التعامل القاسي وغير المبرر من قبل «حماس» مع أهل غزة الذين تظاهروا للمطالبة بحل مشكلة البطالة ورفض الغلاء المعيشي وارتفاع الضريبة في القطاع يستوجب الشجب والإدانة، بل يكفي الوقوف في وجه هذه المنظمة التي استولت على غزة لمجرد قيام رجل أمن واحد تابع لها برفع هراوته في وجه متظاهر فلسطيني لم يخرج إلى الشارع ولم يعبر عن عدم ارتياحه وغضبه من الأحوال التي صار فيها بسبب «حماس» إلا بعد أن ضاقت به السبل. هل يعقل أن تتعامل «حماس» التي هي «منظمة إسلامية» وظلت تدعي سنين عديدة بأنها تدافع عن حق الفلسطيني معه بهذه الطريقة الوحشية التي تفوقت بها حتى على جنود الاحتلال؟
طريقة تعامل «حماس» مع المتظاهرين أفقدها سمعتها ومكانتها ومصداقيتها، فأي سمعة وأي مكانة وأي مصداقية بقيت لها بعد هذا الذي رآه العالم منها وهي تتعامل مع المواطنين الفلسطينيين الذين ترفع شعار الدفاع عنهم وشعار محاربة إسرائيل لاسترجاع حقوقهم؟
الخطأ الكبير الذي ارتكبته «حماس» بعد 12 عاماً من فرض نفسها على غزة واحتلالها بتعاملها الخشن مع أهل غزة الذين يعانون من كل شيء وفر شرحاً لمعاناة الرئيس الفلسطيني والقضية الفلسطينية وأكد أن هذه المنظمة وراء شق الصف الفلسطيني، فهي بدلاً عن سعيها إلى رأب الصدع والتوافق مع منظمة فتح بغية خدمة القضية الفلسطينية وتحقيق المكاسب لهذا الشعب الذي عانى طويلاً قامت بقمع أهل غزة فوفرت بذلك أيضاً خدمة مجانية لإسرائيل.
خروج أهل غزة بهذه الطريقة وهذه الأعداد إلى الشوارع يعني أن «حماس» غير قادرة على الوفاء بتعهداتها وأنها دون أن تحقق لهم الحد الأدنى من المستوى المعيشي، وهي بدل أن تراجع نفسها وتعمل على تحقيق المكاسب بطريقة أخرى شرعت في قمع الناس المسؤولة عنهم وتعاملت معهم بقسوة غير مقبولة من منظمة «إسلامية» تدعي أنها تعمل من أجل صالح الشعب الفلسطيني. كان الأولى والأجدى أن تتوقف وتنظر ما فعلت و«تأخذ بخاطر الفلسطينيين» من أهل غزة الذين قبلوا بها لا أن تنزل عناصرها إلى الشوارع ليقمعوهم ويعتقلوهم ويزجوا بهم في السجون.
ليس بهذه الطريقة يمكن لـ «حماس» أن تخرج من المشكلة التي هي أحد أسبابها، يكفي أنها تتعامل مع أناس تملأ الجراح أجسادهم ونفوسهم، ويكفي أنهم تجمعوا بطريقة سلمية ولم يطالبوا إلا بالعيش.
«بدنا نعيش» هذا هو الشعار الذي رفعه أهل غزة، وهو شعار يخلو من كل تجاوز، والتجاوب معه كان ينبغي أن يكون بسيطاً مثله، فلماذا تحسست «حماس» منه؟ ولماذا آثرت القمع؟ الجواب المنطقي لهذا السؤال هو أن «حماس» فهمت أنه يتضمن اتهاماً لها بالفساد، ولأنه صعب عليها أن تعترف بتورط مسؤوليها في قضايا الفساد لذا فضلت أن تتعامل مع المتظاهرين بقسوة، معتقدة بأنها بهذا تستطيع أن تغطي على أخطاء وتجاوزات مسؤوليها. الطريقة التي تعاملت بها «حماس» مع المتظاهرين من أهل غزة أكدت أنها متورطة حتى النخاع في قضايا فساد، بل إن الكثيرين صاروا يتحدثون اليوم عن علاقات مشبوهة بينها وبين إسرائيل وتركيا أردوغان ونظام الحمدين في قطر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمؤسف أن هذا الأمر ليس بعيداً عن الصحة، فـ «حماس» تتغذى من كل هذه الأطراف ومن دونها لا تستطيع أن تعيش، بل لولاها لما تمكنت من انتزاع غزة وضرب إسفين بين الفلسطينيين ومحاربة الحكومة الشرعية في الضفة الغربية والتطاول على الرئاسة.
