* حرمت من المدرسة وسرق مالي من ورثة أبي وحقي في منزله في زمن كان الناس يدفنون أموالهم في منازلهم
* بعد سنين من الحرمان سمعت بالصدفة عن إدارة أموال القاصرين وصدمت بالمبلغ الفلكي الذي تركه لي والدي!!
* والدتي شكت معلمة أحرجتني أمام الطالبات بسؤالي عن عدم وجود اسمي ضمن المحتاجين
* اكتشفت من خلال مراجعة إحدى الجهات أن أكثر من يراجعونها من النساء من فئة الأيتام مطلقات لذات السبب!!
* زمن سرقة أموال اليتيم والاستيلاء على منزله وظلمه ولى وانتهى وجاء زمن سرقة اليتيم نفسياً ومعنوياً
* دخلت لأول مرة في حياتي السينما وعمري 20 عاماً ورأيت مجمعات وأسواق البحرين بعد حصولي على رخصة السياقة
* كثير من الأيتام قد يجهل أن له حقوقاً مالية بالأصل في إدارة شؤون القاصرين
* حاجة ملحة لمتابعة المال الذي يمنح لولي أمر اليتيم بعد وفاة والديه ومتابعه وضعه المعيشي
* توفير السند المالي لليتيم لا يكفي وهناك حاجات أهم يحتاجها اليتيم كي ينشأ في بيئة صحية
* لا بد من إيجاد جهة تتولى متابعة اليتيم نفسياً ودراسياً واقتصادياً واجتماعياً بشكل دوري ومستمر حتى يبلغ سن الرشد
* لا بد من التأكد أن اليتيم في مأمن بعد وفاة والديه وأنه لا يتعرض لأي نوع من التنمر أو الإهمال أو الحرمان
* مقترح بتحويل إدارة أموال القاصرين إلى هيئة مستقلة كما في الكويت
* خدمة "عيالنا" في الكويت أطلقها وزير كويتي يتيم اعترف على "تويتر"
* في الكويت تمت إتاحة تمكين الأيتام ودعمهم وتشجيعهم للوصول إلى مراتب عليا في الدولة
* تجهيز سيارة متكاملة لقضاء حاجات الأيتام يستفيد منها 20 ألف شخص في الكويت
(1) عشت ظروفاً أسرية صعبة جداً بعد وفاة والدي وزواج والدتي من رجل آخر.. لقد حرمني أهلي من إكمال دراستي ومنعوني من الدخول إلى المدرسة حتى أخدم في المنزل لهم مقابل إدخال إخوتي وأخواتي الأصغر مني سناً إلى المدرسة..
كنت الضحية كوني البنت الأكبر حتى وصلت إلى عمر الحادية عشرة، فهددت إحدى الجارات عائلتي بتقديم شكوى عليهم إن لم يدخلوني المدرسة فأدخلوني متأخرة.. عندما كبرت كانت الطامة الأكبر.. اكتشفت أن المنزل الذي أعيش فيه قد سجل باسم أخي، فقد أخذتني والدتي يوماً إلى قاضٍ أو رجل لا أعرفه وطلبت مني أن أقول دائماً نعم وهي تسألني أسئلة لا أفهمها، فقد كان عمري وقتها خمس أو ست سنوات!
اكتشفت أن ورثتي من أبي الذي كان في حال ميسور جداً قد سلبت وحتى حقي في منزل والدي سجل باسم أخي، زاعماً أنه اشتراه مني وأنا صغيرة في ذاك العمر الصغير جداً وبشهادة والدتي!!! الحمد لله أن البحرين اليوم قد نظمت حال الأيتام بقوانين ونظم تحفظ مال وحق اليتيم، وإلا لجرى عليهم ما جرى عليّ في زمن كان الناس يدفنون أموالهم في غرف منازلهم أو يخبئونها في الجدران!!!
(2) هل تصدقين لو أخبرك بهذه القصة المأساوية التي شهدتها شخصياً لإحدى اليتيمات؟ تقول هذه اليتيمة: توفي والدي ونحن صغار جداً فتركنا في عهدة عمي وزوجته.. منذ أن نشأنا ونحن نسمع تذمر عمي من عدم قدرته على الصرف عليّ أنا وشقيقتي، ودائماً ما كان يشتري لنا بأبخس الأثمان، وكان يحرمنا من المصروف، فيما زوجته كانت قاسية جداً علينا كبنات.. ونظراً لتدهور المستوى الدراسي لشقيقتي ومطالبتها إياه بأخذها إلى دروس خصوصية وادعائه أنه لا يملك مصروفات تعليمها المدرسي، خرجت أختي من المدرسة لتجلس في المنزل بلا دراسة وعمل، فيما أنا بقيت صامدة أحلم باليوم الذي أتخرج فيه وأعمل لأنهض بنفسي وأتخلص من هذا العبء.. عندما تخرجت ووعدته أن أعمل وأدرس بالجامعة هنا كانت المفاجأة.. لقد علمت عن طريق الصدفة أن الأيتام في مملكة البحرين تحفظ أموالهم من ورثة والديهم في إدارة أموال القاصرين، وعندما راجعتهم من وراء عمي كانت المفاجأة المدوية فقط اكتشفت مبلغاً فلكياً! مبلغاً كبيراً جداً جداً وخيالياً بحوزتي من ورثة والدي الذي ترك لنا خيراً كثيراً، وأن هناك مبلغاً شهرياً يستلمه عمي لي ولشقيقتي كي يصرف علينا ولم يخبرنا بذلك، وقد أخفى علينا كل شيء!!
