت المقربين من د.خالد قبل أن أحصل على رقمه وأتصل به لم هذه المبادرة؟
قالوا له دراستك وشهاداتك الأكاديمية يفخر بها وطنك، فاجتهد وتغرب وتفوق وحصل على الدكتوراه.
قالوا له وظيفتك المهنية لا بد أن تخدم وطنك فكان المدير التنفيذي لمركز للدراسات والأبحاث، قالوا له علمك لا بد أن ينتفع به فدرس في الجامعة.
ماذا بعد؟ قال لي وكأنه يحدث نفسه «وطني قدم لي الكثير وعطائي لا يذكر، آخرون ضحوا بحياتهم من أجله واستشهدوا وقدموا أرواحهم فداء له وهم حماته من غدر الأعداء، أريد أن أجعل هاجسي الوطني هو هاجسي الشخصي»
فما هي قصته؟
د.خالد جمال السويدي حوّل معركته مع السمنة والمرض من هاجس شخصي بدأه عام 2015 بالجري وتمارين اللياقة البدنية فخسر 53 كيلو خلال ثلاث سنوات وربح صحته، ثم حوّل هذا الهاجس اليومي بالجري والتمرين إلى هاجس عام.
شارك في العديد من ماراثونات الجري التي تحمل رسائل توعوية كمحاربة السرطان، ولم يكتفِ، أراد شيئاً مميزاً شيئاً يقدم من خلاله رسالة عامة رسالة وطنية رسالة إماراتية تحديداً، رسالة للداخل وللخارج الإماراتي.
جاءته فكرة المبادرة التي استغرق تنفيذها شهراً إنما استغرق الاستعداد لها أكثر من ذلك، استدعت دخوله إلى أربع معسكرات تدريب من أجل أن يخوضها، إذ قرر أن يجري من مسجد الشيخ زايد في أبوظبي إلى مكة المكرمة سيراً على الأقدام، مسيرة طويلة سيقطع فيها أكثر من 20 ألف كيلومتر حاملاً رسالة حب من الإمارات للمملكة العربية السعودية ومعها رسالة وفاء لدماء الشهداء الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كرامتنا وعزتنا، ينقلها نيابة عن شعب الإمارات إلى مكة إلى الكعبة المشرفة.
خرج خالد من أبوظبي في الأول من فبراير وكان يأمل أن يصل مكة خلال أربعين يوماً أو أقل -إن استطاع- يبدأ يومه كل صباح في الثالثة والنصف صباحاً بتمارين التحمية ثم يصلي الفجر ويبدأ في الجري ومن 14 إلى 16 ساعة في اليوم هي رحلته اليومية يتوقف فيها للأكل والنوم ليلاً، يجري 58 كيلو في اليوم الواحد، مر على الأحساء والرياض والبطحاء والعديد من القرى السعودية، وفيها كلها كان يتأكد بأن رسالته وصلت لكل من مر بهم، «لا تنسوا شهداءنا»، «تأكدوا من مصيرنا المشترك نحن وأنتم واحد»، وقد كان التجاوب رائعاً من السعوديين الذين فتحوا له بيوتهم وقلوبهم يشاركونه الجري لمسافات يتصلون ليطمئنوا عليه.
سألته كم مرة أصبت بالإحباط وفشلت؟ قال لي ألف مرة، فشلت في بدايات محاولتي لتخفيض وزني عدة مرات، فشلت في الوصول إلى اللياقة التي تؤهلني لخوض الماراثون، فشلت وأنا في غربتي وأحبطت عدة مرات، أحدثك الآن وأنا في طريقي لمكة ورجلي اليسرى بها إصابة «شلخ» في العظم، ومع ذلك أكمل المسيرة، كانت الساعة الثامنة مساء من يوم الإثنين 25 فبراير حين اتصلت به، أشعر بالإرهاق والتعب ولكنها المعركة مع الذات، كلما وضعت اسم الإمارات أمامي وقست إنجازاتها وعطاءاتها لي وللآخرين خجلت من إعلان تعبي أو فشلي.
قبل المدة المحددة بعشرة أيام نجح الدكتور خالد بإكمال المسافة والوصول لمكة المكرمة في ثلاثين يوماً، ذلك زرع زايد وهذا حصاده.
