مختصر مفهوم الوطنية هو الإخلاص للوطن وحبه، وهذا يعني أن سيناً أو صاداً الذي يحمل علم البحرين في تجمع يشتم فيه الوطن ويساء إليه لا يمكن أن يكون وطنياً، فالوطني والمحب لوطنه لا يسبه ولا يسيء إليه ولا يرضى أن يسمع عنه ما يسيئه ولا يدعو الآخرين إلى الإساءة له. بناء عليه فإن كل تجمع -في الداخل أو الخارج- يساء فيه إلى الوطن يؤكد أن المشاركين فيه لا يدركون معنى الوطنية، فأي وطنية هذه التي تبرز في تجمع يؤكد المشاركون فيه أنهم لا يحبون «وطنهم» وغير مخلصين له؟
في التعريفات، الوطنية هي «التعلق العاطفي والولاء لأمة محددة بصفة خاصة واستثنائية عن البلدان الأخرى»، وفيها أن «الوطني هو شخص يحب بلاده، ويدعم سلطتها، ويصون مصالحها»، وهذا وحده يكفي لنفي صفة الوطنية عن ذاك الذي يرفع علم البحرين في تجمع ما ويفرح بالشتائم التي توجه إليها بل يدعو الآخرين إلى الإساءة إليها تحت ذرائع وعناوين مثل «حقوق الإنسان».
تردد الفرد عن التضحية بنفسه أو براحته من أجل بلاده يعني أنه لا يتحلى بالوطنية، والعمل مع الآخرين ضد بلاده يؤكد أنه خال من هذه الصفة ولا يستحقها. لا يمكن أن يكون المرء وطنياً ولا وطنياً في آن، فحب الوطن لا يتجزأ، ومن غير الممكن أن يعتبر المرء نفسه وطنياً وهو يتعاون مع الآخرين على الإساءة للوطن ويضع يده في يد الأجنبي ويبيع «وطنه» بحجة أنه غير راضٍ عن السلطة فيه أو أنه حصل معه أمر ما.
الوطنية أخلاق، وليس من الأخلاق الإساءة للوطن أياً كانت الأسباب، وليس من الأخلاق القبول بإساءة الآخرين للوطن، وليس من الأخلاق الانحياز إلى راية أخرى غير راية الوطن لهذا السبب أو ذاك، فالوطن واحد وليس له إلا راية واحدة.
حديث الصراحة يدفع إلى القول بأن البعض الذي يعتبر نفسه «معارضة ومناضلاً وفي ثورة» يقبل الإساءة لعلم البحرين لكن لا يقبلها لعلم إيران، ليس لأنه يحتوى لفظ الجلالة ولكن لأنه علم النظام الإيراني الذي «زيّن له أعماله وصده عن السبيل»، والأمر نفسه ينطبق على كل قرار يتخذ، فهو يوالي صاحب القرار الفارسي ويعتبر كل قرار يصدر عن السلطة في بلاده جائراً.
لولا أن الأجهزة الأمنية منعت رفع أعلام أخرى في التجمعات غير علم البحرين لما رفع فيها ولرفع بدلاً عنه علم النظام الإيراني وعلم «حزب الله» وغيرهما. لكن عدم رفع تلك الأعلام في تلك التجمعات والاكتفاء برفع علم البحرين لا يعني أن الولاء للبحرين وهو ليس تأكيداً على الوطنية، فلو سمح لهم برفع ما يشاؤون من أعلام لما رفع علم البحرين في تلك التجمعات أو أغلبها. هذه حقيقة صادمة لكنها في كل الأحوال حقيقة لا ينفيها إلا أولئك الذين يشعرون أن هذا الكلام يفضحهم.
الوطنية ليست برفع علم البحرين ولا بتقبيله أو اعتماده راية وحيدة في المظاهرات والتجمعات السياسية، الوطنية هي «المواقف الإيجابية والداعمة تجاه الوطن من قبل الأفراد والجماعات». في التعريفات أيضاً أن من المواقف المرتبطة بالوطنية «الرغبة في الحفاظ على طابع الوطن وأساس الثقافة، والفخر بإنجازات الوطن وثقافته، والاهتمام الخاص برفاهية البلد، والشعور بالهوية الشخصية نحو البلد، والرغبة في التضحية لتعزيز خير البلد، والمودة الخاصة لبلد واحد».
