أجزم بأن كثيرين يعرفون الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، أحد شعراء المعلقات، وشاعر سكن في إقليم البحرين التاريخي.
لهذا الشاعر الفذ أبيات جميلة في سياقها ومضامينها، أوردها أدناه، مع رجاء التمعن فيها، إذ يقول طرفة:
إذا كنت في حاجة مرسلاً
فأرسل حكيماً ولا توصه
وإن ناصح منك يوماً دنا
فلا تنأ عنه ولا تقصه
وإن باب أمر عليك التوى
فشاور لبيباً ولا تعصه
ومن هذا المنطلق تقول قصتنا هنا، بأن إحدى الشركات الأمريكية في مجال صناعة الأحذية أرسلت أحد مندوبي المبيعات البارزين لديها إلى إحدى الدول النامية، ليرى إن كانت من فرصة هناك لبدء أعمال تجارية فيها.
بعد أسبوعين من البحث والتقصي، عاد المندوب ليقول لرئيسه التالي: «سعادة الرئيس، لا توجد لنا أي فرصة في تلك الدولة، فشعبها لا يرتدي الأحذية على الإطلاق»!
بحكم خبرة الرئيس الإدارية، وامتلاكه «بُعد نظر»، ورفضه لأن يستمع لرأي واحد، قرر إيفاد مندوب مبيعات آخر، أقل رتبة من الأول، وأقل خبرة منه، وبالفعل ذهب مندوب المبيعات لنفس الدولة النامية، وقضى فيها نفس الفترة، وبعد أسبوعين عاد والحماس يملؤه ليقول لرئيسه التالي: «سعادة الرئيس، لدينا فرصة رائعة لبناء مصنع هناك ولنبيع منتوجاته من الأحذية، فشعب هذه الدولة لم يبدأ بعد بارتداء الأحذية»!
بربط هذه القصة بفحوى أبيات طرفة بن العبد، نجد أن المندوب الثاني الذي أرسله الرئيس، رغم قلة خبرته، ورغم درجته الوظيفية الأقل من المندوب الأول الذي أرسل قبله في المهمة، نجد المندوب الثاني عاد ليقدم لرئيسه صورة مغايرة تماماً لزميله الذي سبقه، فالأول عاد ليقدم صورة قاتمة، ولينهي الموضوع قبل أن يبدأ، وليحكم بأن الفرصة معدومة، وأن الوضع ليس مهيئاً لبدء تجارة في تلك الدولة، لكن الثاني نظر للموضوع من وجهة نظر مغايرة تماماً، كانت لديه حكمة في تقييم الوضع، فوجودهم هناك بتجارتهم تعني أنهم أول من سيدخل هذا السوق، وكان ناصحاً لرئيسه، حينما شرح له الوضع على حقيقته، ولكنه قدم له المعالجة الصحيحة للتعامل معه، وكان لبيباً في قلب المعادلة وفي عكس اللون القاتم إلى لون زاه واعد.
هذه النوعية من البشر هم الذين يمتلكون القدرات والحصافة لـ»اقتناص الفرص»، ولمعرفة كيف يطوعون الظروف والمعطيات ليسخروها في عملية تحقيق النجاح.
التحديات التي تواجه القطاعات الحكومية، وحتى منظومات القطاع الخاص، كلها أمور تتطلب وجود مثل هذه العقليات القادرة على «اقتناص الفرص»، بل والقادرة على «صناعة الفرص»، هؤلاء يمتلكون القدرة لتجسيد المثل الشهير «الحاجة أم الاختراع» بشكل صحيح على الأرض، هم يمتلكون عقلية خصبة لا حدود لها، يمكنها أن تقدم الحلول الذكية، ويمكنها أن ترسم سيناريوهات للنجاح، ولا تكون هذه العقليات فريسة سهلة للإحباط أو التثبيط بسبب عدم قراءتها للمعطيات بأسلوب سطحي يأتي «اليأس» و»قلة الحيلة» معه.
تريدون النجاح في أي شيء، عليكم أولاً البحث عن أشخاص لديهم الحكمة، ويمكنهم تقديم المشورة الصحيحة، ويبرعون في «اقتناص الفرص».