لقد رفعت قضية على عمي جراء ما فعله فيّ أنا وشقيقتي طيلة السنوات التي مضت وحرمانه لنا من حقنا في المصروف رغم استلامه لمبالغ مالية، ورغم أنني خطبت بعدها إلا أنني انفصلت عن خطيبي، فقد اكتشفت أنه أرادني طمعاً فيّ ولاستغلالي، وتلك معاناة من هم في مثل وضعي أصلاً وأحاول اليوم بناء مستقبلي أنا وشقيقتي بعيداً عن عمي الذي ظلمنا بعد سنوات طوال من الحرمان والعذاب والعيش بطريقة مأساوية!!
(3) بعد وفاة والدي وعند مناداة الطالبات بالاسم لاستلام المعونة الشتوية قامت المعلمة أمام الطالبات باستدعائي والاستفسار مني عن لماذا اسمي غير مسجل معهم؟ لم أتمكن من أجابتها بشيء فقد أخبروني أن والدي عند الله ومازلت غير مستوعبة ماذا يعني أنه متوفى، ولماذا نحن سنصبح مثل الطالبات اللواتي يستلمن هذه الأمور؟ وعندما اتجهت إلى المنزل لإخبار والدتي، قامت والدتي بالشكوى عليها حيث لم يطلب أحد منها القيام بهذا التصرف المحرج أمام الطالبات، خاصة وأنها أبلغت إدارة المدرسة بعدم الحاجة لذلك وأننا في وضع مادي سليم ولله الحمد، فلم تقوم هذه المعلمة وبعيداً عن مبادئ التربية والأخلاق بهذا التصرف غير الحضاري لإشعار فتاة توفي والدها للتو أمام الآخرين بأنها قد تندرج ضمن خانة المحتاجين مادياً وتذكرها بتغير حياتها بعد وفاته؟
(4) كان يعلم جيداً أنه لا مكان لي أذهب إليه ولا يوجد رجل أشتكي إليه.. كان يستهزئ بي كثيراً ولا يأخذني على محمل الجد أو يضع لي اعتباراً، فلا ظهر لدي، وأعتقد أنها معاناة كل يتيمة تتزوج من رجل لا يخاف الله، وقد يرتدع قليلاً لو كان هناك رجل يوصيه علي ويكلمه ويتصرف معه لو أساء لي يوماً حتى تطلقت، وقد اكتشفت من خلال مراجعة إحدى الجهات حيث أخبرتني إحداهن أنها لاحظت أن أكثر من يراجعونها من النساء من فئة الأيتام مطلقات لذات السبب!!
(5) عندما توفي والدي في تلك السنة انخفض مستواي الدراسي من الممتاز إلى الجيد جداً.. لقد تأثرت كثيراً بوفاته ولم يبالِ وقتها أحد أو يبحث أو يفتش عن أسباب انخفاض معدلي الدراسي وتراجعه بعد أن كنت من المتفوقين ومن الأوائل في الصف.. كان من المفترض بعد وفاة والدي أن يكون هناك من يتابع.. لقد مرت علينا أيام كنا نبحث عمن يأخذنا إلى المستشفى عندما نمرض وعمن يخلص معاملاتنا في بعض الجهات ويوصلنا حينما لا يكون باستطاعة أحد أقربائنا أخذنا لانشغالهم.. دخلت لأول مرة في حياتي السينما وعمري 20 عاماً ورأيت مجمعات وأسواق البحرين بعد حصولي على رخصة السياقة، فقبلها لم يكن هناك من يأخذنا للنزهة وفي فترات الأعياد كنا نقضي العيد في المنزل!
يحتفل العالم في الجمعة الأولى من شهر أبريل سنوياً بيوم اليتيم العالمي.. وتقوم فكرة هذا الاحتفال بالتركيز على احتياجات اليتيم العاطفية والنفسية، وهنا مكمن الهدف السامي لهذا اليوم.. فاليوم وفي زمن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق الأيتام مادياً من تركة والديهم تم القضاء على المشاكل الأسرية وسيناريوهات الظلم وسرقة أموال الأيتام وتوفير الحماية المادية لهم كما كان يحدث قبل تنظيم هذه العملية من خلال خروج هيئات وإدارات تتولى إدارة شؤونهم المالية، فقد ولي ذلك الزمن وجاء زمن سرقة اليتيم مادياً ونفسياً، فإن كانت الحاجة المادية قد انقضت بتوفير مبلغ شهري لهم من أموال والديهم ورواتبهم بعد الوفاة ولكن لاتزال هناك احتياجات نفسية وعاطفية يحتاجها الأيتام تحتاج الجهات القائمة على رعاية الأيتام والأرامل توفيرها ومراعاتها لهم، فكثير من الأيتام وكما القصة التي ذكرناها أعلاه قد يجهل أن له حقوقاً مالية بالأصل في إدارة شؤون القاصرين، وقد يكبر وتمضي به السنين وهو لا يعلم بالأصل عن حقوقه، ويتعمد من يريبه ألا يخبره عنها، والضرورة تكمن هنا في استدعائه والتواصل معه عندما يبلغ السن القانوني وبيان أن له حقوقاً مالية بإمكانه استلامها في حال رغبته بذلك.
كما هناك حاجة لمتابعة المال الذي يمنح لولي أمره في حال كان ولي أمره من أقربائه بعد وفاة والديه ومتابعة وضعة المعيشي وضمان أن المال الذي يستلمه ولي أمره يصل له ويصرف عليه ولا يحرم منه، بل ودراسة وضعه المعيشي والنفسي والاقتصادي والدراسي والاجتماعي باستمرار من خلال تقارير سنوية ترفع لضمان الحياة الكريمة له وإيجاده في بيئة صحية سليمة، وأنه في مأمن فعلاً بعد فقدانه لوالديه، وأنه لا يتعرض لأي نوع من التنمر أو الإهمال أو المضايقات أو العنف أو الضرب أو الحرمان والمعاناة، خاصة وأنه لا يوجد أحد يتابعه نفسياً وعاطفياً كما هما الوالدان اللذان تركاه.
