انتشر أخيراً فيديو قصير يظهر وزير الداخلية التركي وهو يتحدث أمام جمهور باللغة التركية وقيل إنه يهدد السياح الخليجيين والعرب بالاعتقال في مطارات تركيا. الترجمة المصاحبة للفيديو تقول «لا تفكروا أن الأمر انتهى هكذا، الذين يعارضون تركيا في الخارج ثم يخططون لقضاء عطلاتهم في أنطاليا ومدن البحر المتوسط سيعتقلون في المطارات في الوقت الذي تعد فيه الشرطة أكواماً من الملفات ضدهم، أعتقد بعدها لن يكون في الدنيا من يعادينا، أساساً لا يوجد الآن من يستطيع، أعلم هذا».
ليس معلوماً ما إذا كانت الترجمة صحيحة أم تم تكييفها لغرض الإساءة إلى السياحة في تركيا، وليس معلوماً -لو كانت الترجمة صحيحة- ما إذا كان المقصود بالمعارضين هم الأتراك من جماعة غولن الذين يعملون ضد السلطة التركية في الخارج، فالفيديو مجتزأ، لكنه في كل الأحوال يعبر عن الحالة التي صارت فيها تركيا بعد الهزيمة التي ألمت بالرئاسة التركية بفشلها في ملف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي عمدت إلى استغلاله والإساءة به إلى المملكة العربية السعودية. الفيديو دونما شك يؤثر سلباً على السياحة في هذا البلد الذي ورط نفسه بالإساءة إلى السعودية وبمنافسته للنظام الإيراني في السيطرة على المنطقة فيما يبدو أنه رغبة في عودة الدولة العثمانية التي يتقمص الرئيس أردوغان شخصيتها ويظهر في صورة الموهوم بهذا الهاجس.
الحكومة التركية لم تصدر أي بيان يؤكد أن الخليجيين والعرب الذين لهم رأي مخالف لرأيها ليسوا هم المقصودين بحديث وزير الداخلية أو أن الترجمة غير صحيحة أو غير دقيقة «بعض العارفين باللغة التركية الذين طلبت منهم التأكد من الترجمة قالوا إن كلمة عرب وخليجيين لم ترد في حديث الوزير»، وحتى لو أصدرت بياناً كهذا فإنها لا تستطيع أن تثبت بأنها لا تنوي القيام بمثل هذا التصرف حيث بإمكانها منع كل زائر لتركيا من الدخول إليها وبإمكانها اعتقاله أو التحقيق معه وإلباسه ما تشاء من تهم «في الشهور الأخيرة حصلت اعتداءات على السياح الخليجيين».
ما شاهده العالم في السنتين الأخيرتين بعد ادعاء أردوغان بأن مجموعة من الأتراك نفذت محاولة انقلاب ضد النظام يؤكد بأن النظام التركي لا يعنيه الآخر أبداً، أياً كان هذا الآخر، ولعل العودة إلى الإحصاءات التي تظهر أعداد الذين تم سجنهم وتسريحهم من وظائفهم والتحقيق معهم بعد ذلك الادعاء واتهامهم بأنهم من جماعة غولن تكفي لمعرفة ماهية هذا النظام وماهية الإخوان وكيف أن الآخر بالنسبة لهم ليس إلا صفراً على الشمال.
في موضوع كهذا يصعب استبعاد فرضية الدول والشركات السياحية المنافسة لتركيا والسياحة فيها حيث من مصلحتها ضرب السياحة في تركيا لتستفيد، لكن أيضاً يصعب استبعاد أن يكون المقصود بحديث وزير الداخلية التركي هم الخليجيين والعرب حتى وإن لم ينطق بكلمة عرب أو خليجيين وكل من كان له رأي مخالف لرأي وموقف الحكومة التركية وجماعة الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة وعلى الخصوص في موضوع خاشقجي.
