هل وقف إنتاجنا العلمي والأدبي أو تراجع قياساً بالعقود القادمة نظراً لتراجع إنتاج الكتب تحديداً؟ هل يمكن القول إن كان هناك ثمة تراجع في إنتاج الكتب أن ذلك يعود إلى ضعف الإنتاج في النشاط العلمي والأدبي فعلاً أم أن المجهود العلمي بات حبيساً بين الأدراج وعلى أرفف المكاتب في الجامعات، لا يستفيد منه إلاّ الدارسون والباحثون وحدهم؟ عندما نتجول في قاعات الدراسات العلمية في الجامعات، ونراجع كم من هذه الدراسات قد نشر فعلاً في كتاب لعموم الجمهور، ندرك أن هناك تراجعاً في إنتاج وطباعة الكتب، وقد يرجع ذلك لأسباب عدة قد يكون من بينها أن الباحث بعدما نال درجته العلمية لم يعد يكترث بنشر المادة التي عمل عليها، أو لأن مصروفات الدراسة قد أنهكته مالياً فلم يعد هنالك متسع لطباعتها على حسابه الخاص ووجد أن دور الطباعة والنشر لا تحقق له من الربح شيئاً وتكاد تأكل حقه بصفة قانونية فاختار أن لا ينشر.
في بادرة مميزة اطلعت عليها الأسبوع الفائت، راقني إعلان أسرة الأدباء والكتاب تبنيهم طباعة الرسائل الجامعية المتعلقة بالأدب البحريني، في إطار احتفال «الأسرة» بيوبيلها الذهبي، فارتأت «الأسرة» أن تخدم الثقافة والإبداع في البحرين من خلال هذه المبادرة. وكان من الجيد التركيز على الرسائل الجامعية أكثر من الإنتاج الأدبي العام، لما في ذلك من الرصانة العلمية والإضافة والإثراء، وللارتقاء بالمستوى الثقافي والأدبي للإنتاج العلمي الذي سيتم تداوله في المجتمع عبر المطبوعات التي قررت «الأسرة» تبنيها. وكان جميلاً أن «الأسرة» لم تحصر تلك المبادرة على أعضائها، بل على عموم الدارسين والباحثين ممن لديهم دراسات جامعية أدبية، ما يخرج الأمر من دائرة تبادل المصالح والاحتكار إلى دائرة أوسع وأسمى تحقق هدف «الأسرة» المنشود وهو خدمة الثقافة والإبداع عبر الاهتمام بكل الدراسات الأدبية التي سيتقدم بها أصحابها للنشر. والأجمل من ذلك التخصيص الذي دعت إليه «الأسرة» في ختام إعلانها بالرغبة على التركيز على الحراك الأدبي في البحرين، من باب خلق تراكم معرفي يثري مسيرة «الأسرة»، ما يعني أن «الأسرة» عازمة ليست على نشر الثقافة والإبداع وحسب، بل والاستفادة منه والعمل به إن أمكنها ذاك.
* اختلاج النبض:
أتساءل.. ماذا لو ظهرت مبادرة مشابهة تتبناها جمعية من الجمعيات المعنية للرسائل الجامعية الإعلامية، ومبادرة تتبناها جمعية العلاقات العامة البحرينية لطباعة الرسائل الجامعية في مجالها، ومبادرة لجمعية الأطباء وأخرى للمهندسين وأخرى وأخرى وأخرى.. تركز جهودها على النشاط العلمي والتراكم المعرفي في المجال. كم من الاستفادة سنحقق لأبناء المجال نفسه وللباحثين فيه؟ وما هي الفرص لتحقيق ما جاء في هذه الرسائل من توصيات عبر تبني الجمعيات والمؤسسات الأهلية لهذه التوصيات بل ودعوة المؤسسات الحكومية والخاصة لها لاحقاً؟!
{{ article.visit_count }}
في بادرة مميزة اطلعت عليها الأسبوع الفائت، راقني إعلان أسرة الأدباء والكتاب تبنيهم طباعة الرسائل الجامعية المتعلقة بالأدب البحريني، في إطار احتفال «الأسرة» بيوبيلها الذهبي، فارتأت «الأسرة» أن تخدم الثقافة والإبداع في البحرين من خلال هذه المبادرة. وكان من الجيد التركيز على الرسائل الجامعية أكثر من الإنتاج الأدبي العام، لما في ذلك من الرصانة العلمية والإضافة والإثراء، وللارتقاء بالمستوى الثقافي والأدبي للإنتاج العلمي الذي سيتم تداوله في المجتمع عبر المطبوعات التي قررت «الأسرة» تبنيها. وكان جميلاً أن «الأسرة» لم تحصر تلك المبادرة على أعضائها، بل على عموم الدارسين والباحثين ممن لديهم دراسات جامعية أدبية، ما يخرج الأمر من دائرة تبادل المصالح والاحتكار إلى دائرة أوسع وأسمى تحقق هدف «الأسرة» المنشود وهو خدمة الثقافة والإبداع عبر الاهتمام بكل الدراسات الأدبية التي سيتقدم بها أصحابها للنشر. والأجمل من ذلك التخصيص الذي دعت إليه «الأسرة» في ختام إعلانها بالرغبة على التركيز على الحراك الأدبي في البحرين، من باب خلق تراكم معرفي يثري مسيرة «الأسرة»، ما يعني أن «الأسرة» عازمة ليست على نشر الثقافة والإبداع وحسب، بل والاستفادة منه والعمل به إن أمكنها ذاك.
* اختلاج النبض:
أتساءل.. ماذا لو ظهرت مبادرة مشابهة تتبناها جمعية من الجمعيات المعنية للرسائل الجامعية الإعلامية، ومبادرة تتبناها جمعية العلاقات العامة البحرينية لطباعة الرسائل الجامعية في مجالها، ومبادرة لجمعية الأطباء وأخرى للمهندسين وأخرى وأخرى وأخرى.. تركز جهودها على النشاط العلمي والتراكم المعرفي في المجال. كم من الاستفادة سنحقق لأبناء المجال نفسه وللباحثين فيه؟ وما هي الفرص لتحقيق ما جاء في هذه الرسائل من توصيات عبر تبني الجمعيات والمؤسسات الأهلية لهذه التوصيات بل ودعوة المؤسسات الحكومية والخاصة لها لاحقاً؟!