الصورة التي نشرت في وسائل الإعلام المختلفة أخيراً وتظهر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وهو جالس في «حضرة مرشد النظام الإيراني» علي خامنئي وعلى يمينه يجلس الرئيس الإيراني حسن روحاني وكأنه محاصر منهما، هذه الصور تعين على تصور الوضع الذي يطمح إليه النظام الإيراني، فهو يريد أن يكون دائماً في وضع التوجيه ومساءلة المسؤولين في دول المنطقة. أما صيغة كلام خامنئي – كما جاء في الأخبار – فتعين على تصور أن الوضع الذي يريده النظام الإيراني هو أن يقوم خامنئي بالتوجيه وقيادة محاكمة المسؤولين في دول المنطقة.
في الخبر المنشور أن المرشد الإيراني علي خامنئي «طالب» رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بـ «العمل على طرد القوات الأمريكية من العراق... على وجه السرعة»، معتبراً الوجود الأمريكي في العراق «خطراً على الديمقراطية وعلى مجموعة السياسيين النشطين حالياً في العراق.. بما فيهم الحكومة والبرلمان»، وهو ما يعني في وجهه الآخر رضى المرشد الإيراني عن المجموعة السياسية الحالية في العراق، ويؤكد أنهم موالون له ويأتمرون بأمره.
موقع خامنئي الرسمي نقل قوله لرئيس الوزراء العراقي «على الحكومة العراقية العمل على طرد القوات الأمريكية فوراً» وهي صيغة أمر تتضمن توجيهاً مباشراً، فخامنئي بهذه الصيغة لا يطلب ولا يحذر عبد المهدي من إقامة علاقات مع الأمريكيين ولكنه يأمر رئيس وزراء العراق ليقوم بتنفيذ هذا الشيء. أما اللعبة القديمة التي لم يتردد خامنئي عن ممارستها فهي تخويف العراق من الأمريكان بقوله «الحكومة الحالية والبرلمان العراقي ومجموعة السياسيين الحاليين غير مرغوب فيهم من الأمريكيين وعلى هذا الأساس يجب العمل على إخراجهم من المشهد السياسي في العراق».
خامنئي، بهذه الصيغة، وهذه الصورة، لا يتمنى على رئيس وزراء العراق أن يفعل هذا الأمر أو ذاك ولكنه بهما يأمر ويوجه ويطالب عبد المهدي بالتنفيذ. هذا أمر ينبغي ألا يمر مرور الكرام أو يغض العراق والعرب الطرف عنه. صيغة الخبر وطريقة جلوس خامنئي وروحاني ومحاصرتهما لعبد المهدي تعين على القول بأن النظام الإيراني لا يريد من العراق أن يكون شريكه وإنما تابعاً له يسمع من خامنئي وينفذ من دون مناقشة، كما تعين على القول بأن هذا النظام يريد من مختلف دول المنطقة أن تصير في هذا الوضع فتسمع من خامنئي وتنفذ ما يقوله لها وإن كان بصيغة مهذبة.
النظام الإيراني لا يريد وجودا للأمريكان في العراق وفي كامل المنطقة لأنه بهذا الوجود يصعب عليه التحرك بالطريقة التي يريد ولا يتمكن من تحقيق غاياته. ليست هذه دعوة لبقاء الأمريكان في العراق ولكنها دعوة للمسؤولين في العراق لينتبهوا إلى أن للنظام الإيراني مآرب منها فرض هيمنته على العراق.
من هنا فإن العارفين بخفايا الأمور وبما يرمي إليه النظام الإيراني يجدون في خطوة انفتاح السعودية على العراق وفتح القنصليات فيه ومساعدته على تخطي الصعاب ضربة معلم تؤكد نضج السياسة السعودية وبعد نظرها، فالعراق ينبغي ألا يكون أرضا مفتوحة للنظام الإيراني، ولا بد أن يظل عربيا.
النظام الإيراني يسعى بعد خطوة إلغاء الرسوم على تأشيرات دخول الإيرانيين إلى العراق إلى إلغاء التأشيرات وإزالة كل وسائل الرقابة على الإيرانيين الداخلين إلى العراق كي يعيث فيه فساداً ويتمكن من التغلغل فيه والسيطرة عليه، ولتحويله إلى أرض لتدريب ميليشياته وتمكينهم من تنفيذ المهام الموكلة لهم في العراق ومختلف دول المنطقة.