الأهم من الفيديو وما احتواه هو الخطأ الاستراتيجي الذي ترتكبه تركيا بالابتعاد عن السعودية والتقرب من قطر وتبني جماعة الإخوان وحمايتهم، فهذا الخطأ سيكلفها الكثير على المدى البعيد، فما قد تحصل عليه من قطر والفرصة التي توفرت لها للتواجد في الدوحة وفي منطقة الخليج العربي ربما تخدمها اليوم لكنها في المدى البعيد ستتضرر من اتخاذها موقفاً سالباً من السعودية، فالسعودية هي مستقبل المنطقة وليست قطر ولا جماعة الإخوان، فهل ينتبه أردوغان وحكومته إلى هذه المسألة فيصلح ما أفسده في العلاقة مع السعودية أم يستمر في الخطأ ليصل إلى حد مقاطعة الخليجيين والعرب للسياحة في تركيا؟
ليس معلوماً ما إذا كانت الترجمة صحيحة أم تم تكييفها لغرض الإساءة إلى السياحة في تركيا، وليس معلوماً -لو كانت الترجمة صحيحة- ما إذا كان المقصود بالمعارضين هم الأتراك من جماعة غولن الذين يعملون ضد السلطة التركية في الخارج، فالفيديو مجتزأ، لكنه في كل الأحوال يعبر عن الحالة التي صارت فيها تركيا بعد الهزيمة التي ألمت بالرئاسة التركية بفشلها في ملف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي عمدت إلى استغلاله والإساءة به إلى المملكة العربية السعودية. الفيديو دونما شك يؤثر سلباً على السياحة في هذا البلد الذي ورط نفسه بالإساءة إلى السعودية وبمنافسته للنظام الإيراني في السيطرة على المنطقة فيما يبدو أنه رغبة في عودة الدولة العثمانية التي يتقمص الرئيس أردوغان شخصيتها ويظهر في صورة الموهوم بهذا الهاجس.
الحكومة التركية لم تصدر أي بيان يؤكد أن الخليجيين والعرب الذين لهم رأي مخالف لرأيها ليسوا هم المقصودين بحديث وزير الداخلية أو أن الترجمة غير صحيحة أو غير دقيقة «بعض العارفين باللغة التركية الذين طلبت منهم التأكد من الترجمة قالوا إن كلمة عرب وخليجيين لم ترد في حديث الوزير»، وحتى لو أصدرت بياناً كهذا فإنها لا تستطيع أن تثبت بأنها لا تنوي القيام بمثل هذا التصرف حيث بإمكانها منع كل زائر لتركيا من الدخول إليها وبإمكانها اعتقاله أو التحقيق معه وإلباسه ما تشاء من تهم «في الشهور الأخيرة حصلت اعتداءات على السياح الخليجيين».
ما شاهده العالم في السنتين الأخيرتين بعد ادعاء أردوغان بأن مجموعة من الأتراك نفذت محاولة انقلاب ضد النظام يؤكد بأن النظام التركي لا يعنيه الآخر أبداً، أياً كان هذا الآخر، ولعل العودة إلى الإحصاءات التي تظهر أعداد الذين تم سجنهم وتسريحهم من وظائفهم والتحقيق معهم بعد ذلك الادعاء واتهامهم بأنهم من جماعة غولن تكفي لمعرفة ماهية هذا النظام وماهية الإخوان وكيف أن الآخر بالنسبة لهم ليس إلا صفراً على الشمال.
في موضوع كهذا يصعب استبعاد فرضية الدول والشركات السياحية المنافسة لتركيا والسياحة فيها حيث من مصلحتها ضرب السياحة في تركيا لتستفيد، لكن أيضاً يصعب استبعاد أن يكون المقصود بحديث وزير الداخلية التركي هم الخليجيين والعرب حتى وإن لم ينطق بكلمة عرب أو خليجيين وكل من كان له رأي مخالف لرأي وموقف الحكومة التركية وجماعة الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة وعلى الخصوص في موضوع خاشقجي.
الأهم من الفيديو وما احتواه هو الخطأ الاستراتيجي الذي ترتكبه تركيا بالابتعاد عن السعودية والتقرب من قطر وتبني جماعة الإخوان وحمايتهم، فهذا الخطأ سيكلفها الكثير على المدى البعيد، فما قد تحصل عليه من قطر والفرصة التي توفرت لها للتواجد في الدوحة وفي منطقة الخليج العربي ربما تخدمها اليوم لكنها في المدى البعيد ستتضرر من اتخاذها موقفاً سالباً من السعودية، فالسعودية هي مستقبل المنطقة وليست قطر ولا جماعة الإخوان، فهل ينتبه أردوغان وحكومته إلى هذه المسألة فيصلح ما أفسده في العلاقة مع السعودية أم يستمر في الخطأ ليصل إلى حد مقاطعة الخليجيين والعرب للسياحة في تركيا؟