الأهم من كل هذا، أن هناك حاجة أهم وهي متابعة وضع اليتيم من كافة النواحي بعد وفاة والديه من خلال جهة تتولى متابعته نفسياً ودراسياً واقتصادياً واجتماعياً بشكل دوري ومستمر حتى يبلغ سن الرشد، فلا يكفي أن نوفر لليتيم السند المالي الذي نحن لسنا متأكدين بالأصل إن كان يصله كاملاً أو لا مقابل أننا نجهل وضعه المعيشي، فكم من يتيم لا يملك أباً أو أماً يأخذانه إلى المستشفيات عندما يمرض، وإلى الدروس الخصوصية للمدرسة ويتابعان معه دراسياً بل ويشجعانه على الاجتهاد والتفوق، وإلى المجمعات في الإجازات ومواسم الأعياد خاصة في عدم توافر «الأب البديل» أو «الأم البديلة» أي أن يحل محل الأب أو الأم المتوفيين أحد الأقارب ويبقى المكان شاغراً، فيمر اليتيم بمعاناة لا يشعر بها ولا يدركها سوى من يفهم في الاحتياجات النفسية لليتيم.
لذا دائماً ما نقول إنه لن يفهم لاحتياجات اليتيم سوى اليتيم نفسه، ودائماً ما نشدد بأهمية أن يكون العاملون في المؤسسات التي تعمل على رعاية الأيتام من فئة الأيتام أنفسهم، فهم قادرون على تمييز احتياجاتهم واكتشاف نواقصهم بل وفهمهم بطريقة أسرع من أي شخص آخر!
فأكثر ما يحتاجه اليتيم ليس العناية المادية إنما النفسية والدراسية، ورغم نجاح المؤسسات والجهات القائمة على دعم الأيتام في مبادراتها المجتمعية اليوم ومع تكاثرها، إلا أنه ومع احتراماتنا لاتزال بعيدة عن طرح برامج لاحتواء اليتيم نفسياً ومعنوياً، وأكثر المشاهد المستفزة التي نراها عندما يقوم أحدهم بإشعار اليتيم بأنه أقل شأناً من الأطفال والمراهقين، من خلال استدعائه أمام الآخرين والتكرم عليه بمنحه هدية أو لعبة والتصوير معه وإشعاره بما ينقصه ومأساة فقدانه لوالديه، بدلاً من طرح برامج بديلة، خاصة خلال احتفالات العالم بيوم الأسرة ومناسبات الأعياد، ببرامج أسرية تحتويهم بشكل غير مباشر، ودون إشعار اليتيم بفكرة أنه لا عائلة لديه وأنه يتيم للأم أو الأب أو لكليهما، فيأتي به أمام العالم للقول له إنك يتيم!!
جهود إدارة أموال القاصرين بوزارة العدل والشؤون الإسلامية جهودٌ ممتازة توفر الحماية للقاصرين في مملكة البحرين، فهناك خدمة صرف مبلغ للدروس الخصوصية بإحضار شهادة من المدرسة تفيد بحاجة القاصر إلى دروس التقوية ومكان التقوية وعدد الساعات والأيام، وهناك صرف مبلغ لتسديد الرسوم الدراسية (داخل أو خارج البحرين) بإحضار إفادة من المدرسة الخاصة أو الجامعة أو المعهد بقيمة الرسوم الدراسية ومصاريف الدراسة، وشهادة من المدرسة توضح المستوى الدراسي للقاصر، بل وهناك العديد من المميزات الأخرى التي يحصل عليها القاصر مثل صرف مبلغ لتدريب السياقة للقاصرين، وصرف مبلغ لتأمين الأجهزة الطبية للمريض القاصر، وصرف مبلغ لشراء الأجهزة الطبية، وصرف مبلغ لشراء جهاز كهربائي، وصرف مبلغ للسفر سواء للسياحة أو الزيارة أو لأداء مناسك الحج والعمرة عن طريق توفير إفادة من الحملة يذكر فيها عدد الأيام، وسعر الرحلة للشخص الواحد، وما الذي يشمله السعر، وإفادة من مكتب السفريات بقيمة التذكرة ومصاريف السفر والإقامة، والعديد من الخدمات الأخرى، وكلها في الحقيقة خدمات مميزة.
