برز مصطلح (الكوز) على وسائل الإعلام المختلفة كثيراً في الآونة الأخيرة تزامناً مع التظاهرات التي انتظمت السودان، والتي آلت إلى اقتلاع الرئيس عمر البشير وتصدر المجلس الانتقالي العسكري المشهد بجدارة في السودان.
و(الكوز) بمعناه اللغوي التقليدي المعروف هو الإناء ذو العروة أو الأذن الذي يحوي الماء شرباً وصباً، غير أن السودانيين اصطلحوا الاسم وأطلقوه على كل منتسب
لـ (جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية)، إمعاناً في الإذلال والتندر والسخرية.
ويجمع مصطلح «كوز» بـ «كيزان» ولا يحبذ «أكواز»، ومؤنثه «كوزة»، ولا علاقة للاسم البتة بالطفل «كوزا» بطل هيكتور هوغو في «أحدب نوتردام»، رغماً عن أنهما يتشاركان في الدمالة، والقباحة، وحدب المشية، والعزلة المجتمعية، فضلاً عن أنهما يمثلان عاهتين في مجمل تفاصيلهما. ويتقاطعان في أن هوغو يكره الظلم والاستبداد وغياب العدل والمساواة والحرية.
خرج مصطلح (الكيزان) الساخر من رحم المماحكات والسجالات والأدبيات التي انتظمت الحياة السياسية السودانية منذ خمسينات القرن الماضي، فحين زار «مرشد الأخوان» وأس بلاء الأمة حسن البنا الخرطوم لتلقين أتباعه «رسائل التعليم» التكفيرية و«الوصايا»، كان السودانيون قد اصطفوا جميعاً مناصرين لسياسات الرئيس جمال عبدالناصر الداعية للقضاء على «الأخوان» فتربصوا بزيارة «المرشد» واستعدوا لها بوابل من التحضيرات الساخرة، لم يطل ليلهم إذ أهداهم حسن البنا سريعاً ما كانوا ينتظرون، حينما أثنى على جماعته مفاخراً (الدين بحر، وأنتم كيزانه) كناية عن أنهم من يعبدون معالم الطريق، ومن يمارسون الإرهاب على مجتمعهم بقوة السيف حتى يذعن ويؤمن ويسلم لله، فتؤول لهم دولة الإسلام -حسب معتقدهم الذي عفا عنه الزمن وصدق-.
ومن سوء حظ البنا وأتباعه في السودان، أن تزامنت زيارته ومقولته (... وأنتم كيزانه)، مع استجلاب وزارة الصحة السودانية «كيزان» حقيقية بيضاء اللون بعروة، حجمها أكبر من «كوز» الشراب العادي وأصغر من الإبريق قليلاً، لوضعها أسفل أسرة المرضى في المستشفيات لـ «البصق» فيها أو «السعال» عليها، أوكـ«مزبلة» للنفايات الطبية الصغيرة الخطرة، وفقاً للمفاهيم الصحية التي كانت سائدة آنذاك. فتلقف السودانيون مقولة المرشد المتشدد صاحب الفكر العدم، فأمنوا على «الكناية» بـ«تورية» وبصموا بالعشرة على «صحة» مقولته وفقاً لمعايير «وزارة الصحة» في محاربة الأوساخ، وأعلنوها صراحة أن «الأخوان» هم بالفعل «كيزان» الأمة التي يجب أن توضع سافلاً للبصق عليها لا غير.
ومنذ ذلك الحين «70 سنة تقريباً» وحتى الآن لم ينفك مصطلح «الكيزان» المرافق للوضاعة والسفالة والعفن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، عن جماعة «الأخوان»، فأصبح «الكيزان» اسمهم الأصدق معناً، والأكثر شهرة وتداولاً في وسائل الإعلام المختلفة، والأكبر ألماً على نفوسهم.
و(الكوز) بمعناه اللغوي التقليدي المعروف هو الإناء ذو العروة أو الأذن الذي يحوي الماء شرباً وصباً، غير أن السودانيين اصطلحوا الاسم وأطلقوه على كل منتسب
لـ (جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية)، إمعاناً في الإذلال والتندر والسخرية.
ويجمع مصطلح «كوز» بـ «كيزان» ولا يحبذ «أكواز»، ومؤنثه «كوزة»، ولا علاقة للاسم البتة بالطفل «كوزا» بطل هيكتور هوغو في «أحدب نوتردام»، رغماً عن أنهما يتشاركان في الدمالة، والقباحة، وحدب المشية، والعزلة المجتمعية، فضلاً عن أنهما يمثلان عاهتين في مجمل تفاصيلهما. ويتقاطعان في أن هوغو يكره الظلم والاستبداد وغياب العدل والمساواة والحرية.
خرج مصطلح (الكيزان) الساخر من رحم المماحكات والسجالات والأدبيات التي انتظمت الحياة السياسية السودانية منذ خمسينات القرن الماضي، فحين زار «مرشد الأخوان» وأس بلاء الأمة حسن البنا الخرطوم لتلقين أتباعه «رسائل التعليم» التكفيرية و«الوصايا»، كان السودانيون قد اصطفوا جميعاً مناصرين لسياسات الرئيس جمال عبدالناصر الداعية للقضاء على «الأخوان» فتربصوا بزيارة «المرشد» واستعدوا لها بوابل من التحضيرات الساخرة، لم يطل ليلهم إذ أهداهم حسن البنا سريعاً ما كانوا ينتظرون، حينما أثنى على جماعته مفاخراً (الدين بحر، وأنتم كيزانه) كناية عن أنهم من يعبدون معالم الطريق، ومن يمارسون الإرهاب على مجتمعهم بقوة السيف حتى يذعن ويؤمن ويسلم لله، فتؤول لهم دولة الإسلام -حسب معتقدهم الذي عفا عنه الزمن وصدق-.
ومن سوء حظ البنا وأتباعه في السودان، أن تزامنت زيارته ومقولته (... وأنتم كيزانه)، مع استجلاب وزارة الصحة السودانية «كيزان» حقيقية بيضاء اللون بعروة، حجمها أكبر من «كوز» الشراب العادي وأصغر من الإبريق قليلاً، لوضعها أسفل أسرة المرضى في المستشفيات لـ «البصق» فيها أو «السعال» عليها، أوكـ«مزبلة» للنفايات الطبية الصغيرة الخطرة، وفقاً للمفاهيم الصحية التي كانت سائدة آنذاك. فتلقف السودانيون مقولة المرشد المتشدد صاحب الفكر العدم، فأمنوا على «الكناية» بـ«تورية» وبصموا بالعشرة على «صحة» مقولته وفقاً لمعايير «وزارة الصحة» في محاربة الأوساخ، وأعلنوها صراحة أن «الأخوان» هم بالفعل «كيزان» الأمة التي يجب أن توضع سافلاً للبصق عليها لا غير.
ومنذ ذلك الحين «70 سنة تقريباً» وحتى الآن لم ينفك مصطلح «الكيزان» المرافق للوضاعة والسفالة والعفن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، عن جماعة «الأخوان»، فأصبح «الكيزان» اسمهم الأصدق معناً، والأكثر شهرة وتداولاً في وسائل الإعلام المختلفة، والأكبر ألماً على نفوسهم.