هل دخلت يوماً لمجلس عزاء أحد رفاقك أو معارفك وبكيت فيه بكاءً شديداً رغم أن المتوفى لا تربطك به علاقة قوية أو ربما لا تعرفه بما يكفي. كان ما واجهته قبل فترة غريب جداً، فهل واجهت يوماً شيئاً مماثلاً؟ يبكون موتاهم وتبكي أنت جرحك، فيراك الآخرون في مناسبة ما مبالغاً ومغالياً في التعبير ويؤولون تصرفك نفاقاً بينما أن تكتوي بنار ما، وكل ما في الأمر أن ثمة حدث نبش جراحك وأخرجك من حالة الصمت التي كانت تعتريك لسنوات ربما.
حدث أنني تفاعلت يوماً على وفاة شخص ما بعد عشر سنوات من رحيله، كان قد فاتني مجلس عزائه لظروف وأسباب لا يتسع المجال لذكرها هنا، فانتظرت وفاة آخر من نفس البيت لأبكي غائبي في الأجواء الحقيقية لعزائه الذي فاتني ولم يتسنِ لي أن أبكيه وقت رحيله.
تشاطر الناس مشاعر ما فيظنون بك شيئاً خلاف ما تشعر به، ومن ذلك قول قائل «لا تحسبوا رقصي بينكم فرحاً فالطير يرقص مذبوحاً من الألم»، إذ يحدث أن ترقص إحداهن في عرس قريب كانت قد أحبته وتمنته لها زوجاً، مذبوحة مجروحة لفوات فرصتها معه، فيرى الآخرون في رقصها فرحاً بينما تتجرع الألم، تحدث مثل هذه الأمور كثيراً وفي مواضع عدة. يحدث أن ترقص امرأة مسنة في مناسبة لابن اختها أو أحد أقاربها وجيرانها، بينما تخفي خلف «بوشية» أسدلتها على وجهها دمعات ذرفتها على ابن لها قد رحل من الحياة وكانت تتمنى لو أن اليوم عرسه أو احتفاءها بحصوله على الشهادة التي تمنتها له. ومن ذلك قول آخر «كل يغني على ليلاه».
وكما هو الحزن.. نشاطر الآخرين أفراحاً ربما لا يمكننا إعلانها أحياناً، يحدث أن تلاعب طفلاً لتخبأ ابتسامتك العريضة التي سبقتها دقات قلبك وتراقص روحك لتخفي أنك كلك تنبض بالحب وأنك في حضرة حبيب خفي تراه من حيث لا يراه آخرون. تقول لصديق كلمات مشبعة بالعاطفة لأنك في حضرة آخر أردت أن تخبره كم أنه غالٍ عليك أو لتوصل له رسالتك على نحو غير مباشر، فيدور بينكما حديث عن طريق آخرين أدخلتموهم للعبة التواصل والبوح واستعملتموهم فيها دون علمهم حتى. تتواصل مع أحدهم عبر «الواتساب» وتبادله حديثاً ودياً جداً فلا تستطيع أن تخفي ابتسامتك، فتوحي لمن حولك أنك تضحك ساخراً من أمر ما يدور في هذه الجلسة أو تشاطرهم نكتة سريعة لتبرر ابتسامتك.
* اختلاج النبض:
نشاطر الآخرين مشاعرهم لأننا بحاجة لهذه المشاعر في هذا الوقت، وقد جاءت المناسبة التي نصرخ فيها بأعلى صوتنا دون أن نفتضح مغلفين الأمور بغير حقيقتها على سبيل مشاطرة الفرح وفِي أحيان ما الوجع.
حدث أنني تفاعلت يوماً على وفاة شخص ما بعد عشر سنوات من رحيله، كان قد فاتني مجلس عزائه لظروف وأسباب لا يتسع المجال لذكرها هنا، فانتظرت وفاة آخر من نفس البيت لأبكي غائبي في الأجواء الحقيقية لعزائه الذي فاتني ولم يتسنِ لي أن أبكيه وقت رحيله.
تشاطر الناس مشاعر ما فيظنون بك شيئاً خلاف ما تشعر به، ومن ذلك قول قائل «لا تحسبوا رقصي بينكم فرحاً فالطير يرقص مذبوحاً من الألم»، إذ يحدث أن ترقص إحداهن في عرس قريب كانت قد أحبته وتمنته لها زوجاً، مذبوحة مجروحة لفوات فرصتها معه، فيرى الآخرون في رقصها فرحاً بينما تتجرع الألم، تحدث مثل هذه الأمور كثيراً وفي مواضع عدة. يحدث أن ترقص امرأة مسنة في مناسبة لابن اختها أو أحد أقاربها وجيرانها، بينما تخفي خلف «بوشية» أسدلتها على وجهها دمعات ذرفتها على ابن لها قد رحل من الحياة وكانت تتمنى لو أن اليوم عرسه أو احتفاءها بحصوله على الشهادة التي تمنتها له. ومن ذلك قول آخر «كل يغني على ليلاه».
وكما هو الحزن.. نشاطر الآخرين أفراحاً ربما لا يمكننا إعلانها أحياناً، يحدث أن تلاعب طفلاً لتخبأ ابتسامتك العريضة التي سبقتها دقات قلبك وتراقص روحك لتخفي أنك كلك تنبض بالحب وأنك في حضرة حبيب خفي تراه من حيث لا يراه آخرون. تقول لصديق كلمات مشبعة بالعاطفة لأنك في حضرة آخر أردت أن تخبره كم أنه غالٍ عليك أو لتوصل له رسالتك على نحو غير مباشر، فيدور بينكما حديث عن طريق آخرين أدخلتموهم للعبة التواصل والبوح واستعملتموهم فيها دون علمهم حتى. تتواصل مع أحدهم عبر «الواتساب» وتبادله حديثاً ودياً جداً فلا تستطيع أن تخفي ابتسامتك، فتوحي لمن حولك أنك تضحك ساخراً من أمر ما يدور في هذه الجلسة أو تشاطرهم نكتة سريعة لتبرر ابتسامتك.
* اختلاج النبض:
نشاطر الآخرين مشاعرهم لأننا بحاجة لهذه المشاعر في هذا الوقت، وقد جاءت المناسبة التي نصرخ فيها بأعلى صوتنا دون أن نفتضح مغلفين الأمور بغير حقيقتها على سبيل مشاطرة الفرح وفِي أحيان ما الوجع.