«الساس» خراب، أو كما يقال باللغة الفصحى «الأساس خراب»، وهو توصيف لانطباع يعبر عنه بشأن بعض النتائج المخيبة، أو الأعمال التي تنتهي إلى فشل ذريع.
قد تكون بعض المظاهر «خداعة»، بمعنى أنك قد ترى تقديماً جميلاً لقطاعات عديدة، توحي لك بأن العمل يسير على مسارات صحيحة، وأن الإنجازات متحققة وتتزايد، لكن بالبحث في الواقع تكتشف أن الحقيقة خلاف ذلك.
الحديث هنا عن مسببات الفشل أو الانحراف عن تحقيق الأهداف وإقرانه بالتوصيف الذي أوردناه أعلاه.
هذا الوصف، «الساس خراب» كما ننطقه باللغة «العامية»، يشير إلى أساس المشكلة حينما تكون نابعة من قيادة القطاع أو المنظومة. إذ لو كنت مسؤولاً في أي قطاع كان وتملك صلاحية اتخاذ القرارات، وتوجيه دفة العمل من خلال الاستراتيجيات والخطط التي تضعها، فإنك بالتالي تمثل هذا «الأساس».
«الأساس» إن صلح فإن المنظومة ككل ستكون صالحة، وسنسير في اتجاه سليم بالضرورة، والعكس طبعاً صحيح تماماً، فإن كان «الأساس» سيئاً، ضعيفاً، هشاً، فإن المنظومة -حتى وإن مضت للصعود في فترات معينة- فإنها بالتالي ستتهاوى لا محالة، لأنها ليست قائمة على أسس قوية مدعمة.
لذلك يقول المهندسون المعماريون دائماً إنه في عملية البناء لا بد وأن يكون الأساس «قوياً ومدعماً»، وإن نجحت في تأسيسه بهذه الطريقة فبمقدورك أن تبني عليه أدواراً متعددة، بل يمكنك أن تصل في بنائك لمستوى ناطحات السحاب. لكن لو كان أساسك مثلما بينا سابقاً، هشاً وضعيفاً، فإنك حتى لو بنيت طابقاً واحداً، فإنه عرضة للسقوط أو التهشم أو التآكل، وستحتاج بشدة لعمليات صيانة وترميم لا تنتهي.
وحينما نقرن هذا التوصيف بعملية القيادة، فإننا نقاربه بنفس الحالة التي يحكم فيها المجتمع على فرد معين من خلال تصرفاته وأخلاقه، فإن كانت سيئة سيبحث الناس عادة عن جذور تربيته وتنشئته، لأن العرف السائد يقول بأن التنشئة والتربية السليمة هي التي يجب أن تنتج بديهياً شخصاً سليماً سوياً، إن لم يتأثر بعوامل خارجية تحرف مساره، والعكس صحيح أيضاً، لذا كان ابتكار هذا التوصيف «الساس خراب»، حينما يجد الناس شخصاً سيئاً سيبحثون عن أساس تنشئته ليكتشفوا أن والده على وجه الخصوص يمثل استنساخاً لنفس الحالة، وعليه يكون الأساس ضعيفاً، بالتالي يكون البناء على شاكلته ضعيفاً وقابلاً للسقوط عند أصغر هزة.
وبالعودة هنا إلى الإسقاط المعني بهذا المثل على العملية الإدارية، سنجد أن «القيادات» هي التي تمثل دور «الأب» أو أساس المنشأ أو منطلق الإعداد، والمنظومة والأفراد يمثلون «الأبناء»، وعليه الصلاح في الأساس سينعكس على ما يُبنى عليه، هذا بالضرورة، بغض النظر عن الحالات الشاذة التي قد تقول بأنك لربما تجد قائداً يمثل «أساساً صالحاً وقوياً»، لكن للأسف تصدم بأن «البناء» ينتهي في وضعية ضعيفة مهترئة، هنا تأكد بأن «أدواتك» و«معدات بنائك» هي التي تحتاج لاستبدال سريع، وطبعاً رمزية الأدوات تعود هنا إلى «الأفراد» أي الموظفين.
ما أريد الوصول إليه هنا أنك قد تواجه مشكلة في الاتجاهين، الأساس أو أدوات البناء، لكن قناعتي بأن التأثير الأقوى يكون في «الأساس» نفسه، إذ القادة والمسؤولين الأقوياء، الذين يستمدون قوتهم من خلال مؤهلاتهم وقدراتهم ومهاراتهم القيادية العالية، هم العنصر الأهم الذي يمكنه تغيير خريطة العمل ومنظومته واستراتيجياته وحتى حالة الموظفين أنفسهم.
خلاصة القول هنا، بأنه لبناء منظومات عمل قوية، تعمل وفق أسس علمية ممنهجة، وتحقق نتائج إيجابية وإنجازات تراكمية لا تتوقف، تحتاج أولاً لبناء «أساساتها القوية» من خلال وضع الأشخاص المؤهلين الأقوياء الأذكياء المنتجين المطورين والمجددين على رأسها، ليكونوا «الأساس» فيها وليبنوا العمل والبشر على الدعامات القوية التي يضربونها في عمق الأرض «إدارياً».