الذين لا علاقة لهم بالسياسة وطيبو النية هم فقط الذين لم يجدوا في صورة خامنئي وعبد المهدي ما يلفت، أما الآخرون فوجدوا فيها الكثير من الذي يفضح سياسة النظام الإيراني وأهدافه ومراميه.
{{ article.visit_count }}
في الخبر المنشور أن المرشد الإيراني علي خامنئي «طالب» رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بـ «العمل على طرد القوات الأمريكية من العراق... على وجه السرعة»، معتبراً الوجود الأمريكي في العراق «خطراً على الديمقراطية وعلى مجموعة السياسيين النشطين حالياً في العراق.. بما فيهم الحكومة والبرلمان»، وهو ما يعني في وجهه الآخر رضى المرشد الإيراني عن المجموعة السياسية الحالية في العراق، ويؤكد أنهم موالون له ويأتمرون بأمره.
موقع خامنئي الرسمي نقل قوله لرئيس الوزراء العراقي «على الحكومة العراقية العمل على طرد القوات الأمريكية فوراً» وهي صيغة أمر تتضمن توجيهاً مباشراً، فخامنئي بهذه الصيغة لا يطلب ولا يحذر عبد المهدي من إقامة علاقات مع الأمريكيين ولكنه يأمر رئيس وزراء العراق ليقوم بتنفيذ هذا الشيء. أما اللعبة القديمة التي لم يتردد خامنئي عن ممارستها فهي تخويف العراق من الأمريكان بقوله «الحكومة الحالية والبرلمان العراقي ومجموعة السياسيين الحاليين غير مرغوب فيهم من الأمريكيين وعلى هذا الأساس يجب العمل على إخراجهم من المشهد السياسي في العراق».
خامنئي، بهذه الصيغة، وهذه الصورة، لا يتمنى على رئيس وزراء العراق أن يفعل هذا الأمر أو ذاك ولكنه بهما يأمر ويوجه ويطالب عبد المهدي بالتنفيذ. هذا أمر ينبغي ألا يمر مرور الكرام أو يغض العراق والعرب الطرف عنه. صيغة الخبر وطريقة جلوس خامنئي وروحاني ومحاصرتهما لعبد المهدي تعين على القول بأن النظام الإيراني لا يريد من العراق أن يكون شريكه وإنما تابعاً له يسمع من خامنئي وينفذ من دون مناقشة، كما تعين على القول بأن هذا النظام يريد من مختلف دول المنطقة أن تصير في هذا الوضع فتسمع من خامنئي وتنفذ ما يقوله لها وإن كان بصيغة مهذبة.
النظام الإيراني لا يريد وجودا للأمريكان في العراق وفي كامل المنطقة لأنه بهذا الوجود يصعب عليه التحرك بالطريقة التي يريد ولا يتمكن من تحقيق غاياته. ليست هذه دعوة لبقاء الأمريكان في العراق ولكنها دعوة للمسؤولين في العراق لينتبهوا إلى أن للنظام الإيراني مآرب منها فرض هيمنته على العراق.
من هنا فإن العارفين بخفايا الأمور وبما يرمي إليه النظام الإيراني يجدون في خطوة انفتاح السعودية على العراق وفتح القنصليات فيه ومساعدته على تخطي الصعاب ضربة معلم تؤكد نضج السياسة السعودية وبعد نظرها، فالعراق ينبغي ألا يكون أرضا مفتوحة للنظام الإيراني، ولا بد أن يظل عربيا.
النظام الإيراني يسعى بعد خطوة إلغاء الرسوم على تأشيرات دخول الإيرانيين إلى العراق إلى إلغاء التأشيرات وإزالة كل وسائل الرقابة على الإيرانيين الداخلين إلى العراق كي يعيث فيه فساداً ويتمكن من التغلغل فيه والسيطرة عليه، ولتحويله إلى أرض لتدريب ميليشياته وتمكينهم من تنفيذ المهام الموكلة لهم في العراق ومختلف دول المنطقة.
الذين لا علاقة لهم بالسياسة وطيبو النية هم فقط الذين لم يجدوا في صورة خامنئي وعبد المهدي ما يلفت، أما الآخرون فوجدوا فيها الكثير من الذي يفضح سياسة النظام الإيراني وأهدافه ومراميه.