استهداف الهوية أخطر ما واجهناه. فجأة تحولت الانتماءات الضيقة إلى هوية، أو هكذا أريد لها. فانقسمت شعوب وانتحرت أخرى.
غابت الهوية الرئيسة، عربية إسلامية، وحلت انتماءات فرعية ضيقة لتصبح تعريفات جديدة لإنسان هذه المنطقة. إعلام بمليارات الدولارات ضخ ليل نهار لإسقاط الهوية، وحين تسقط الهوية في وجدان الناس يسقط الوطن من حساباتهم.
في البحرين، أسقطنا أخطر محاولة إيرانية لضربنا في هويتنا، حين وقف شعب البحرين بمختلف مكوناته معاً ليقول إن البحرين خليجية عربية إسلامية إنسانية، وإن تنوعنا غنى لن نتنازل عنه ولن نحوله إلى صراع. ودفعنا في سبيل ذلك ثمناً لم يكن رخيصاً.
منذ ذلك، ظهرت الحاجة إلى استراتيجية شاملة تلم كل الجهود لتحصننا بتحصين هويتنا. بدا أن حماية وعي شبابنا من أفكار الإرهاب والتطرف والطائفية، في زمن السوشيال ميديا وسرعة انتشار المعلومة والشائعة، مهمة صعبة للغاية.
أمس، أدار معالي وزير الداخلية عجلات هذه الاستراتيجية عبر إعلانه الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، في مبادرة عبرت فعلاً عن معرفة دقيقة بالواقع ورغبة حقيقية في تجاوزه ليستلهم المبادرة من الكلمات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.
"بحريننا" هو الاسم الذي أراده صاحب السمو الملكي ولي العهد للخطة الوطنية. وفي الاسم تكثيف يوجز الهدف ويظهر المعنى، فهي بحريننا جميعاً، بحريننا التي بنيناها بقيمنا قبل أن ينحت "نيتشه" مفهوم القيمة فيتداوله العالم أساساً لبناء الوطن.
قيم المواطنة لا يمكن تحويلها من شعار إلى وجدان إلا بالإيمان بها على أساس مشروعيتها. وهذا ما تسعى الخطة إلى تحقيقه.
قدمت الخطة الوطنية توصيفاً صادقاً للواقع والتحديات الأساسية التي تواجه الهوية البحرينية قبل أن تقترح سبل المعالجة عبر 70 مبادرة في 5 مسارات رئيسة. وحددت الثوابت البحرينية بدقة في: الدين الإسلامي، والاستقلال الوطني، وميثاق العمل الوطني، والدستور، والنظام الملكي، والانتماء الخليجي والعربي، والوحدة الوطنية، واللغة العربية، والعادات والتقاليد الأصيلة، والتعايش السلمي، والاعتراف بالآخر والتعددية الثقافية، وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
وكان لافتاً أن الخطة حددت مؤشرات أداء في مجال يصعب قياس مفرداته وتكثر فيه العموميات باعتبار الحديث عن الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال. وهو تحديد يكفل قياس اتجاهات الرأي العام وتحولات قناعاته.
يبقى تعزيز الانتماء الوطني مسؤولية مشتركة، مسؤولية السلطات الثلاث، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمحور الأهم كل مواطن.
إن وطناً دون هوية يغدو مجرد مكان. أما بحريننا فأرواحنا فداء هويتها.
غابت الهوية الرئيسة، عربية إسلامية، وحلت انتماءات فرعية ضيقة لتصبح تعريفات جديدة لإنسان هذه المنطقة. إعلام بمليارات الدولارات ضخ ليل نهار لإسقاط الهوية، وحين تسقط الهوية في وجدان الناس يسقط الوطن من حساباتهم.
في البحرين، أسقطنا أخطر محاولة إيرانية لضربنا في هويتنا، حين وقف شعب البحرين بمختلف مكوناته معاً ليقول إن البحرين خليجية عربية إسلامية إنسانية، وإن تنوعنا غنى لن نتنازل عنه ولن نحوله إلى صراع. ودفعنا في سبيل ذلك ثمناً لم يكن رخيصاً.
منذ ذلك، ظهرت الحاجة إلى استراتيجية شاملة تلم كل الجهود لتحصننا بتحصين هويتنا. بدا أن حماية وعي شبابنا من أفكار الإرهاب والتطرف والطائفية، في زمن السوشيال ميديا وسرعة انتشار المعلومة والشائعة، مهمة صعبة للغاية.
أمس، أدار معالي وزير الداخلية عجلات هذه الاستراتيجية عبر إعلانه الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، في مبادرة عبرت فعلاً عن معرفة دقيقة بالواقع ورغبة حقيقية في تجاوزه ليستلهم المبادرة من الكلمات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.
"بحريننا" هو الاسم الذي أراده صاحب السمو الملكي ولي العهد للخطة الوطنية. وفي الاسم تكثيف يوجز الهدف ويظهر المعنى، فهي بحريننا جميعاً، بحريننا التي بنيناها بقيمنا قبل أن ينحت "نيتشه" مفهوم القيمة فيتداوله العالم أساساً لبناء الوطن.
قيم المواطنة لا يمكن تحويلها من شعار إلى وجدان إلا بالإيمان بها على أساس مشروعيتها. وهذا ما تسعى الخطة إلى تحقيقه.
قدمت الخطة الوطنية توصيفاً صادقاً للواقع والتحديات الأساسية التي تواجه الهوية البحرينية قبل أن تقترح سبل المعالجة عبر 70 مبادرة في 5 مسارات رئيسة. وحددت الثوابت البحرينية بدقة في: الدين الإسلامي، والاستقلال الوطني، وميثاق العمل الوطني، والدستور، والنظام الملكي، والانتماء الخليجي والعربي، والوحدة الوطنية، واللغة العربية، والعادات والتقاليد الأصيلة، والتعايش السلمي، والاعتراف بالآخر والتعددية الثقافية، وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
وكان لافتاً أن الخطة حددت مؤشرات أداء في مجال يصعب قياس مفرداته وتكثر فيه العموميات باعتبار الحديث عن الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال. وهو تحديد يكفل قياس اتجاهات الرأي العام وتحولات قناعاته.
يبقى تعزيز الانتماء الوطني مسؤولية مشتركة، مسؤولية السلطات الثلاث، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمحور الأهم كل مواطن.
إن وطناً دون هوية يغدو مجرد مكان. أما بحريننا فأرواحنا فداء هويتها.