ولكن السؤال الأهم، هل هناك ضمانة في حال وجود اليتيم عند عائلة لا تكترث به ولحقوقه أو عدم وجود شخص قادر بالأصل على أخذه وإيصاله وإنهاء معاملاته وهو بحاجة إلى هذه الأمور، لتوفيرها له، وقد يكون في عمر أصغر من حتى أن يعرف أن له هذه المميزات والحقوق؟ من سيأخذ هذا اليتيم لاستخراج شهادة من المدرسة تفيد بحاجته إلى دروس التقوية، بل ومن سيوصله إلى مكان التقوية؟ من سيصدر له إفادة من مكتب السفريات للسفر، والأهم من سيرافقه في حال عدم وجود مرافق له وحاجته إلى السفر كما بقية الأطفال الذين يسافرون خلال الإجازات أو رغبته في أداء العمرة؟
نتمنى أن يتم تحويل إدارة خدمات أموال القاصرين إلى هيئة عامة لشؤون القصر، كما هو حاصل في دولة الكويت وقطر، حيث الهيئة العامة لشؤون القصر في دولة الكويت الشقيقة وهي هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية ولها ميزانية ملحقة يشرف عليها وزير العدل، تتمتع بكافة الاختصاصات المخولة للوصي أو القيم أو المشرف، وعليها الواجبات المقررة عليهم حسب الأحوال، ومن أهمها الإشراف على تصرفات الأوصياء والقامة الآخرين إذا عهدت إليها المحكمة بذلك، والهيئة مؤخراً وضمن سعيها لتوفير الظروف الإيجابية والمناسبة للأيتام أطلقت خدمة فريدة من نوعها تحت مسمى «عيالنا» تقوم على تجهيز سيارة متكاملة لقضاء حاجات هذه الفئة من المجتمع حيث يستفيد منها 20 ألف شخص، وهي عبارة عن «سيارة فان» مجهزة بالكامل تحتوي على مكتب وخزانة للحفظ ومقاعد مريحة وأجهزة كمبيوتر وطابعة وجهاز سكانر وجميع ما تحتاجه الباحثة الاجتماعية أو الموظفة لإنجاز المعاملات عند الزيارة المنزلية، دون الحاجة إلى مراجعة الهيئة في اليوم التالي، وبمجرد اتصال هاتفي للإدارة المعنية في الهيئة ينتقل الموظف المختص لهذه الأسرة لتقديم كافة الخدمات للأسرة، كما فتح الباب لرجال الأعمال وللراغبين من فاعلي الخير في المساهمة معهم، واللافت أن الخدمة الجديدة اقترحها وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة فالح العزب، الذي قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الحمد لله الذي مكّن اليتيم بأن يصبح وزيراً وجعلني كأحد الأبناء القصّر وزيراً للعدل ورئيساً لمجلس إدارة شؤون القصّر حيث نطلق خدمة عيالنا» في إشارة منه إلى إتاحة تمكين الأيتام ودعمهم وتشجيعهم للوصول إلى مراتب عليا في الدولة «لماذا اهتم فالح العزب بتنفيذ هذه الفكرة التي لم تمر على مسؤول قبله سنين طوالاً؟ ألم نقل لكم إن اليتيم لن يشعر به ويدرك احتياجاته الملحة والضرورية إلا اليتيم نفسه؟».
تحويل إدارة أموال القاصرين بوزارة العدل والشؤون الإسلامية في البحرين إلى هيئة مستقلة سيستكمل جهود توفير الحياة الكريمة للأيتام، حيث ستكون هناك إدارة آمنة لأموال القصر ورعاية متميزة لاحتياجاتهم، فالعناية باليتيم تبدأ من مرحلة الحمل المستكن، وهناك حاجة لانتقاء حتى أفضل أنواع الرعاية والعناية بالأيتام، بدلاً من ذكر اسم واضح لفئة الأيتام، فخدمة «عيالنا» في الكويت على سبيل المثال انتقاءٌ ذكيٌ لمسمى يرفع التحرج، وهو مسمى ذكي يكشف الحرص على انتقاء مسميات لافتة وودية، كما هناك حاجة لإيجاد شبكة ربط لسرعة توفير كافة البيانات عن الأيتام، بدءاً من وفاة الأب أو الأم، وتوفير شبكة تواصل اجتماعية تعمل على مدار 24 ساعة لخدمة الأيتام، وأن يكون هناك خط ساخن للأيتام والأرامل بإمكانهم الاتصال به في أي وقت، وضمان توفير حياة كريمة لليتيم حتى بلوغه سن الـ21 سنة من خلال توفير الجو الأسري الذي يفوق ما يقدم له من قبل والديه، وتوفير الخدمات المالية المتطورة من أجل السرعة والدقة في صرف المخصصات، والمحافظة على المستوى الاقتصادي للأسرة، والتعاون مع المؤسسات ذات الصلة بالتنمية المستدامة، كوزارة الإسكان، والصحة، والتربية والتعليم، وتوفير الخدمات المنزلية بالأجهزة والمعدات لذوي الاحتياجات الخاصة ومركبات مجهزة لهذا الغرض، وتوفير خدمة التواصل للمرافق الرئيسة مثل المراكز الصحية وغيرها، والأهم إحاطة الأسرة بالرعاية والعناية الفائقة التي يقدمها الأب والأم، منها الحضور لليوم المفتوح المدرسي، والتأكيد على وجود الرعاية الصحية الكاملة، واستثمار أموال اليتيم في الاستثمارات المجزية وذات العائد الرفيع، وحماية مال اليتيم من مخاطر الاتجار بالمال في الأوعية الاستثمارية غير المجدية اقتصادياً، وانتقاء الكوادر البشرية لرعاية الأيتام من ذوي السمعة الطيبة والكفاءات العليا والمؤهلات الرفيعة، والعمل على تذليل كافة الصعاب التي تؤثر على اليتيم، منها توفير محفظة مالية لتغطية النفقات الرئيسة للمساعدات المالية لمرحلة رياض الأطفال حتى التعليم الجامعي، والعمل على تأهيل وتدريب الموظفين المعنيين برعاية اليتيم بصفة مستمرة كي يفهموا ويفطنوا إلى احتياجات اليتيم النفسية والمعنوية، والربط الشبكي مع كافة مؤسسات وهيئات الدولة لسرعة إنجاز معاملات اليتيم.
إحساس عابر:
هناك أشخاص للأسف يتلذذون في إيذاء الأيتام لأنهم يدركون أن ليس لديهم من يحامي عنهم ولا يخافون الله فيهم، لأنه ليس هناك من سيحاسبهم على حروبهم النفسية والتدميرية لليتيم، حيث يسعون لمعاداتهم وقطع أزراقهم ويظلمونهم، ويجهلون أن اليتيم ينشأ مقهوراً بالأصل و»ما فيه يكفيه» «فأما اليتيم فلا تقهر»، ولا نفهم كيف البعض يحرص يومياً على تدبر القرآن وادعاء التدين والالتزام ونشر كتابات دينية، وعندما يمر على هذه الآية الكريمة لا «يوخزه» ضميره، وقد سعى لظلم وإيذاء أيتام يعرفهم بتخريب حياتهم وقهرهم بسوء تصرفاته، كما الغريب أن هناك من يفخر بوالديه وعطاءاتهم له أمام اليتيم ويشرح له نعمة وجود والديه في حياته، بل ويريه احتفالاته بهم دون أدنى إحساس، وكثيراً ما نصحنا، لا تعرضوا ذلك أمام الأيتام، فيكفي فقدهم لوالديهم!!
