نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن حبّ الاستطلاع والفضول المعرفي.
هل أنت فضولي؟
اذا أردت أن تعرف كم أنت فضولي فانظر كم لديك من الصفات والسّمات التالية:
* لذّة التعلّم وهو وصف للرّضا والسّعادة التي تشعر بها عندما تبحث عن أشياء جديدة.
* الحاجة الملحّة لفهم الأشياء وعدم تقبّل المعلومات بدون أسئلة وانتقاد.
* مقاومة الضغوط عندما تصل إلى ميادين معرفية جديدة لا تعرفها جيّداً بألا تستسلم فتثابر وتواصل البحث والتنقيب.
* الانفتاح على الأفكار الجديدة التي تخالف الأفكار المنتشرة حولك.
فوائد وثمار الفضول المعرفي
من الفوائد المباشرة للفضول المعرفي أنّه يجعل العقل سريع البديهة، ودقيق الملاحظة، وذلك لكون الفضولي يُعمل عقله باستمرار ونشاط للبحث عن الحقائق ودقائق الأمور. ومن فوائده أيضاً أنّه خير علاج للملل والروتين والفراغ.
في بعض الأحيان لا تبرز ثمار الفضول مباشرة بل تظهر بعد وقت طويل بل سنوات أو ربما قرون. أضرب للقارئ الكريم مثالين في مجال اختصاصي ألا وهو الهندسة الرياضية ورياضيات النسبية العامة. من المعلوم أنّ البحث في كون المُسلّمة الخامسة من مُسلّمات إقليدس في الهندسة الإقليدية، ألا وهي مُسلّمة التوازي، هل هي ناتجة عن المُسلّمات الأربع الأولى لإقليدس أم لا، أخذت من علماء الرياضيات في السّابق أكثر من 10 قرون بحث وتنقيب وكلّ ذلك بدافع الفضول العلمي حتى توصّلوا في النهاية أنّها ليست كذلك وأنّها مستقلّة وقائمة بذاتها. فللوهلة الأولى ممكن أن نقول إن هذا جدال وفضول عقيم ولا فائدة من ورائه.. ولكن الحقيقة مختلفة تماماً فهذا الفضول والبحث ظهرت ثماره بعد ذلك فكان وراء اكتشاف الهندسة غير الإقليدية والتي كانت أساس نظرية كبيرة والتي هي نظرية النسبية العامّة لآينشتاين. فهذه النظرية تزعم أن عالمنا الذي نعيش فيه هو فضاء رباعي البعد «الزمكان» هو فضاء هندسته غير إقليدية. فضول آينشتاين قبل قرن من الآن باكتشافه نظريات النسبية أوجد بدوره تطبيقات في عالمنا الحاضر، فمثلاً نظام التموضع العالمي GPS، والذي نستخدمه الآن بكثرة، يعتمد على هذه النظريات. للعلم فهذا النظام مُشكّل من 24 قمراً صناعياً يحومون كلّهم حول الأرض ويرسلون المعلومات إلى الأرض، فلك أن تتصور كيف يمكن استخلاص معلومة من جملة من معلومات حول نفس المكان وفي نفس الزمن لولا النسبية الخاصّة والعامّة. وخلاصة القول إن الفضول المعرفي العلمي سلوك إيجابي ومطلوب وضروري، ينبغي أن يُشجّع عند الطلبة والباحثين لأنه ببساطة يؤدي إلى الاختراع والاكتشاف وكما يقول مؤسّس شركة سوني الشهيرة للإلكترونيات، أكيو موريتا، «الفضول هو مفتاح الإبداع».
هل أنت فضولي؟
اذا أردت أن تعرف كم أنت فضولي فانظر كم لديك من الصفات والسّمات التالية:
* لذّة التعلّم وهو وصف للرّضا والسّعادة التي تشعر بها عندما تبحث عن أشياء جديدة.
* الحاجة الملحّة لفهم الأشياء وعدم تقبّل المعلومات بدون أسئلة وانتقاد.
* مقاومة الضغوط عندما تصل إلى ميادين معرفية جديدة لا تعرفها جيّداً بألا تستسلم فتثابر وتواصل البحث والتنقيب.
* الانفتاح على الأفكار الجديدة التي تخالف الأفكار المنتشرة حولك.
فوائد وثمار الفضول المعرفي
من الفوائد المباشرة للفضول المعرفي أنّه يجعل العقل سريع البديهة، ودقيق الملاحظة، وذلك لكون الفضولي يُعمل عقله باستمرار ونشاط للبحث عن الحقائق ودقائق الأمور. ومن فوائده أيضاً أنّه خير علاج للملل والروتين والفراغ.
في بعض الأحيان لا تبرز ثمار الفضول مباشرة بل تظهر بعد وقت طويل بل سنوات أو ربما قرون. أضرب للقارئ الكريم مثالين في مجال اختصاصي ألا وهو الهندسة الرياضية ورياضيات النسبية العامة. من المعلوم أنّ البحث في كون المُسلّمة الخامسة من مُسلّمات إقليدس في الهندسة الإقليدية، ألا وهي مُسلّمة التوازي، هل هي ناتجة عن المُسلّمات الأربع الأولى لإقليدس أم لا، أخذت من علماء الرياضيات في السّابق أكثر من 10 قرون بحث وتنقيب وكلّ ذلك بدافع الفضول العلمي حتى توصّلوا في النهاية أنّها ليست كذلك وأنّها مستقلّة وقائمة بذاتها. فللوهلة الأولى ممكن أن نقول إن هذا جدال وفضول عقيم ولا فائدة من ورائه.. ولكن الحقيقة مختلفة تماماً فهذا الفضول والبحث ظهرت ثماره بعد ذلك فكان وراء اكتشاف الهندسة غير الإقليدية والتي كانت أساس نظرية كبيرة والتي هي نظرية النسبية العامّة لآينشتاين. فهذه النظرية تزعم أن عالمنا الذي نعيش فيه هو فضاء رباعي البعد «الزمكان» هو فضاء هندسته غير إقليدية. فضول آينشتاين قبل قرن من الآن باكتشافه نظريات النسبية أوجد بدوره تطبيقات في عالمنا الحاضر، فمثلاً نظام التموضع العالمي GPS، والذي نستخدمه الآن بكثرة، يعتمد على هذه النظريات. للعلم فهذا النظام مُشكّل من 24 قمراً صناعياً يحومون كلّهم حول الأرض ويرسلون المعلومات إلى الأرض، فلك أن تتصور كيف يمكن استخلاص معلومة من جملة من معلومات حول نفس المكان وفي نفس الزمن لولا النسبية الخاصّة والعامّة. وخلاصة القول إن الفضول المعرفي العلمي سلوك إيجابي ومطلوب وضروري، ينبغي أن يُشجّع عند الطلبة والباحثين لأنه ببساطة يؤدي إلى الاختراع والاكتشاف وكما يقول مؤسّس شركة سوني الشهيرة للإلكترونيات، أكيو موريتا، «الفضول هو مفتاح الإبداع».