كعادتنا لا نعرف كيف نوظف الأحداث التي تخدم مصالحنا، اكتفينا ببيانات يتيمة ننعى فيها ضحايا الحادثة الإرهابية في نيوزيلندا.
كان من المفروض أن تكون هذه الحادثة أداة ضغط على المجتمع الدولي من أجل أن يقوم بعملية التوازن المطلوبة ولا يحصر الإرهاب في الإسلام والمسلمين بل تأخذ إقراراً منه أن الإرهاب لا دين له، ولدينا كل المقومات التي وفرتها حكاية نيوزيلندا والتي ممكن الاستفادة منها.
لديك الفرصة أكثر من أي وقت مضى لتوضح وجهات النظر التي لم تجد آذاناً صاغية سابقاً ووفرت هذه الحادثة الظروف الموائمة التي تجبر الآخرين على الإصغاء لك، فحين تكون ضحية تملك تعاطف المتلقي معك واستعداده للاستماع لك، على عكس موقفك الدفاعي الذي اعتدته في كل مرة، المسلم والعربي له اليوم الميكروفون الآن، تفضل واروِ جانب القصة الخاصة بك، لكننا لم ننتبه.
بالإضافة إلى بيانات وزارات الخارجية العربية كان لا بد من تحرك إعلامي سريع يفتح ملف اليمين المسيحي المتطرف الذي يستند إلى مرجعيات دينية وتاريخية كما فعل الإرهابي الأسترالي ومعه نائب البرلمان الأسترالي الذي برر للإرهابي جريمته ومعه التعليقات المؤيدة لهذه الجريمة!
بإمكانك اليوم أن تقنع المجتمع الدولي أن التطرف والتعصب والكراهية موجود حتى بين المسيحيين مثلما هو موجود بين المسلمين ولا تحتاج لجهد كبير للإقناع هذه المرة، فقد فوت برينتون تارانت الفرصة على من سيبررون فعله بالجنون أو بالحالة الفردية، أنه استند إلى نصوص إنجيلية وإلى محطات تاريخية، فكيف مرت هذه الفرصة من بين أيدينا دون أن نستفيد منها؟
بإمكانك إظهار الصورة المسالمة التسامحية لدى المسلمين وهي موجودة في المكان الذي تواجد فيه الضحايا وحالتهم قبل أن يدخل عليهم الإرهابي، وموجودة في الجالية المسلمة التي تجمعت لمواساة بعضها بعضاً، وموجودة في موقف المسلمين النيوزيلنديين التسامحي من شرطة وإعلاميين، وكيف تساموا فوق جراحهم.
وموجودة عند العرب والمسلمين الذين دافعوا عن الشعب النيوزيلندي لضبط الإيقاع ولإعادة الأمور لنصابها حتى لا تنفلت بصورة إيثارية جميلة.
كانت تلك الحادثة الأليمة فرصة لقول الكثير عن تبعات خطاب الكراهية المنتشر لدى الغرب ضد المسلمين والعرب وكيف أنهم تهاونوا في ردعه وفي إيقافه وفي التصدي له معتقدين أنهم بعيدون عن إيقاظ الوحش الذي في داخلهم.
استهانوا في من سخر منا ومن حرض ضدنا ومن ألبسنا ثوب التخلف والجهل وعمم الصور القبيحة علينا، تركوه من باب حرية التعبير، وها هم يأكلون من حصرم ما زرعوه، ما حدث في نيوزيلندا حدث مثله في فرنسا وفي بريطانيا وأمريكا، إنها موجة تم التغاضي عن تنامي ارتفاعها لسنوات وها هي اليوم تبرز في صورتها المخيفة.
كان من المفروض أن نستغل جميع منصاتنا الإعلامية وغير الإعلامية للفت الأنظار إلى قضيتنا، فلماذا برج إيفل يظلم حداداً على ضحايا هذه الحادثة ونحن لا نقوم بما هو أكثر من البيان؟ نحن أولى من الفرنسيين.
نفتقد الرادار الذي يخبرنا كيف تنتهز الفرص وتستفيد منها قبل أن تضيع، ونفتقد العلم بحجم القوة التي نملكها والأدوات المتاحة لدينا، ونفتقد قبل هذا كله الثقة بأنفسنا.
