هنا ثلاثة أمثلة للأخطاء الكبيرة التي يصعب تصحيحها، الأول هو ذاك الذي ارتكبه ملالي إيران فور تمكنهم من اختطاف ثورة الشعب الإيراني واستيلائهم على السلطة، حيث أعلنوا أنهم بصدد تصدير الثورة، وهو ما جعل دول الخليج العربي تتخوف من النظام الإيراني ولا تثق فيه وجعل علاقتها به محدودة ومتوترة على الدوام. الثاني هو ذاك الذي ارتكبه الرئيس التركي رجب أردوغان بمعاداته للمملكة العربية السعودية ومحاولته لي ذراعها بالمبالغة في موضوع الصحافي السعودي جمال خاشقجي. والخطأ الثالث هو ذاك الذي ارتكبته «المعارضة» في البحرين عندما حرفت خروجها إلى الشارع للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ورفعت شعار إسقاط النظام.
هذه الأخطاء الثلاثة صعب تصحيحها إن لم يكن مستحيلاً، إذ كيف لدول الخليج العربي أن تثق في النظام الإيراني الذي سارع إلى رفع شعار تصدير الثورة وتوعد بتغيير الأنظمة فيها؟ وكيف للسعودية أن تثق في النظام التركي بعد كل هذا الذي فعله أردوغان ولايزال مستمراً فيه؟ وكيف للحكومة في البحرين أن تتعامل مع «معارضة» نادت ولاتزال تنادي بإسقاط النظام وتضع يدها في يد النظام الإيراني وتتواصل مع «حزب الله» والنظام القطري وربما النظام التركي أيضاً؟
فإذا أضيف إلى هذه الأخطاء تلك التي ارتكبها النظام الإيراني مثل تأسيسه «حزب الله» وتمويله للميليشيات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ودعمه لحاملي إسقاط النظام في البحرين ومؤازرته للنظام القطري، والأخطاء التي ارتكبها النظام التركي مثل تواجده في الدوحة ودعمه للنظام القطري وتبنيه لجماعة «الإخوان المسلمين»، والأخطاء التي ارتكبتها «المعارضة» في البحرين بلجوئها إلى النظامين الإيراني والقطري والتواصل مع الجماعات المصنفة تصنيفات سالبة في العراق وسوريا ولبنان، وإذا أضيف إلى كل ذلك الأخطاء التي يتم ارتكابها في اليمن، فالأكيد أن تصحيح الأخطاء الثلاثة الأولى يبدو أمراً مستحيلاً. لا يمكن للبحرين أن تثق في من وضعوا أيديهم في يد النظام الإيراني وتحولوا إلى أداة من أدواته التي يستخدمها في التخريب وإن أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم تابوا، ولا يمكن للسعودية أن تثق في النظام التركي الذي فعل كل الذي فعل ولايزال مهما فعل، ولا يمكن لدول الخليج العربي إجمالاً أن تثق في النظام الإيراني الذي أعلن منذ البدء عن نيته تصدير الثورة، وهذا يشمل الدول الخليجية التي تتواصل مع هذا النظام وتتعامل معه في مجال أو أكثر، فالثقة فيه مسألة غير واردة على الإطلاق، وهذا يؤكد أن الأخطاء الكبيرة يصعب تصحيحها وبأن الأحوال في المنطقة لا يمكن أن تتغير إلا بتغير تلك الأنظمة واعتبار تلك الأخطاء من «الأخطاء المعدمة»!
لنتخيل الآن حال المنطقة لو أن النظام الإيراني لم يهدد بتصدير الثورة ولم يقع في ذلك الخطأ الشنيع الذي فقد بسببه ثقة دول المنطقة، ونتخيل حال العلاقة بين تركيا والسعودية وحال المنطقة ومستقبلها لو أن أردوغان لم يضع بيضه كله في سلة النظام القطري ولم يرتكب ذلك الخطأ الشنيع أيضاً بمتاجرته بموضوع خاشقجي، ونتخيل حال «المعارضة» في البحرين لو أنها لم ترفع تلك الشعارات التي يستحيل تحقيقها وتواصلت مع الحكومة فيما يخص المطالب الشعبية التي لم تقف الحكومة نفسها ضدها. لنتخيل حال كل هذه الدول وحال المنطقة إجمالاً لو لم ترتكب تلك الأخطاء أو حتى عاد مرتكبوها عنها سريعاً. بسبب تلك الأخطاء وبعد كل الذي جرى لا يمكن لدول الخليج العربي أن تثق في النظام الإيراني مهما فعل، ولا يمكن للسعودية أن تثق في النظام التركي وفي أردوغان على وجه الخصوص مهما فعلا، ولا يمكن للبحرين أن تثق في أولئك مهما فعلوا.