قد تكون بعض المظاهر «خداعة»، بمعنى أنك قد ترى تقديماً جميلاً لقطاعات عديدة، توحي لك بأن العمل يسير على مسارات صحيحة، وأن الإنجازات متحققة وتتزايد، لكن بالبحث في الواقع تكتشف أن الحقيقة خلاف ذلك.
الحديث هنا عن مسببات الفشل أو الانحراف عن تحقيق الأهداف وإقرانه بالتوصيف الذي أوردناه أعلاه.
هذا الوصف، «الساس خراب» كما ننطقه باللغة «العامية»، يشير إلى أساس المشكلة حينما تكون نابعة من قيادة القطاع أو المنظومة. إذ لو كنت مسؤولاً في أي قطاع كان وتملك صلاحية اتخاذ القرارات، وتوجيه دفة العمل من خلال الاستراتيجيات والخطط التي تضعها، فإنك بالتالي تمثل هذا «الأساس».
«الأساس» إن صلح فإن المنظومة ككل ستكون صالحة، وسنسير في اتجاه سليم بالضرورة، والعكس طبعاً صحيح تماماً، فإن كان «الأساس» سيئاً، ضعيفاً، هشاً، فإن المنظومة -حتى وإن مضت للصعود في فترات معينة- فإنها بالتالي ستتهاوى لا محالة، لأنها ليست قائمة على أسس قوية مدعمة.
لذلك يقول المهندسون المعماريون دائماً إنه في عملية البناء لا بد وأن يكون الأساس «قوياً ومدعماً»، وإن نجحت في تأسيسه بهذه الطريقة فبمقدورك أن تبني عليه أدواراً متعددة، بل يمكنك أن تصل في بنائك لمستوى ناطحات السحاب. لكن لو كان أساسك مثلما بينا سابقاً، هشاً وضعيفاً، فإنك حتى لو بنيت طابقاً واحداً، فإنه عرضة للسقوط أو التهشم أو التآكل، وستحتاج بشدة لعمليات صيانة وترميم لا تنتهي.
وحينما نقرن هذا التوصيف بعملية القيادة، فإننا نقاربه بنفس الحالة التي يحكم فيها المجتمع على فرد معين من خلال تصرفاته وأخلاقه، فإن كانت سيئة سيبحث الناس عادة عن جذور تربيته وتنشئته، لأن العرف السائد يقول بأن التنشئة والتربية السليمة هي التي يجب أن تنتج بديهياً شخصاً سليماً سوياً، إن لم يتأثر بعوامل خارجية تحرف مساره، والعكس صحيح أيضاً، لذا كان ابتكار هذا التوصيف «الساس خراب»، حينما يجد الناس شخصاً سيئاً سيبحثون عن أساس تنشئته ليكتشفوا أن والده على وجه الخصوص يمثل استنساخاً لنفس الحالة، وعليه يكون الأساس ضعيفاً، بالتالي يكون البناء على شاكلته ضعيفاً وقابلاً للسقوط عند أصغر هزة.
وبالعودة هنا إلى الإسقاط المعني بهذا المثل على العملية الإدارية، سنجد أن «القيادات» هي التي تمثل دور «الأب» أو أساس المنشأ أو منطلق الإعداد، والمنظومة والأفراد يمثلون «الأبناء»، وعليه الصلاح في الأساس سينعكس على ما يُبنى عليه، هذا بالضرورة، بغض النظر عن الحالات الشاذة التي قد تقول بأنك لربما تجد قائداً يمثل «أساساً صالحاً وقوياً»، لكن للأسف تصدم بأن «البناء» ينتهي في وضعية ضعيفة مهترئة، هنا تأكد بأن «أدواتك» و«معدات بنائك» هي التي تحتاج لاستبدال سريع، وطبعاً رمزية الأدوات تعود هنا إلى «الأفراد» أي الموظفين.
ما أريد الوصول إليه هنا أنك قد تواجه مشكلة في الاتجاهين، الأساس أو أدوات البناء، لكن قناعتي بأن التأثير الأقوى يكون في «الأساس» نفسه، إذ القادة والمسؤولين الأقوياء، الذين يستمدون قوتهم من خلال مؤهلاتهم وقدراتهم ومهاراتهم القيادية العالية، هم العنصر الأهم الذي يمكنه تغيير خريطة العمل ومنظومته واستراتيجياته وحتى حالة الموظفين أنفسهم.
خلاصة القول هنا، بأنه لبناء منظومات عمل قوية، تعمل وفق أسس علمية ممنهجة، وتحقق نتائج إيجابية وإنجازات تراكمية لا تتوقف، تحتاج أولاً لبناء «أساساتها القوية» من خلال وضع الأشخاص المؤهلين الأقوياء الأذكياء المنتجين المطورين والمجددين على رأسها، ليكونوا «الأساس» فيها وليبنوا العمل والبشر على الدعامات القوية التي يضربونها في عمق الأرض «إدارياً».