هكذا عبر د.جمال السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث كأب حين وصل ابنه إلى مكة المكرمة وخر ساجداً على أرضها. إنما ماذا قال الابن؟ د.خالد جمال السويدي؟
«حين يكون الوطن هاجسك فتشعر كلما أعطيته أن عطاءك قطرة في بحر هواك الوطني، تستصغر عملك أياً كان حجمه أمام عملاقك الوطني فتبحث عن المزيد».
سألت المقربين من د.خالد قبل أن أحصل على رقمه وأتصل به لم هذه المبادرة؟
قالوا له دراستك وشهاداتك الأكاديمية يفخر بها وطنك، فاجتهد وتغرب وتفوق وحصل على الدكتوراه.
قالوا له وظيفتك المهنية لا بد أن تخدم وطنك فكان المدير التنفيذي لمركز للدراسات والأبحاث، قالوا له علمك لا بد أن ينتفع به فدرس في الجامعة.
ماذا بعد؟ قال لي وكأنه يحدث نفسه «وطني قدم لي الكثير وعطائي لا يذكر، آخرون ضحوا بحياتهم من أجله واستشهدوا وقدموا أرواحهم فداء له وهم حماته من غدر الأعداء، أريد أن أجعل هاجسي الوطني هو هاجسي الشخصي»
فما هي قصته؟
د.خالد جمال السويدي حوّل معركته مع السمنة والمرض من هاجس شخصي بدأه عام 2015 بالجري وتمارين اللياقة البدنية فخسر 53 كيلو خلال ثلاث سنوات وربح صحته، ثم حوّل هذا الهاجس اليومي بالجري والتمرين إلى هاجس عام.
شارك في العديد من ماراثونات الجري التي تحمل رسائل توعوية كمحاربة السرطان، ولم يكتفِ، أراد شيئاً مميزاً شيئاً يقدم من خلاله رسالة عامة رسالة وطنية رسالة إماراتية تحديداً، رسالة للداخل وللخارج الإماراتي.
جاءته فكرة المبادرة التي استغرق تنفيذها شهراً إنما استغرق الاستعداد لها أكثر من ذلك، استدعت دخوله إلى أربع معسكرات تدريب من أجل أن يخوضها، إذ قرر أن يجري من مسجد الشيخ زايد في أبوظبي إلى مكة المكرمة سيراً على الأقدام، مسيرة طويلة سيقطع فيها أكثر من 20 ألف كيلومتر حاملاً رسالة حب من الإمارات للمملكة العربية السعودية ومعها رسالة وفاء لدماء الشهداء الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كرامتنا وعزتنا، ينقلها نيابة عن شعب الإمارات إلى مكة إلى الكعبة المشرفة.
خرج خالد من أبوظبي في الأول من فبراير وكان يأمل أن يصل مكة خلال أربعين يوماً أو أقل -إن استطاع- يبدأ يومه كل صباح في الثالثة والنصف صباحاً بتمارين التحمية ثم يصلي الفجر ويبدأ في الجري ومن 14 إلى 16 ساعة في اليوم هي رحلته اليومية يتوقف فيها للأكل والنوم ليلاً، يجري 58 كيلو في اليوم الواحد، مر على الأحساء والرياض والبطحاء والعديد من القرى السعودية، وفيها كلها كان يتأكد بأن رسالته وصلت لكل من مر بهم، «لا تنسوا شهداءنا»، «تأكدوا من مصيرنا المشترك نحن وأنتم واحد»، وقد كان التجاوب رائعاً من السعوديين الذين فتحوا له بيوتهم وقلوبهم يشاركونه الجري لمسافات يتصلون ليطمئنوا عليه.
سألته كم مرة أصبت بالإحباط وفشلت؟ قال لي ألف مرة، فشلت في بدايات محاولتي لتخفيض وزني عدة مرات، فشلت في الوصول إلى اللياقة التي تؤهلني لخوض الماراثون، فشلت وأنا في غربتي وأحبطت عدة مرات، أحدثك الآن وأنا في طريقي لمكة ورجلي اليسرى بها إصابة «شلخ» في العظم، ومع ذلك أكمل المسيرة، كانت الساعة الثامنة مساء من يوم الإثنين 25 فبراير حين اتصلت به، أشعر بالإرهاق والتعب ولكنها المعركة مع الذات، كلما وضعت اسم الإمارات أمامي وقست إنجازاتها وعطاءاتها لي وللآخرين خجلت من إعلان تعبي أو فشلي.
قبل المدة المحددة بعشرة أيام نجح الدكتور خالد بإكمال المسافة والوصول لمكة المكرمة في ثلاثين يوماً، ذلك زرع زايد وهذا حصاده.