في وقت سابق، شملت العقوبات الأمريكية ضد إيران المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والعسكرية، وبعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران «8 مايو 2018»، عادت العقوبات الأمريكية ضد إيران تدريجياً بعد ما رفعها وفقاً للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015. وفي 5 نوفمبر 2018 طُبقت العقوبات «الأشد على الإطلاق» بحسب المحللين، إذ شملت صادرات النفط، والشحن، والمصارف، وكل قطاعات الاقتصاد الأساسية. العقوبات التي ستعيد تفعيلها إدارة ترامب قانونية في أغلبها بناء على تشريعات الأمم المتحدة وإن كان أغلبها قد فرضت من قبل المكتب الأمريكي لمراقبة الأصول الأجنبية والبعض الآخر فرضها المجتمع الدولي تحت الضغط الأمريكي من خلال مجلس الأمن الدولي. حالياً.. تشمل العقوبات حظراً على التعامل مع إيران من جانب الولايات المتحدة وحظر بيع طائرات وإصلاح قطع غيار لشركات الطيران الإيراني.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي، أن السلطات عكفت على إخلاء قرى تهددها الفيضانات في مناطق بجنوب غرب البلاد، في ظل توقعات لخبراء الأرصاد بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة، التي أودت بحياة 45 شخصاً قبل أيام. بل إن السلطات ستخلي 11 قرية على الأقل قرب نهري دز وكرخه في إقليم الأحواز العربي الغني بالنفط، الذي اجتاحته سيول عارمة، رغم أن معظم المحافظات الإيرانية، قد تضررت وأسفرت عن خسائر مادية وبشرية كبيرة، ما سلّط الضوء مرة أخرى على إهمال وتقصير النظام الإيراني.

وكعادته لتصدير أزماته أراد نظام الملالي تحميل العقوبات سبب فشلهم، حيث نعق ظريف على تويتر أنّ العقوبات الأمريكيّة تعيق جهود الهلال الأحمر الإيراني لمساعدة جميع المجموعات التي تأثّرت بالظروف الجوية السيئة غير المسبوقة، في إشارة إلى أعمال البحث والإنقاذ التي تشهدها البلاد على أثر الفيضانات التي تسبّبت بها الأمطار. ويشير ظريف بذلك إلى قرار حظر بيع طائرات وإصلاح قطع غيار لشركات الطيران الإيراني مضيفاً أنّ طائرات الهليكوبتر التي تُستخدم للإنقاذ هي من بين «الوسائل الممنوعة»، واعتبر الأمر «ليس مجرّد نزاع اقتصادي، بل إرهاب اقتصادي». وحسب قوله إن النّقص المزمن في طائرات الهليكوبتر الإنقاذيّة في إيران جرّاء العقوبات الأمريكيّة، دفع خدمات الطوارئ إلى الطّلب من الجيش التدخّل بواسطة مروحيّات هليكوبتر عسكريّة وناقلات جند مدرّعة برمائيّة في عمليّات الإنقاذ.

نتوقف هنا أمام هذه التصريحات، ليس من هولها ولكن من هول من يتذرع بها وهو وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف المبتسم والمناور والمحاور والذي استقال الشهر الماضي لأنهم تجاهلوه أثناء زيارة الأسد، لكنهم رجعوا وأرضوه. ورغم أننا تساءلنا حينها «لماذا؟» فقد عرفنا الآن أنه أفضل من يكذب حتى ولو على حساب الشعب الإيراني وهو منكوب.

* اختلاج النبض:

نتمنى السلامة للشعب الإيراني الجار ليس من الفيضانات أو الزلازل فحسب، بل من نظام الملالي الذي قاد الشعب إلى معاناة من طرفين، العقوبات الدولية وسوء إدارة البلد، ومن وزير خارجية يعتاش على مصائب شعبه.