كان من المفروض أن تكون هذه الحادثة أداة ضغط على المجتمع الدولي من أجل أن يقوم بعملية التوازن المطلوبة ولا يحصر الإرهاب في الإسلام والمسلمين بل تأخذ إقراراً منه أن الإرهاب لا دين له، ولدينا كل المقومات التي وفرتها حكاية نيوزيلندا والتي ممكن الاستفادة منها.
لديك الفرصة أكثر من أي وقت مضى لتوضح وجهات النظر التي لم تجد آذاناً صاغية سابقاً ووفرت هذه الحادثة الظروف الموائمة التي تجبر الآخرين على الإصغاء لك، فحين تكون ضحية تملك تعاطف المتلقي معك واستعداده للاستماع لك، على عكس موقفك الدفاعي الذي اعتدته في كل مرة، المسلم والعربي له اليوم الميكروفون الآن، تفضل واروِ جانب القصة الخاصة بك، لكننا لم ننتبه.
بالإضافة إلى بيانات وزارات الخارجية العربية كان لا بد من تحرك إعلامي سريع يفتح ملف اليمين المسيحي المتطرف الذي يستند إلى مرجعيات دينية وتاريخية كما فعل الإرهابي الأسترالي ومعه نائب البرلمان الأسترالي الذي برر للإرهابي جريمته ومعه التعليقات المؤيدة لهذه الجريمة!
بإمكانك اليوم أن تقنع المجتمع الدولي أن التطرف والتعصب والكراهية موجود حتى بين المسيحيين مثلما هو موجود بين المسلمين ولا تحتاج لجهد كبير للإقناع هذه المرة، فقد فوت برينتون تارانت الفرصة على من سيبررون فعله بالجنون أو بالحالة الفردية، أنه استند إلى نصوص إنجيلية وإلى محطات تاريخية، فكيف مرت هذه الفرصة من بين أيدينا دون أن نستفيد منها؟
بإمكانك إظهار الصورة المسالمة التسامحية لدى المسلمين وهي موجودة في المكان الذي تواجد فيه الضحايا وحالتهم قبل أن يدخل عليهم الإرهابي، وموجودة في الجالية المسلمة التي تجمعت لمواساة بعضها بعضاً، وموجودة في موقف المسلمين النيوزيلنديين التسامحي من شرطة وإعلاميين، وكيف تساموا فوق جراحهم.
وموجودة عند العرب والمسلمين الذين دافعوا عن الشعب النيوزيلندي لضبط الإيقاع ولإعادة الأمور لنصابها حتى لا تنفلت بصورة إيثارية جميلة.
كانت تلك الحادثة الأليمة فرصة لقول الكثير عن تبعات خطاب الكراهية المنتشر لدى الغرب ضد المسلمين والعرب وكيف أنهم تهاونوا في ردعه وفي إيقافه وفي التصدي له معتقدين أنهم بعيدون عن إيقاظ الوحش الذي في داخلهم.
استهانوا في من سخر منا ومن حرض ضدنا ومن ألبسنا ثوب التخلف والجهل وعمم الصور القبيحة علينا، تركوه من باب حرية التعبير، وها هم يأكلون من حصرم ما زرعوه، ما حدث في نيوزيلندا حدث مثله في فرنسا وفي بريطانيا وأمريكا، إنها موجة تم التغاضي عن تنامي ارتفاعها لسنوات وها هي اليوم تبرز في صورتها المخيفة.
كان من المفروض أن نستغل جميع منصاتنا الإعلامية وغير الإعلامية للفت الأنظار إلى قضيتنا، فلماذا برج إيفل يظلم حداداً على ضحايا هذه الحادثة ونحن لا نقوم بما هو أكثر من البيان؟ نحن أولى من الفرنسيين.
نفتقد الرادار الذي يخبرنا كيف تنتهز الفرص وتستفيد منها قبل أن تضيع، ونفتقد العلم بحجم القوة التي نملكها والأدوات المتاحة لدينا، ونفتقد قبل هذا كله الثقة بأنفسنا.