لهذا الشاعر الفذ أبيات جميلة في سياقها ومضامينها، أوردها أدناه، مع رجاء التمعن فيها، إذ يقول طرفة:
إذا كنت في حاجة مرسلاً
فأرسل حكيماً ولا توصه
وإن ناصح منك يوماً دنا
فلا تنأ عنه ولا تقصه
وإن باب أمر عليك التوى
فشاور لبيباً ولا تعصه
ومن هذا المنطلق تقول قصتنا هنا، بأن إحدى الشركات الأمريكية في مجال صناعة الأحذية أرسلت أحد مندوبي المبيعات البارزين لديها إلى إحدى الدول النامية، ليرى إن كانت من فرصة هناك لبدء أعمال تجارية فيها.
بعد أسبوعين من البحث والتقصي، عاد المندوب ليقول لرئيسه التالي: «سعادة الرئيس، لا توجد لنا أي فرصة في تلك الدولة، فشعبها لا يرتدي الأحذية على الإطلاق»!
بحكم خبرة الرئيس الإدارية، وامتلاكه «بُعد نظر»، ورفضه لأن يستمع لرأي واحد، قرر إيفاد مندوب مبيعات آخر، أقل رتبة من الأول، وأقل خبرة منه، وبالفعل ذهب مندوب المبيعات لنفس الدولة النامية، وقضى فيها نفس الفترة، وبعد أسبوعين عاد والحماس يملؤه ليقول لرئيسه التالي: «سعادة الرئيس، لدينا فرصة رائعة لبناء مصنع هناك ولنبيع منتوجاته من الأحذية، فشعب هذه الدولة لم يبدأ بعد بارتداء الأحذية»!
بربط هذه القصة بفحوى أبيات طرفة بن العبد، نجد أن المندوب الثاني الذي أرسله الرئيس، رغم قلة خبرته، ورغم درجته الوظيفية الأقل من المندوب الأول الذي أرسل قبله في المهمة، نجد المندوب الثاني عاد ليقدم لرئيسه صورة مغايرة تماماً لزميله الذي سبقه، فالأول عاد ليقدم صورة قاتمة، ولينهي الموضوع قبل أن يبدأ، وليحكم بأن الفرصة معدومة، وأن الوضع ليس مهيئاً لبدء تجارة في تلك الدولة، لكن الثاني نظر للموضوع من وجهة نظر مغايرة تماماً، كانت لديه حكمة في تقييم الوضع، فوجودهم هناك بتجارتهم تعني أنهم أول من سيدخل هذا السوق، وكان ناصحاً لرئيسه، حينما شرح له الوضع على حقيقته، ولكنه قدم له المعالجة الصحيحة للتعامل معه، وكان لبيباً في قلب المعادلة وفي عكس اللون القاتم إلى لون زاه واعد.
هذه النوعية من البشر هم الذين يمتلكون القدرات والحصافة لـ»اقتناص الفرص»، ولمعرفة كيف يطوعون الظروف والمعطيات ليسخروها في عملية تحقيق النجاح.
التحديات التي تواجه القطاعات الحكومية، وحتى منظومات القطاع الخاص، كلها أمور تتطلب وجود مثل هذه العقليات القادرة على «اقتناص الفرص»، بل والقادرة على «صناعة الفرص»، هؤلاء يمتلكون القدرة لتجسيد المثل الشهير «الحاجة أم الاختراع» بشكل صحيح على الأرض، هم يمتلكون عقلية خصبة لا حدود لها، يمكنها أن تقدم الحلول الذكية، ويمكنها أن ترسم سيناريوهات للنجاح، ولا تكون هذه العقليات فريسة سهلة للإحباط أو التثبيط بسبب عدم قراءتها للمعطيات بأسلوب سطحي يأتي «اليأس» و»قلة الحيلة» معه.
تريدون النجاح في أي شيء، عليكم أولاً البحث عن أشخاص لديهم الحكمة، ويمكنهم تقديم المشورة الصحيحة، ويبرعون في «اقتناص الفرص».