يقال «يا ما في السجن مظاليم»، وأحياناً تبدو لي الحياة برمتها كسجن كبير، لا مفر لك منه إلا بمحاولة هروب واحدة تقودك إلى الموت، كالمسجون في جزيرة نائية فإما أن يهرب منها ليموت غرقاً في محاولته العودة للديار التي يعجز عن تحديد موقعها أصلاً، أو أن تأكله قروش البحر فيموت أيضاً، ما يجعل قرار الفرار غير صائب على الإطلاق. لكن ذلك لا يعني أن البقاء في السجن هو الحل، فالظلم أحياناً يجعل روحك تنفجر من داخل جسدك وتنتفض لتأبى ما تكابده.
بمنظورنا الديني ومن خلال ثقافتنا التي نشأنا عليها، ثمة مخرج من حلقات الضيق التي أحدثها الظلم، إنه الدعاء.. لينتصر الله للمظلوم لا محالة ولو بعد حين، فتدعو الله بيقين، ثم تنتظر وتنتظر وتنتظر وكلك ثقة بالاستجابة، ذلك الشعور الذي يغمرك بالراحة والطمأنينة كفيل بأن يخرجك من سجنك، لا سيما إن وجدت نفسك يوماً مسجوناً داخل نفسك، ولكن ثمة ظروف تغير المشهد تماماً، وتغير الموازين، إنها لحكمة ربانية خالصة لا محالة، ولكنك تجهلك، ما يجعلك في صراع لا يهدأ، لأن ظروفاً ما أو متغيرات معينة غير محسوب لها، تقودك ليس للبحث عن حقك المسلوب، ولا عن فرصك المهدورة في الحياة، ولا عن كرامتك التي أراقها آخرون، بل إن تلك الظروف تقودك لتترفع عن مطالبتك بحقوقك هذه كلها، تقودك لأن تكتم وجعك وتبلع غصتك وتحنحن لمداراة حشرجة صوتك التي تسبب فيها قلب منهك.
إن الظروف من حولك تتغير لتجبرك على أن تعلو بإنسانيتك فوق كل ألم، ربما لأنك أكثر من عرف معنى الألم واكتوى بناره، تقودك بعد كثير من التهديد والوعيد والترقب لتصفية القدر، إلى الانطفاء التام الذي يشعرك بالشلل أو العجز عندما ينهار خصمك أو يعجز، فلا تجد له من القوة ما يكافئك لتكون له خصماً، فتركن إلى الرحمة مجبوراً، مدفوعاً إليها بمبررات كثيرة ليس منها أن تشمت وليس منها أن تقتنص فرصتك للانتقام، بل وليس منها حتى أن تتشفى، فالظرف قد يبدو أكبر من قدرتك على أن تقسو وعلى أن تثبت على موقفك مردداً «ربي إني مغلوب فانتصر»، وتجد نفسك فجأة ومن دون سابق إنذار في مأزق الرحمة فيقودك صراعك الداخلي إلى العفو.!!
* اختلاج النبض:
ما أسهل أن ينادي الناس من خارج الدائرة بالعفو، وما أصعبه على المظلوم الذي اكتوى بنيران الظلم ربما لسنوات، أو جاءه من الظلم ما فتك بقلبه وسلب منه روحه، غير أن ذلك العفو يجعلك في بعض الأحيان الطرف الأقوى في المعادلة، بل ويمنحك من الخفة ما لا تتخيله حتى إن همك يُبدل فرحاً وقلبك يرفرف منتظراً فرجاً قريباً.
بمنظورنا الديني ومن خلال ثقافتنا التي نشأنا عليها، ثمة مخرج من حلقات الضيق التي أحدثها الظلم، إنه الدعاء.. لينتصر الله للمظلوم لا محالة ولو بعد حين، فتدعو الله بيقين، ثم تنتظر وتنتظر وتنتظر وكلك ثقة بالاستجابة، ذلك الشعور الذي يغمرك بالراحة والطمأنينة كفيل بأن يخرجك من سجنك، لا سيما إن وجدت نفسك يوماً مسجوناً داخل نفسك، ولكن ثمة ظروف تغير المشهد تماماً، وتغير الموازين، إنها لحكمة ربانية خالصة لا محالة، ولكنك تجهلك، ما يجعلك في صراع لا يهدأ، لأن ظروفاً ما أو متغيرات معينة غير محسوب لها، تقودك ليس للبحث عن حقك المسلوب، ولا عن فرصك المهدورة في الحياة، ولا عن كرامتك التي أراقها آخرون، بل إن تلك الظروف تقودك لتترفع عن مطالبتك بحقوقك هذه كلها، تقودك لأن تكتم وجعك وتبلع غصتك وتحنحن لمداراة حشرجة صوتك التي تسبب فيها قلب منهك.
إن الظروف من حولك تتغير لتجبرك على أن تعلو بإنسانيتك فوق كل ألم، ربما لأنك أكثر من عرف معنى الألم واكتوى بناره، تقودك بعد كثير من التهديد والوعيد والترقب لتصفية القدر، إلى الانطفاء التام الذي يشعرك بالشلل أو العجز عندما ينهار خصمك أو يعجز، فلا تجد له من القوة ما يكافئك لتكون له خصماً، فتركن إلى الرحمة مجبوراً، مدفوعاً إليها بمبررات كثيرة ليس منها أن تشمت وليس منها أن تقتنص فرصتك للانتقام، بل وليس منها حتى أن تتشفى، فالظرف قد يبدو أكبر من قدرتك على أن تقسو وعلى أن تثبت على موقفك مردداً «ربي إني مغلوب فانتصر»، وتجد نفسك فجأة ومن دون سابق إنذار في مأزق الرحمة فيقودك صراعك الداخلي إلى العفو.!!
* اختلاج النبض:
ما أسهل أن ينادي الناس من خارج الدائرة بالعفو، وما أصعبه على المظلوم الذي اكتوى بنيران الظلم ربما لسنوات، أو جاءه من الظلم ما فتك بقلبه وسلب منه روحه، غير أن ذلك العفو يجعلك في بعض الأحيان الطرف الأقوى في المعادلة، بل ويمنحك من الخفة ما لا تتخيله حتى إن همك يُبدل فرحاً وقلبك يرفرف منتظراً فرجاً قريباً.