{{ article.visit_count }}
* بعد سنين من الحرمان سمعت بالصدفة عن إدارة أموال القاصرين وصدمت بالمبلغ الفلكي الذي تركه لي والدي!!
* والدتي شكت معلمة أحرجتني أمام الطالبات بسؤالي عن عدم وجود اسمي ضمن المحتاجين
* اكتشفت من خلال مراجعة إحدى الجهات أن أكثر من يراجعونها من النساء من فئة الأيتام مطلقات لذات السبب!!
* زمن سرقة أموال اليتيم والاستيلاء على منزله وظلمه ولى وانتهى وجاء زمن سرقة اليتيم نفسياً ومعنوياً
* دخلت لأول مرة في حياتي السينما وعمري 20 عاماً ورأيت مجمعات وأسواق البحرين بعد حصولي على رخصة السياقة
* كثير من الأيتام قد يجهل أن له حقوقاً مالية بالأصل في إدارة شؤون القاصرين
* حاجة ملحة لمتابعة المال الذي يمنح لولي أمر اليتيم بعد وفاة والديه ومتابعه وضعه المعيشي
* توفير السند المالي لليتيم لا يكفي وهناك حاجات أهم يحتاجها اليتيم كي ينشأ في بيئة صحية
* لا بد من إيجاد جهة تتولى متابعة اليتيم نفسياً ودراسياً واقتصادياً واجتماعياً بشكل دوري ومستمر حتى يبلغ سن الرشد
* لا بد من التأكد أن اليتيم في مأمن بعد وفاة والديه وأنه لا يتعرض لأي نوع من التنمر أو الإهمال أو الحرمان
* مقترح بتحويل إدارة أموال القاصرين إلى هيئة مستقلة كما في الكويت
* خدمة "عيالنا" في الكويت أطلقها وزير كويتي يتيم اعترف على "تويتر"
* في الكويت تمت إتاحة تمكين الأيتام ودعمهم وتشجيعهم للوصول إلى مراتب عليا في الدولة
* تجهيز سيارة متكاملة لقضاء حاجات الأيتام يستفيد منها 20 ألف شخص في الكويت
(1) عشت ظروفاً أسرية صعبة جداً بعد وفاة والدي وزواج والدتي من رجل آخر.. لقد حرمني أهلي من إكمال دراستي ومنعوني من الدخول إلى المدرسة حتى أخدم في المنزل لهم مقابل إدخال إخوتي وأخواتي الأصغر مني سناً إلى المدرسة..
كنت الضحية كوني البنت الأكبر حتى وصلت إلى عمر الحادية عشرة، فهددت إحدى الجارات عائلتي بتقديم شكوى عليهم إن لم يدخلوني المدرسة فأدخلوني متأخرة.. عندما كبرت كانت الطامة الأكبر.. اكتشفت أن المنزل الذي أعيش فيه قد سجل باسم أخي، فقد أخذتني والدتي يوماً إلى قاضٍ أو رجل لا أعرفه وطلبت مني أن أقول دائماً نعم وهي تسألني أسئلة لا أفهمها، فقد كان عمري وقتها خمس أو ست سنوات!
اكتشفت أن ورثتي من أبي الذي كان في حال ميسور جداً قد سلبت وحتى حقي في منزل والدي سجل باسم أخي، زاعماً أنه اشتراه مني وأنا صغيرة في ذاك العمر الصغير جداً وبشهادة والدتي!!! الحمد لله أن البحرين اليوم قد نظمت حال الأيتام بقوانين ونظم تحفظ مال وحق اليتيم، وإلا لجرى عليهم ما جرى عليّ في زمن كان الناس يدفنون أموالهم في غرف منازلهم أو يخبئونها في الجدران!!!
(2) هل تصدقين لو أخبرك بهذه القصة المأساوية التي شهدتها شخصياً لإحدى اليتيمات؟ تقول هذه اليتيمة: توفي والدي ونحن صغار جداً فتركنا في عهدة عمي وزوجته.. منذ أن نشأنا ونحن نسمع تذمر عمي من عدم قدرته على الصرف عليّ أنا وشقيقتي، ودائماً ما كان يشتري لنا بأبخس الأثمان، وكان يحرمنا من المصروف، فيما زوجته كانت قاسية جداً علينا كبنات.. ونظراً لتدهور المستوى الدراسي لشقيقتي ومطالبتها إياه بأخذها إلى دروس خصوصية وادعائه أنه لا يملك مصروفات تعليمها المدرسي، خرجت أختي من المدرسة لتجلس في المنزل بلا دراسة وعمل، فيما أنا بقيت صامدة أحلم باليوم الذي أتخرج فيه وأعمل لأنهض بنفسي وأتخلص من هذا العبء.. عندما تخرجت ووعدته أن أعمل وأدرس بالجامعة هنا كانت المفاجأة.. لقد علمت عن طريق الصدفة أن الأيتام في مملكة البحرين تحفظ أموالهم من ورثة والديهم في إدارة أموال القاصرين، وعندما راجعتهم من وراء عمي كانت المفاجأة المدوية فقط اكتشفت مبلغاً فلكياً! مبلغاً كبيراً جداً جداً وخيالياً بحوزتي من ورثة والدي الذي ترك لنا خيراً كثيراً، وأن هناك مبلغاً شهرياً يستلمه عمي لي ولشقيقتي كي يصرف علينا ولم يخبرنا بذلك، وقد أخفى علينا كل شيء!!