السؤال الذي ينبغي أن يجيب عنه أولئك بصراحة هو هل يعتبرون أمة البحرين أكثر أهمية من الأمم الأخرى؟ هل يعتبرونها أكثر أهمية من الأمم التي يفاخرون بها في كل المناسبات ويعتبرونها مثالاً؟
{{ article.visit_count }}
في التعريفات، الوطنية هي «التعلق العاطفي والولاء لأمة محددة بصفة خاصة واستثنائية عن البلدان الأخرى»، وفيها أن «الوطني هو شخص يحب بلاده، ويدعم سلطتها، ويصون مصالحها»، وهذا وحده يكفي لنفي صفة الوطنية عن ذاك الذي يرفع علم البحرين في تجمع ما ويفرح بالشتائم التي توجه إليها بل يدعو الآخرين إلى الإساءة إليها تحت ذرائع وعناوين مثل «حقوق الإنسان».
تردد الفرد عن التضحية بنفسه أو براحته من أجل بلاده يعني أنه لا يتحلى بالوطنية، والعمل مع الآخرين ضد بلاده يؤكد أنه خال من هذه الصفة ولا يستحقها. لا يمكن أن يكون المرء وطنياً ولا وطنياً في آن، فحب الوطن لا يتجزأ، ومن غير الممكن أن يعتبر المرء نفسه وطنياً وهو يتعاون مع الآخرين على الإساءة للوطن ويضع يده في يد الأجنبي ويبيع «وطنه» بحجة أنه غير راضٍ عن السلطة فيه أو أنه حصل معه أمر ما.
الوطنية أخلاق، وليس من الأخلاق الإساءة للوطن أياً كانت الأسباب، وليس من الأخلاق القبول بإساءة الآخرين للوطن، وليس من الأخلاق الانحياز إلى راية أخرى غير راية الوطن لهذا السبب أو ذاك، فالوطن واحد وليس له إلا راية واحدة.
حديث الصراحة يدفع إلى القول بأن البعض الذي يعتبر نفسه «معارضة ومناضلاً وفي ثورة» يقبل الإساءة لعلم البحرين لكن لا يقبلها لعلم إيران، ليس لأنه يحتوى لفظ الجلالة ولكن لأنه علم النظام الإيراني الذي «زيّن له أعماله وصده عن السبيل»، والأمر نفسه ينطبق على كل قرار يتخذ، فهو يوالي صاحب القرار الفارسي ويعتبر كل قرار يصدر عن السلطة في بلاده جائراً.
لولا أن الأجهزة الأمنية منعت رفع أعلام أخرى في التجمعات غير علم البحرين لما رفع فيها ولرفع بدلاً عنه علم النظام الإيراني وعلم «حزب الله» وغيرهما. لكن عدم رفع تلك الأعلام في تلك التجمعات والاكتفاء برفع علم البحرين لا يعني أن الولاء للبحرين وهو ليس تأكيداً على الوطنية، فلو سمح لهم برفع ما يشاؤون من أعلام لما رفع علم البحرين في تلك التجمعات أو أغلبها. هذه حقيقة صادمة لكنها في كل الأحوال حقيقة لا ينفيها إلا أولئك الذين يشعرون أن هذا الكلام يفضحهم.
الوطنية ليست برفع علم البحرين ولا بتقبيله أو اعتماده راية وحيدة في المظاهرات والتجمعات السياسية، الوطنية هي «المواقف الإيجابية والداعمة تجاه الوطن من قبل الأفراد والجماعات». في التعريفات أيضاً أن من المواقف المرتبطة بالوطنية «الرغبة في الحفاظ على طابع الوطن وأساس الثقافة، والفخر بإنجازات الوطن وثقافته، والاهتمام الخاص برفاهية البلد، والشعور بالهوية الشخصية نحو البلد، والرغبة في التضحية لتعزيز خير البلد، والمودة الخاصة لبلد واحد».
السؤال الذي ينبغي أن يجيب عنه أولئك بصراحة هو هل يعتبرون أمة البحرين أكثر أهمية من الأمم الأخرى؟ هل يعتبرونها أكثر أهمية من الأمم التي يفاخرون بها في كل المناسبات ويعتبرونها مثالاً؟