هذه الأخطاء الثلاثة صعب تصحيحها إن لم يكن مستحيلاً، إذ كيف لدول الخليج العربي أن تثق في النظام الإيراني الذي سارع إلى رفع شعار تصدير الثورة وتوعد بتغيير الأنظمة فيها؟ وكيف للسعودية أن تثق في النظام التركي بعد كل هذا الذي فعله أردوغان ولايزال مستمراً فيه؟ وكيف للحكومة في البحرين أن تتعامل مع «معارضة» نادت ولاتزال تنادي بإسقاط النظام وتضع يدها في يد النظام الإيراني وتتواصل مع «حزب الله» والنظام القطري وربما النظام التركي أيضاً؟
فإذا أضيف إلى هذه الأخطاء تلك التي ارتكبها النظام الإيراني مثل تأسيسه «حزب الله» وتمويله للميليشيات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ودعمه لحاملي إسقاط النظام في البحرين ومؤازرته للنظام القطري، والأخطاء التي ارتكبها النظام التركي مثل تواجده في الدوحة ودعمه للنظام القطري وتبنيه لجماعة «الإخوان المسلمين»، والأخطاء التي ارتكبتها «المعارضة» في البحرين بلجوئها إلى النظامين الإيراني والقطري والتواصل مع الجماعات المصنفة تصنيفات سالبة في العراق وسوريا ولبنان، وإذا أضيف إلى كل ذلك الأخطاء التي يتم ارتكابها في اليمن، فالأكيد أن تصحيح الأخطاء الثلاثة الأولى يبدو أمراً مستحيلاً. لا يمكن للبحرين أن تثق في من وضعوا أيديهم في يد النظام الإيراني وتحولوا إلى أداة من أدواته التي يستخدمها في التخريب وإن أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم تابوا، ولا يمكن للسعودية أن تثق في النظام التركي الذي فعل كل الذي فعل ولايزال مهما فعل، ولا يمكن لدول الخليج العربي إجمالاً أن تثق في النظام الإيراني الذي أعلن منذ البدء عن نيته تصدير الثورة، وهذا يشمل الدول الخليجية التي تتواصل مع هذا النظام وتتعامل معه في مجال أو أكثر، فالثقة فيه مسألة غير واردة على الإطلاق، وهذا يؤكد أن الأخطاء الكبيرة يصعب تصحيحها وبأن الأحوال في المنطقة لا يمكن أن تتغير إلا بتغير تلك الأنظمة واعتبار تلك الأخطاء من «الأخطاء المعدمة»!
لنتخيل الآن حال المنطقة لو أن النظام الإيراني لم يهدد بتصدير الثورة ولم يقع في ذلك الخطأ الشنيع الذي فقد بسببه ثقة دول المنطقة، ونتخيل حال العلاقة بين تركيا والسعودية وحال المنطقة ومستقبلها لو أن أردوغان لم يضع بيضه كله في سلة النظام القطري ولم يرتكب ذلك الخطأ الشنيع أيضاً بمتاجرته بموضوع خاشقجي، ونتخيل حال «المعارضة» في البحرين لو أنها لم ترفع تلك الشعارات التي يستحيل تحقيقها وتواصلت مع الحكومة فيما يخص المطالب الشعبية التي لم تقف الحكومة نفسها ضدها. لنتخيل حال كل هذه الدول وحال المنطقة إجمالاً لو لم ترتكب تلك الأخطاء أو حتى عاد مرتكبوها عنها سريعاً. بسبب تلك الأخطاء وبعد كل الذي جرى لا يمكن لدول الخليج العربي أن تثق في النظام الإيراني مهما فعل، ولا يمكن للسعودية أن تثق في النظام التركي وفي أردوغان على وجه الخصوص مهما فعلا، ولا يمكن للبحرين أن تثق في أولئك مهما فعلوا.