«حماس» بتعاملها المبالغ فيه مع المتظاهرين السلميين من أهل غزة انتهكت حقوق الإنسان وحقوق الإنسان الفلسطيني وحقوق أهل غزة الذين وثقوا فيها واعتقدوا طويلاً أنها الأمل وأنها صادقة في الشعارات التي ترفعها.
{{ article.visit_count }}
طريقة تعامل «حماس» مع المتظاهرين أفقدها سمعتها ومكانتها ومصداقيتها، فأي سمعة وأي مكانة وأي مصداقية بقيت لها بعد هذا الذي رآه العالم منها وهي تتعامل مع المواطنين الفلسطينيين الذين ترفع شعار الدفاع عنهم وشعار محاربة إسرائيل لاسترجاع حقوقهم؟
الخطأ الكبير الذي ارتكبته «حماس» بعد 12 عاماً من فرض نفسها على غزة واحتلالها بتعاملها الخشن مع أهل غزة الذين يعانون من كل شيء وفر شرحاً لمعاناة الرئيس الفلسطيني والقضية الفلسطينية وأكد أن هذه المنظمة وراء شق الصف الفلسطيني، فهي بدلاً عن سعيها إلى رأب الصدع والتوافق مع منظمة فتح بغية خدمة القضية الفلسطينية وتحقيق المكاسب لهذا الشعب الذي عانى طويلاً قامت بقمع أهل غزة فوفرت بذلك أيضاً خدمة مجانية لإسرائيل.
خروج أهل غزة بهذه الطريقة وهذه الأعداد إلى الشوارع يعني أن «حماس» غير قادرة على الوفاء بتعهداتها وأنها دون أن تحقق لهم الحد الأدنى من المستوى المعيشي، وهي بدل أن تراجع نفسها وتعمل على تحقيق المكاسب بطريقة أخرى شرعت في قمع الناس المسؤولة عنهم وتعاملت معهم بقسوة غير مقبولة من منظمة «إسلامية» تدعي أنها تعمل من أجل صالح الشعب الفلسطيني. كان الأولى والأجدى أن تتوقف وتنظر ما فعلت و«تأخذ بخاطر الفلسطينيين» من أهل غزة الذين قبلوا بها لا أن تنزل عناصرها إلى الشوارع ليقمعوهم ويعتقلوهم ويزجوا بهم في السجون.
ليس بهذه الطريقة يمكن لـ «حماس» أن تخرج من المشكلة التي هي أحد أسبابها، يكفي أنها تتعامل مع أناس تملأ الجراح أجسادهم ونفوسهم، ويكفي أنهم تجمعوا بطريقة سلمية ولم يطالبوا إلا بالعيش.
«بدنا نعيش» هذا هو الشعار الذي رفعه أهل غزة، وهو شعار يخلو من كل تجاوز، والتجاوب معه كان ينبغي أن يكون بسيطاً مثله، فلماذا تحسست «حماس» منه؟ ولماذا آثرت القمع؟ الجواب المنطقي لهذا السؤال هو أن «حماس» فهمت أنه يتضمن اتهاماً لها بالفساد، ولأنه صعب عليها أن تعترف بتورط مسؤوليها في قضايا الفساد لذا فضلت أن تتعامل مع المتظاهرين بقسوة، معتقدة بأنها بهذا تستطيع أن تغطي على أخطاء وتجاوزات مسؤوليها. الطريقة التي تعاملت بها «حماس» مع المتظاهرين من أهل غزة أكدت أنها متورطة حتى النخاع في قضايا فساد، بل إن الكثيرين صاروا يتحدثون اليوم عن علاقات مشبوهة بينها وبين إسرائيل وتركيا أردوغان ونظام الحمدين في قطر وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمؤسف أن هذا الأمر ليس بعيداً عن الصحة، فـ «حماس» تتغذى من كل هذه الأطراف ومن دونها لا تستطيع أن تعيش، بل لولاها لما تمكنت من انتزاع غزة وضرب إسفين بين الفلسطينيين ومحاربة الحكومة الشرعية في الضفة الغربية والتطاول على الرئاسة.
«حماس» بتعاملها المبالغ فيه مع المتظاهرين السلميين من أهل غزة انتهكت حقوق الإنسان وحقوق الإنسان الفلسطيني وحقوق أهل غزة الذين وثقوا فيها واعتقدوا طويلاً أنها الأمل وأنها صادقة في الشعارات التي ترفعها.