يتزامن توقيت مناقشة الميزانية في البحرين ومنها تحديد ميزانية المؤسسات الأمنية والإعلام مع ما دار في منتدى الإعلام العربي في دبي من مناقشات حول الحروب الجديدة على دولنا وأن ميدانها الجديد هو الإعلام بسؤال يطرح نفسه ولا أعرف إجابته حقيقة لأنني لا أعرف كم خصصت الدولة موازنة للإنتاج البرامجي أو بالأحرى لا أعرف مدى إدراك المسؤولين في البحرين دور «الإعلام» في المرحلة القادمة، أو دور «صناعة التأثير» كما سماها وزير الإعلام البحريني في المنتدى، وهو وصف أكثر دقة مع متغيرات الواقع من حولنا حيث إن الحكومات الآن تبحث عن «التأثير» على الرأي العام المحلي والدولي من خلال المنصات الإعلامية التي تمتلكها ومنصات وسائل التواصل الوطنية، فهل تدرك البحرين دور الإعلام المستقبلي في صد الحرب الموجهة ضد دولنا؟ وبالتالي هل حسبت في حسابها المالي أن الإعداد السابق للموازنات الذي كان يضع النصيب الأكبر من الميزانية للمؤسسات الدفاعية والأمنية أنه نظراً لتلك المتغيرات أن عليه أن يضيف الصرف على صناعة التأثير كما يصرف تماماً على الأمن؟ حروب العصر اليوم لا تخضها الآن إلا في الإعلام، ليست هناك حروب ضدك الآن بالمفهوم التقليدي، لا يغزونك بالجيوش ونادراً ما يطلقون عليك الصواريخ، اليوم يحركون الجموع ويثيرون السخط ويشجعون على الفوضى وكل هذه الأسلحة الموجهة ضدك تصدها بالإعلام.

تحمي جبهتك الداخلية من الاضطرابات و الفوضى الداخلية بالإعلام، تحمي جبهتك الخارجية من الضغوط الأجنبية ومن الهجمات الخارجية وتشويه سمعتك وصورتك بالإعلام.

تقوي العلاقة بين أطراف الدولة قيادة وحكومة ومواطنين بالإعلام، تسوق برامجك كنظام سياسي بالإعلام تجعل المواطن شريكاً معك في الدفاع عن وطنك بالإعلام بشقيه التقليدي وغير التقليدي أي بوسائل التواصل.

تحتاج إلى أن تعي أهمية هذا الدور وتتعاطى معه على أنه يجب أن يوكل لمؤسسة دفاعية أمنية لا بالمفهوم العسكري إنما كجزء من أدواتك للحفاظ على استقرارك وأمنك ومحافظتك على مكتسباتك فلا تقلل من شأنها أو تتعامل معها بمزاجية، هذا في حالة الإدراك بأهمية صناعة التأثير.

الأمر الثاني الذي ناقشه المنتدى كيف يمكن للإعلام الرسمي أن يكون مصدراً للمعلومات وللرأي وللنقد بشكل يخدم جميع الأطراف بما فيها طرف المواطن في غياب ثقافة توظيف واستغلال المنصات الإعلامية لدى المسؤولين والوزراء؟ من سيروج ويشرح ويخاطب الناس غير المسؤولين؟ وهل العاملون في الإعلام هم من سيقوم بهذا الدور؟ أم أن دورهم هو تهيئة المنصة التي يقف عليها المسؤولون بالصعود عليها ومن ثم بالدفاع عن مكتسبات الدولة والترويج لبرامجهم وتوضيح ما يمسها من لبس أو سوء فهم؟ العديد من الآراء اتفقت على أن الدولة التي ترى فيها المسؤولين في الحكومة ضيوفاً دائمين على الإعلام هي الدولة التي نجح فيها الإعلام بتأدية دوره الصحة فيما يتعلق بشؤونها والأمن والتعليم والإسكان والشؤون الاجتماعية والمواصلات وحتى النيابة.

فعزيزي عضو السلطة التشريعية وعزيزي عضو السلطة التنفيذية حين تناقشان ميزانية الإعلام أرجو أن تعيا أنكما تناقشان جهة مهمتها تعادل في أهميتها مهمة واحدة فقط من ال إف 16 بلوك 52، بكامل معداتها بمحركها وبأجهزة رادر وأجهزة استطلاع وطيارها وقطع غيارها.