لا يمثل اليمين المتطرف في الغرب مجرد فكرة طارئة تحملها ثلة من الغلاة المتطرفين يمكن السيطرة على أفعالهم بيسر وسهولة، ذلك أن المسألة ذات علاقة بنسق ثقافي استشراقي، صاحب انهيار الإمبراطورية الرومانية، واندلاع الحروب في القارة «حرب الثلاثين عاماً»، وبروز الدولة القومية في أوروبا وعودة الكثير من الأفكار التي تمجد القوة وسيطرة الإنسان ونقاء العنصر الأبيض وأحقيته في استعمار الشعوب الأخرى. وكان لهذا النسق فلاسفة نتج عن رؤاهم حروب ومآس، فالنازية والفاشية لم تنبتا من الفراغ، وقد بلغ التناقض مداه فيما طرحته هذه الدول الجديدة الوارثة للإمبراطورية المنهارة -فرنسا على سبيل المثال- أنها في الوقت الذي كانت تحمل فيه قيم العدالة والمساواة والحرية كانت تمارس في الوقت ذاته أبشع صنوف القتل والإبادة أوالتطهير العرقي في المستعمرات و-الدنيا الجديده- كما حدث للهنود الحمر في الأمريكتين أو ما تلا ذلك من استعمار كل العالم القديم حيث لم يتركوا وسيلة من وسائل القتل والاستغلال والاحتلال إلا ومارسوها ضد كل أجناس الأرض. إن الملاحظ أن هذه الدول التي انتشرت فيها جمعيات وأحزاب وحكومات نازية وفاشية وبرزت فيها أسماء ستظل محفورة في قائمة تاريخ الشر الإنساني كانت تصطحب في حملاتها الاستعمارية جيوشاً من العلماء والمبشرين والباحثين في معظم العلوم والفنون كي يتمكنوا من بحث ودراسة عادات وقيم الشعوب المغلوبة لتدين لهم السيطرة بالقوة والعلم معاً وليس كما يردد بعض -الجهلاء- من أن المستعمر كان حاملاً لمشعل العلم لبلاده ولولاه للبثت في ظلام الجهل!
هكذا يهرف البعض.. وظل الغرب حتي اليوم يستخدم أبحاث العلماء والمستشرقين والمبشرين في رسم سياساته والتخطيط -القريب والبعيد- لكيفية التعامل مع الشعوب الأخرى، فليس الساسة وحدهم هم من ينظرون أو يخططون بل فرق متخصصة من الأكاديميين والخبراء -على اختلاف تخصصاتهم- هم من يفعلون ذلك، وأقرب مثال لذلك ما لعبه برنارد لويس من دور خطير في السياسة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً طوال القرن الماضي وبداية هذا القرن، فقد كان دهاقنة السياسة الأمريكية مثل هنري كيسنجر يلجؤون إليه لاستشارته بل تكاد تكون الرؤية الأمريكية لمنطقتنا حالياً هي انعكاس لما يراه لويس وهي رؤية يمينية متطرفة متعصبة كارهة للعرب ترى في تفتييت المنطقة وتجزئتها على أسس اثنية ودينية حلاً جذرياً لمشكلاتها، والرجل الذي هلك العام الماضي فقط عاش مائة سنة يبشر بأفكاره العنصرية والصهيونية في العديد من الكتب والمؤلفات أبرزها كتاب أزمة الإسلام والإسلام الأصولي والعرب في التاريخ وموجز تاريخ الشرق الأوسط وغيرها، وله مريدون ومروجون لأفكارة المتطرفة حتى في عالمنا العربي بكل أسف، ومع أن جل أفكاره متحيزة ومغموسة في الإيديولوجيا المسمومة إلا أنه وجد من يعتنق هذه الآراء في الغرب المسيحي لأن القاسم المشترك فيها يقوم على كراهية الاسلام والتشكيك في رسالته والتخويف من المسلمين واحتقار عاداتهم وهذا ديدن معلوم عند طائفة من المستشرقين المتشددين أمثال استاذه ماسينون، ويكفي أن نقرأ ما قاله برنارد لويس في مقابلة أجريت في عام 2005 حيث قال نصاً: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إن من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها».
هذا غيض من بئر الحقد والكراهية التي يؤمن به كثيرون جداً في الغرب اليوم بل يردده رؤساء دول وسياسيون وكتاب وأحزاب وأفراد ويباشر الترجمة على الأرض جيوش احتلت ودمرت دولاً، وفتن وقلاقل ولدت ربيعاً أكثر سواداً، وتحرش واعتداء يومي بالأقليات الإسلامية هناك بلا رادع، كل ذلك ومازال من يحملون هذه الأيديولوجيا المسمومة يجدون من يدافع عنهم تحت مبرر حرية التعبير ويوفرون لهم البيئة الحاضنة ليقتلوا الآمنين المسالمين في المساجد، ولا يجدون في أعمالهم إرهاباً يجب بتره لخير البلاد والعباد!!
هكذا يهرف البعض.. وظل الغرب حتي اليوم يستخدم أبحاث العلماء والمستشرقين والمبشرين في رسم سياساته والتخطيط -القريب والبعيد- لكيفية التعامل مع الشعوب الأخرى، فليس الساسة وحدهم هم من ينظرون أو يخططون بل فرق متخصصة من الأكاديميين والخبراء -على اختلاف تخصصاتهم- هم من يفعلون ذلك، وأقرب مثال لذلك ما لعبه برنارد لويس من دور خطير في السياسة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً طوال القرن الماضي وبداية هذا القرن، فقد كان دهاقنة السياسة الأمريكية مثل هنري كيسنجر يلجؤون إليه لاستشارته بل تكاد تكون الرؤية الأمريكية لمنطقتنا حالياً هي انعكاس لما يراه لويس وهي رؤية يمينية متطرفة متعصبة كارهة للعرب ترى في تفتييت المنطقة وتجزئتها على أسس اثنية ودينية حلاً جذرياً لمشكلاتها، والرجل الذي هلك العام الماضي فقط عاش مائة سنة يبشر بأفكاره العنصرية والصهيونية في العديد من الكتب والمؤلفات أبرزها كتاب أزمة الإسلام والإسلام الأصولي والعرب في التاريخ وموجز تاريخ الشرق الأوسط وغيرها، وله مريدون ومروجون لأفكارة المتطرفة حتى في عالمنا العربي بكل أسف، ومع أن جل أفكاره متحيزة ومغموسة في الإيديولوجيا المسمومة إلا أنه وجد من يعتنق هذه الآراء في الغرب المسيحي لأن القاسم المشترك فيها يقوم على كراهية الاسلام والتشكيك في رسالته والتخويف من المسلمين واحتقار عاداتهم وهذا ديدن معلوم عند طائفة من المستشرقين المتشددين أمثال استاذه ماسينون، ويكفي أن نقرأ ما قاله برنارد لويس في مقابلة أجريت في عام 2005 حيث قال نصاً: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إن من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها».
هذا غيض من بئر الحقد والكراهية التي يؤمن به كثيرون جداً في الغرب اليوم بل يردده رؤساء دول وسياسيون وكتاب وأحزاب وأفراد ويباشر الترجمة على الأرض جيوش احتلت ودمرت دولاً، وفتن وقلاقل ولدت ربيعاً أكثر سواداً، وتحرش واعتداء يومي بالأقليات الإسلامية هناك بلا رادع، كل ذلك ومازال من يحملون هذه الأيديولوجيا المسمومة يجدون من يدافع عنهم تحت مبرر حرية التعبير ويوفرون لهم البيئة الحاضنة ليقتلوا الآمنين المسالمين في المساجد، ولا يجدون في أعمالهم إرهاباً يجب بتره لخير البلاد والعباد!!