لقد رفعت قضية على عمي جراء ما فعله فيّ أنا وشقيقتي طيلة السنوات التي مضت وحرمانه لنا من حقنا في المصروف رغم استلامه لمبالغ مالية، ورغم أنني خطبت بعدها إلا أنني انفصلت عن خطيبي، فقد اكتشفت أنه أرادني طمعاً فيّ ولاستغلالي، وتلك معاناة من هم في مثل وضعي أصلاً وأحاول اليوم بناء مستقبلي أنا وشقيقتي بعيداً عن عمي الذي ظلمنا بعد سنوات طوال من الحرمان والعذاب والعيش بطريقة مأساوية!!
(3) بعد وفاة والدي وعند مناداة الطالبات بالاسم لاستلام المعونة الشتوية قامت المعلمة أمام الطالبات باستدعائي والاستفسار مني عن لماذا اسمي غير مسجل معهم؟ لم أتمكن من أجابتها بشيء فقد أخبروني أن والدي عند الله ومازلت غير مستوعبة ماذا يعني أنه متوفى، ولماذا نحن سنصبح مثل الطالبات اللواتي يستلمن هذه الأمور؟ وعندما اتجهت إلى المنزل لإخبار والدتي، قامت والدتي بالشكوى عليها حيث لم يطلب أحد منها القيام بهذا التصرف المحرج أمام الطالبات، خاصة وأنها أبلغت إدارة المدرسة بعدم الحاجة لذلك وأننا في وضع مادي سليم ولله الحمد، فلم تقوم هذه المعلمة وبعيداً عن مبادئ التربية والأخلاق بهذا التصرف غير الحضاري لإشعار فتاة توفي والدها للتو أمام الآخرين بأنها قد تندرج ضمن خانة المحتاجين مادياً وتذكرها بتغير حياتها بعد وفاته؟
(4) كان يعلم جيداً أنه لا مكان لي أذهب إليه ولا يوجد رجل أشتكي إليه.. كان يستهزئ بي كثيراً ولا يأخذني على محمل الجد أو يضع لي اعتباراً، فلا ظهر لدي، وأعتقد أنها معاناة كل يتيمة تتزوج من رجل لا يخاف الله، وقد يرتدع قليلاً لو كان هناك رجل يوصيه علي ويكلمه ويتصرف معه لو أساء لي يوماً حتى تطلقت، وقد اكتشفت من خلال مراجعة إحدى الجهات حيث أخبرتني إحداهن أنها لاحظت أن أكثر من يراجعونها من النساء من فئة الأيتام مطلقات لذات السبب!!
(5) عندما توفي والدي في تلك السنة انخفض مستواي الدراسي من الممتاز إلى الجيد جداً.. لقد تأثرت كثيراً بوفاته ولم يبالِ وقتها أحد أو يبحث أو يفتش عن أسباب انخفاض معدلي الدراسي وتراجعه بعد أن كنت من المتفوقين ومن الأوائل في الصف.. كان من المفترض بعد وفاة والدي أن يكون هناك من يتابع.. لقد مرت علينا أيام كنا نبحث عمن يأخذنا إلى المستشفى عندما نمرض وعمن يخلص معاملاتنا في بعض الجهات ويوصلنا حينما لا يكون باستطاعة أحد أقربائنا أخذنا لانشغالهم.. دخلت لأول مرة في حياتي السينما وعمري 20 عاماً ورأيت مجمعات وأسواق البحرين بعد حصولي على رخصة السياقة، فقبلها لم يكن هناك من يأخذنا للنزهة وفي فترات الأعياد كنا نقضي العيد في المنزل!
يحتفل العالم في الجمعة الأولى من شهر أبريل سنوياً بيوم اليتيم العالمي.. وتقوم فكرة هذا الاحتفال بالتركيز على احتياجات اليتيم العاطفية والنفسية، وهنا مكمن الهدف السامي لهذا اليوم.. فاليوم وفي زمن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق الأيتام مادياً من تركة والديهم تم القضاء على المشاكل الأسرية وسيناريوهات الظلم وسرقة أموال الأيتام وتوفير الحماية المادية لهم كما كان يحدث قبل تنظيم هذه العملية من خلال خروج هيئات وإدارات تتولى إدارة شؤونهم المالية، فقد ولي ذلك الزمن وجاء زمن سرقة اليتيم مادياً ونفسياً، فإن كانت الحاجة المادية قد انقضت بتوفير مبلغ شهري لهم من أموال والديهم ورواتبهم بعد الوفاة ولكن لاتزال هناك احتياجات نفسية وعاطفية يحتاجها الأيتام تحتاج الجهات القائمة على رعاية الأيتام والأرامل توفيرها ومراعاتها لهم، فكثير من الأيتام وكما القصة التي ذكرناها أعلاه قد يجهل أن له حقوقاً مالية بالأصل في إدارة شؤون القاصرين، وقد يكبر وتمضي به السنين وهو لا يعلم بالأصل عن حقوقه، ويتعمد من يريبه ألا يخبره عنها، والضرورة تكمن هنا في استدعائه والتواصل معه عندما يبلغ السن القانوني وبيان أن له حقوقاً مالية بإمكانه استلامها في حال رغبته بذلك.
كما هناك حاجة لمتابعة المال الذي يمنح لولي أمره في حال كان ولي أمره من أقربائه بعد وفاة والديه ومتابعة وضعة المعيشي وضمان أن المال الذي يستلمه ولي أمره يصل له ويصرف عليه ولا يحرم منه، بل ودراسة وضعه المعيشي والنفسي والاقتصادي والدراسي والاجتماعي باستمرار من خلال تقارير سنوية ترفع لضمان الحياة الكريمة له وإيجاده في بيئة صحية سليمة، وأنه في مأمن فعلاً بعد فقدانه لوالديه، وأنه لا يتعرض لأي نوع من التنمر أو الإهمال أو المضايقات أو العنف أو الضرب أو الحرمان والمعاناة، خاصة وأنه لا يوجد أحد يتابعه نفسياً وعاطفياً كما هما الوالدان اللذان تركاه.
الأهم من كل هذا، أن هناك حاجة أهم وهي متابعة وضع اليتيم من كافة النواحي بعد وفاة والديه من خلال جهة تتولى متابعته نفسياً ودراسياً واقتصادياً واجتماعياً بشكل دوري ومستمر حتى يبلغ سن الرشد، فلا يكفي أن نوفر لليتيم السند المالي الذي نحن لسنا متأكدين بالأصل إن كان يصله كاملاً أو لا مقابل أننا نجهل وضعه المعيشي، فكم من يتيم لا يملك أباً أو أماً يأخذانه إلى المستشفيات عندما يمرض، وإلى الدروس الخصوصية للمدرسة ويتابعان معه دراسياً بل ويشجعانه على الاجتهاد والتفوق، وإلى المجمعات في الإجازات ومواسم الأعياد خاصة في عدم توافر «الأب البديل» أو «الأم البديلة» أي أن يحل محل الأب أو الأم المتوفيين أحد الأقارب ويبقى المكان شاغراً، فيمر اليتيم بمعاناة لا يشعر بها ولا يدركها سوى من يفهم في الاحتياجات النفسية لليتيم.
لذا دائماً ما نقول إنه لن يفهم لاحتياجات اليتيم سوى اليتيم نفسه، ودائماً ما نشدد بأهمية أن يكون العاملون في المؤسسات التي تعمل على رعاية الأيتام من فئة الأيتام أنفسهم، فهم قادرون على تمييز احتياجاتهم واكتشاف نواقصهم بل وفهمهم بطريقة أسرع من أي شخص آخر!
فأكثر ما يحتاجه اليتيم ليس العناية المادية إنما النفسية والدراسية، ورغم نجاح المؤسسات والجهات القائمة على دعم الأيتام في مبادراتها المجتمعية اليوم ومع تكاثرها، إلا أنه ومع احتراماتنا لاتزال بعيدة عن طرح برامج لاحتواء اليتيم نفسياً ومعنوياً، وأكثر المشاهد المستفزة التي نراها عندما يقوم أحدهم بإشعار اليتيم بأنه أقل شأناً من الأطفال والمراهقين، من خلال استدعائه أمام الآخرين والتكرم عليه بمنحه هدية أو لعبة والتصوير معه وإشعاره بما ينقصه ومأساة فقدانه لوالديه، بدلاً من طرح برامج بديلة، خاصة خلال احتفالات العالم بيوم الأسرة ومناسبات الأعياد، ببرامج أسرية تحتويهم بشكل غير مباشر، ودون إشعار اليتيم بفكرة أنه لا عائلة لديه وأنه يتيم للأم أو الأب أو لكليهما، فيأتي به أمام العالم للقول له إنك يتيم!!
جهود إدارة أموال القاصرين بوزارة العدل والشؤون الإسلامية جهودٌ ممتازة توفر الحماية للقاصرين في مملكة البحرين، فهناك خدمة صرف مبلغ للدروس الخصوصية بإحضار شهادة من المدرسة تفيد بحاجة القاصر إلى دروس التقوية ومكان التقوية وعدد الساعات والأيام، وهناك صرف مبلغ لتسديد الرسوم الدراسية (داخل أو خارج البحرين) بإحضار إفادة من المدرسة الخاصة أو الجامعة أو المعهد بقيمة الرسوم الدراسية ومصاريف الدراسة، وشهادة من المدرسة توضح المستوى الدراسي للقاصر، بل وهناك العديد من المميزات الأخرى التي يحصل عليها القاصر مثل صرف مبلغ لتدريب السياقة للقاصرين، وصرف مبلغ لتأمين الأجهزة الطبية للمريض القاصر، وصرف مبلغ لشراء الأجهزة الطبية، وصرف مبلغ لشراء جهاز كهربائي، وصرف مبلغ للسفر سواء للسياحة أو الزيارة أو لأداء مناسك الحج والعمرة عن طريق توفير إفادة من الحملة يذكر فيها عدد الأيام، وسعر الرحلة للشخص الواحد، وما الذي يشمله السعر، وإفادة من مكتب السفريات بقيمة التذكرة ومصاريف السفر والإقامة، والعديد من الخدمات الأخرى، وكلها في الحقيقة خدمات مميزة.
