مازال إرنيستو تشي غيفارا شارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية، يستحوذ على مخيلة من هم في سن الثورة من الشباب، لتمرده على الحكومات وشعوب القيم الرأسمالية، ثم إثارته للرعب الأحمر في أفريقيا وأمريكا الجنوبية. فبوسترات الثائر الشيوعي بشعره الطويل يعتمر قبعة تزينها النجمة باقية وتتمدد. لقد غادر تشي الجغرافيا في جبال بوليفيا، لكنه لم يغادر التاريخ. ومن يعتقد أن مغادرة تنظيم «داعش» لجغرافيا الرقة الطينية الموحلة نهائية، فقد تجاوز حقيقة أنها لا تعني مغادرة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي التاريخ، فكما بقيت صور تشي غيفارا الثائر ملهمة لمن يعيش بحياته مرحلة الثورة، سيبقى هناك غلام مسلم مبهور بقدرات تنظيم داعش على إدارة الذئاب المنفردة. وعمليات الإعدام بالبرتقالي، والرايات السوداء. لكن الفرق بين داعش وغيفارا أن الثائر الأرجنتيني كان شيوعياً مثالياً زاهداً، ربما مات في ذلك الصباح دون أن يتناول الإفطار الشحيح الذي كان يهربه له الرعاة أحياناً قبل أن يشو به للجيش.
لقد لفت نظري زميل إلى جودة عملة داعش المعدنية كالدرهم الفضي والدينار الذهبي، وكيف أنها مسكوكة على يد محترفة، وكأنها سكت في سويسرا، مما يؤكد أن التنظيم الإرهابي كانت له جهود حثيثة لممارسة نشاطات اقتصادية على نطاق واسع، ولن نتحدث عن وفرة البنادق في أيديهم أو كثرة سيارات الدفع الرباعي الجديدة، لكن سنتذكر أنه في فترة تجاوزت العام كان دخل داعش من النفط المهرب لجيرانه يصل إلى مليون دولار يومياً، فأين ذهبت هذه الأموال!
يذهب المبعوث السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بريت ماكغورك Brett McGuck إلى القول «دمرنا تماماً تمويل داعش»، لكنه يحجم عن القول أين ذهبت أموال داعش! ففي تقديرنا أن «داعش القابضة» قتلت داعش الإرهابية، فانهيار داعش العسكري يعود لعبء قيام التنظيم بجمع مليون دولار يومياً، مما قيده بتلك المبالغ وكيف يستثمرها وينفقها، والأعباء ذات الصلة بإدارة «دولة الخلافة» ففقد التركيز على الهجمات الانتحارية والاغتيال واستهداف القوات. والأخطر أن شذاذ الآفاق بالثروات المتحركة تحولوا من ثوار خنادق لثوار فنادق، وبدل طاولة الحرب الرملية سيعيدون بناء شبكات عدة منها شبكة كوادرهم السابقين، وشبكة المقاتلين الجدد، وشبكة الملتزمين بأيديولوجيتها، وشبكة الساكتين بالمال عن تحركاتها. فداعش بالياقات البيضاء من رجال المال هي امتداد لداعش المقاتلين بالبدلات المبرقعة. وداعش القابضة محترفة جداً فقد أدارت اقتصاد حرب، ولمهارتهم تحصل «داعش» على لقب أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم. وببدلات إرماني ستدير داعش المالية ما حولوه خارج الرقة من نقد وذهب من عائدات النفط وستكون «داعش القابضة» أغنى التنظيمات المالية الشبحية في العالم، لتبقيه ثروته كمصدر تهديد دائم.
* بالعجمي الفصيح:
لتدمير داعش عجز التحالف الدولي عن تحقيق أهدافه بالضربات الجوية وقنابل المدفعية، إلا بعد سبع سنين عجاف، والوصول إلى النظام المالي الدولي لداعش القابضة سيكون مثل مطاردة «بابلو إسكوبار» والمرجح أن تستمر المطاردة سبع سنوات مقبلة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
لقد لفت نظري زميل إلى جودة عملة داعش المعدنية كالدرهم الفضي والدينار الذهبي، وكيف أنها مسكوكة على يد محترفة، وكأنها سكت في سويسرا، مما يؤكد أن التنظيم الإرهابي كانت له جهود حثيثة لممارسة نشاطات اقتصادية على نطاق واسع، ولن نتحدث عن وفرة البنادق في أيديهم أو كثرة سيارات الدفع الرباعي الجديدة، لكن سنتذكر أنه في فترة تجاوزت العام كان دخل داعش من النفط المهرب لجيرانه يصل إلى مليون دولار يومياً، فأين ذهبت هذه الأموال!
يذهب المبعوث السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بريت ماكغورك Brett McGuck إلى القول «دمرنا تماماً تمويل داعش»، لكنه يحجم عن القول أين ذهبت أموال داعش! ففي تقديرنا أن «داعش القابضة» قتلت داعش الإرهابية، فانهيار داعش العسكري يعود لعبء قيام التنظيم بجمع مليون دولار يومياً، مما قيده بتلك المبالغ وكيف يستثمرها وينفقها، والأعباء ذات الصلة بإدارة «دولة الخلافة» ففقد التركيز على الهجمات الانتحارية والاغتيال واستهداف القوات. والأخطر أن شذاذ الآفاق بالثروات المتحركة تحولوا من ثوار خنادق لثوار فنادق، وبدل طاولة الحرب الرملية سيعيدون بناء شبكات عدة منها شبكة كوادرهم السابقين، وشبكة المقاتلين الجدد، وشبكة الملتزمين بأيديولوجيتها، وشبكة الساكتين بالمال عن تحركاتها. فداعش بالياقات البيضاء من رجال المال هي امتداد لداعش المقاتلين بالبدلات المبرقعة. وداعش القابضة محترفة جداً فقد أدارت اقتصاد حرب، ولمهارتهم تحصل «داعش» على لقب أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم. وببدلات إرماني ستدير داعش المالية ما حولوه خارج الرقة من نقد وذهب من عائدات النفط وستكون «داعش القابضة» أغنى التنظيمات المالية الشبحية في العالم، لتبقيه ثروته كمصدر تهديد دائم.
* بالعجمي الفصيح:
لتدمير داعش عجز التحالف الدولي عن تحقيق أهدافه بالضربات الجوية وقنابل المدفعية، إلا بعد سبع سنين عجاف، والوصول إلى النظام المالي الدولي لداعش القابضة سيكون مثل مطاردة «بابلو إسكوبار» والمرجح أن تستمر المطاردة سبع سنوات مقبلة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج