نواصل في الجزء الخامس من المقال التعليق على كتاب «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.
وقد بحث المفكرون والأكاديميون وصناع القرار في الولايات المتحدة المكانة التي يمكن أن يستغلها القرار في الولايات المتحدة، والمكان الذي يمكن أن يشغله الإسلاميون في المنطقة. ولكن كان الموقف يتراوح بين وجود إسلاميين متشددين وإسلامين معتدلين. وفي 11-9-2001 بدا أن الأمريكيين قطعوا علاقاتهم مع الإخوان على الأقل في مصر وإن استمر الغربيون في التواصل مع الإخوان أو قطاع منهم وكان البريطانيون هم الذين قادوا عملية التواصل مع الإخوان «ص 462». ولكن ظلت مشكلة فلسطين عقبة رئيسة في تعامل الإخوان مع الغرب حيث وجه حسن البنا وخلفاؤه اللوم لبريطانيا لقيام دولة إسرائيل كما توترت العلاقات مع الولايات المتحدة ولكن الفترة من 1944- 1947 كان حسن البنا متفتحاً إزاء العلاقات مع أمريكا «ص 462». ولكن الرأي العام العربي كان ينظر لإسرائيل على أنها مزروعة من الغرب في قلب العالمين العربي والإسلامي بهدف السيطرة على المنطقة.
وثار التساؤل هل إسرائيل تتلاعب بالدول الغربية كما ذهب لذلك سعيد رمضان في الخمسينيات.
ولكن نظرية المؤامرة لم تتراجع كما ترددت فكرة أن أتاتورك يهودي وكذلك فكرة الماسونية وأن اليهود أنشؤوها لإبعاد المسلمين عن عقيدتهم ودينهم وظل ذلك في فكر الإخوان المسلمين كما ردد ذلك حازم قنديل «عضو الإخوان» الذي ظل يردد فكرة الحرب ضد الإسلام واسترجع الإخوان تاريخ الحروب الصليبية وأن الغرب يعمل ضد الإسلام ويمثل تهديداً له.
وتزايدت الشكوك بطرح الولايات المتحدة فكرة نظام عالمي جديد New World Order عام 1989 وأن المسلمين سيعانون أكثر في ظل النظام الجديد واستعادوا موقف وليم جلاد ستون رئيس الوزراء البريطاني في القرن التاسع عشر وكراهيته للإسلام وأنه مزق نسخة من المصحف في قاعة مجلس العموم مما يؤكد كراهية الغرب للإسلام. وقد ذكر حسين الشافعي أحد الضباط الأحرار في مذكراته أن أتاتورك كان عميلاً أجنبياً وكرر الإشارة لكراهية جلاد ستون للإسلام «ص 463».
ورغم كل ما سبق فإنه جاءت أوقات تثير الدهشة حيث وجد عدد من قادة الإخوان متفتحين للتعامل مع الغرب في إطار التوافق والمواءمة سواء مع بريطانيا أو أمريكا «ص 464»، الفقرة الأولى: وهذا الانفتاح على الغرب مرجعه أمران، أولها، الطبيعة البراغماتية لحسن البنا وعدد من خلفائه «ص 464»، وثانيها: إن الأخوان منذ البداية كانوا يتعاملون مع الآخرين بما يحقق مصالحهم كتنظيم «ص 464 الفقرة الأولى»، وليس في إطار الفكر الأيديولوجي. وفي هذا الصدد ينبغي التمييز بين البراغماتية والاعتدال Pragmatism and Moderation، فالأولى، البراغماتية لها علاقة محددة جداً بالثانية «الاعتدال»، والمتمسكون بالفكر المذهبي أكثر تشدداً من المعتدلين، وإن كان المعتدلون، حرصوا على المواءمة والتوفيق بين التصريحات العلنية الموجهة للغرب وبين النداءات للتوفيق في ضوء المذهب «464». وقد ذهب بعض الباحثين أمثال Marechal بوصف العلاقة بين الطرفين بأنها فوضوية Chaotic وكان بعض الإخوان يرون أن الغرب لا يمثل عقيدة واحدة ومن هذا التوجه كان سعيد رمضان وأحمد الراوي «ص 464».
وللحديث بقية.
وقد بحث المفكرون والأكاديميون وصناع القرار في الولايات المتحدة المكانة التي يمكن أن يستغلها القرار في الولايات المتحدة، والمكان الذي يمكن أن يشغله الإسلاميون في المنطقة. ولكن كان الموقف يتراوح بين وجود إسلاميين متشددين وإسلامين معتدلين. وفي 11-9-2001 بدا أن الأمريكيين قطعوا علاقاتهم مع الإخوان على الأقل في مصر وإن استمر الغربيون في التواصل مع الإخوان أو قطاع منهم وكان البريطانيون هم الذين قادوا عملية التواصل مع الإخوان «ص 462». ولكن ظلت مشكلة فلسطين عقبة رئيسة في تعامل الإخوان مع الغرب حيث وجه حسن البنا وخلفاؤه اللوم لبريطانيا لقيام دولة إسرائيل كما توترت العلاقات مع الولايات المتحدة ولكن الفترة من 1944- 1947 كان حسن البنا متفتحاً إزاء العلاقات مع أمريكا «ص 462». ولكن الرأي العام العربي كان ينظر لإسرائيل على أنها مزروعة من الغرب في قلب العالمين العربي والإسلامي بهدف السيطرة على المنطقة.
وثار التساؤل هل إسرائيل تتلاعب بالدول الغربية كما ذهب لذلك سعيد رمضان في الخمسينيات.
ولكن نظرية المؤامرة لم تتراجع كما ترددت فكرة أن أتاتورك يهودي وكذلك فكرة الماسونية وأن اليهود أنشؤوها لإبعاد المسلمين عن عقيدتهم ودينهم وظل ذلك في فكر الإخوان المسلمين كما ردد ذلك حازم قنديل «عضو الإخوان» الذي ظل يردد فكرة الحرب ضد الإسلام واسترجع الإخوان تاريخ الحروب الصليبية وأن الغرب يعمل ضد الإسلام ويمثل تهديداً له.
وتزايدت الشكوك بطرح الولايات المتحدة فكرة نظام عالمي جديد New World Order عام 1989 وأن المسلمين سيعانون أكثر في ظل النظام الجديد واستعادوا موقف وليم جلاد ستون رئيس الوزراء البريطاني في القرن التاسع عشر وكراهيته للإسلام وأنه مزق نسخة من المصحف في قاعة مجلس العموم مما يؤكد كراهية الغرب للإسلام. وقد ذكر حسين الشافعي أحد الضباط الأحرار في مذكراته أن أتاتورك كان عميلاً أجنبياً وكرر الإشارة لكراهية جلاد ستون للإسلام «ص 463».
ورغم كل ما سبق فإنه جاءت أوقات تثير الدهشة حيث وجد عدد من قادة الإخوان متفتحين للتعامل مع الغرب في إطار التوافق والمواءمة سواء مع بريطانيا أو أمريكا «ص 464»، الفقرة الأولى: وهذا الانفتاح على الغرب مرجعه أمران، أولها، الطبيعة البراغماتية لحسن البنا وعدد من خلفائه «ص 464»، وثانيها: إن الأخوان منذ البداية كانوا يتعاملون مع الآخرين بما يحقق مصالحهم كتنظيم «ص 464 الفقرة الأولى»، وليس في إطار الفكر الأيديولوجي. وفي هذا الصدد ينبغي التمييز بين البراغماتية والاعتدال Pragmatism and Moderation، فالأولى، البراغماتية لها علاقة محددة جداً بالثانية «الاعتدال»، والمتمسكون بالفكر المذهبي أكثر تشدداً من المعتدلين، وإن كان المعتدلون، حرصوا على المواءمة والتوفيق بين التصريحات العلنية الموجهة للغرب وبين النداءات للتوفيق في ضوء المذهب «464». وقد ذهب بعض الباحثين أمثال Marechal بوصف العلاقة بين الطرفين بأنها فوضوية Chaotic وكان بعض الإخوان يرون أن الغرب لا يمثل عقيدة واحدة ومن هذا التوجه كان سعيد رمضان وأحمد الراوي «ص 464».
وللحديث بقية.