ولكن السؤال الأهم، هل هناك ضمانة في حال وجود اليتيم عند عائلة لا تكترث به ولحقوقه أو عدم وجود شخص قادر بالأصل على أخذه وإيصاله وإنهاء معاملاته وهو بحاجة إلى هذه الأمور، لتوفيرها له، وقد يكون في عمر أصغر من حتى أن يعرف أن له هذه المميزات والحقوق؟ من سيأخذ هذا اليتيم لاستخراج شهادة من المدرسة تفيد بحاجته إلى دروس التقوية، بل ومن سيوصله إلى مكان التقوية؟ من سيصدر له إفادة من مكتب السفريات للسفر، والأهم من سيرافقه في حال عدم وجود مرافق له وحاجته إلى السفر كما بقية الأطفال الذين يسافرون خلال الإجازات أو رغبته في أداء العمرة؟
نتمنى أن يتم تحويل إدارة خدمات أموال القاصرين إلى هيئة عامة لشؤون القصر، كما هو حاصل في دولة الكويت وقطر، حيث الهيئة العامة لشؤون القصر في دولة الكويت الشقيقة وهي هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية ولها ميزانية ملحقة يشرف عليها وزير العدل، تتمتع بكافة الاختصاصات المخولة للوصي أو القيم أو المشرف، وعليها الواجبات المقررة عليهم حسب الأحوال، ومن أهمها الإشراف على تصرفات الأوصياء والقامة الآخرين إذا عهدت إليها المحكمة بذلك، والهيئة مؤخراً وضمن سعيها لتوفير الظروف الإيجابية والمناسبة للأيتام أطلقت خدمة فريدة من نوعها تحت مسمى «عيالنا» تقوم على تجهيز سيارة متكاملة لقضاء حاجات هذه الفئة من المجتمع حيث يستفيد منها 20 ألف شخص، وهي عبارة عن «سيارة فان» مجهزة بالكامل تحتوي على مكتب وخزانة للحفظ ومقاعد مريحة وأجهزة كمبيوتر وطابعة وجهاز سكانر وجميع ما تحتاجه الباحثة الاجتماعية أو الموظفة لإنجاز المعاملات عند الزيارة المنزلية، دون الحاجة إلى مراجعة الهيئة في اليوم التالي، وبمجرد اتصال هاتفي للإدارة المعنية في الهيئة ينتقل الموظف المختص لهذه الأسرة لتقديم كافة الخدمات للأسرة، كما فتح الباب لرجال الأعمال وللراغبين من فاعلي الخير في المساهمة معهم، واللافت أن الخدمة الجديدة اقترحها وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة فالح العزب، الذي قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الحمد لله الذي مكّن اليتيم بأن يصبح وزيراً وجعلني كأحد الأبناء القصّر وزيراً للعدل ورئيساً لمجلس إدارة شؤون القصّر حيث نطلق خدمة عيالنا» في إشارة منه إلى إتاحة تمكين الأيتام ودعمهم وتشجيعهم للوصول إلى مراتب عليا في الدولة «لماذا اهتم فالح العزب بتنفيذ هذه الفكرة التي لم تمر على مسؤول قبله سنين طوالاً؟ ألم نقل لكم إن اليتيم لن يشعر به ويدرك احتياجاته الملحة والضرورية إلا اليتيم نفسه؟».
تحويل إدارة أموال القاصرين بوزارة العدل والشؤون الإسلامية في البحرين إلى هيئة مستقلة سيستكمل جهود توفير الحياة الكريمة للأيتام، حيث ستكون هناك إدارة آمنة لأموال القصر ورعاية متميزة لاحتياجاتهم، فالعناية باليتيم تبدأ من مرحلة الحمل المستكن، وهناك حاجة لانتقاء حتى أفضل أنواع الرعاية والعناية بالأيتام، بدلاً من ذكر اسم واضح لفئة الأيتام، فخدمة «عيالنا» في الكويت على سبيل المثال انتقاءٌ ذكيٌ لمسمى يرفع التحرج، وهو مسمى ذكي يكشف الحرص على انتقاء مسميات لافتة وودية، كما هناك حاجة لإيجاد شبكة ربط لسرعة توفير كافة البيانات عن الأيتام، بدءاً من وفاة الأب أو الأم، وتوفير شبكة تواصل اجتماعية تعمل على مدار 24 ساعة لخدمة الأيتام، وأن يكون هناك خط ساخن للأيتام والأرامل بإمكانهم الاتصال به في أي وقت، وضمان توفير حياة كريمة لليتيم حتى بلوغه سن الـ21 سنة من خلال توفير الجو الأسري الذي يفوق ما يقدم له من قبل والديه، وتوفير الخدمات المالية المتطورة من أجل السرعة والدقة في صرف المخصصات، والمحافظة على المستوى الاقتصادي للأسرة، والتعاون مع المؤسسات ذات الصلة بالتنمية المستدامة، كوزارة الإسكان، والصحة، والتربية والتعليم، وتوفير الخدمات المنزلية بالأجهزة والمعدات لذوي الاحتياجات الخاصة ومركبات مجهزة لهذا الغرض، وتوفير خدمة التواصل للمرافق الرئيسة مثل المراكز الصحية وغيرها، والأهم إحاطة الأسرة بالرعاية والعناية الفائقة التي يقدمها الأب والأم، منها الحضور لليوم المفتوح المدرسي، والتأكيد على وجود الرعاية الصحية الكاملة، واستثمار أموال اليتيم في الاستثمارات المجزية وذات العائد الرفيع، وحماية مال اليتيم من مخاطر الاتجار بالمال في الأوعية الاستثمارية غير المجدية اقتصادياً، وانتقاء الكوادر البشرية لرعاية الأيتام من ذوي السمعة الطيبة والكفاءات العليا والمؤهلات الرفيعة، والعمل على تذليل كافة الصعاب التي تؤثر على اليتيم، منها توفير محفظة مالية لتغطية النفقات الرئيسة للمساعدات المالية لمرحلة رياض الأطفال حتى التعليم الجامعي، والعمل على تأهيل وتدريب الموظفين المعنيين برعاية اليتيم بصفة مستمرة كي يفهموا ويفطنوا إلى احتياجات اليتيم النفسية والمعنوية، والربط الشبكي مع كافة مؤسسات وهيئات الدولة لسرعة إنجاز معاملات اليتيم.
إحساس عابر:
هناك أشخاص للأسف يتلذذون في إيذاء الأيتام لأنهم يدركون أن ليس لديهم من يحامي عنهم ولا يخافون الله فيهم، لأنه ليس هناك من سيحاسبهم على حروبهم النفسية والتدميرية لليتيم، حيث يسعون لمعاداتهم وقطع أزراقهم ويظلمونهم، ويجهلون أن اليتيم ينشأ مقهوراً بالأصل و»ما فيه يكفيه» «فأما اليتيم فلا تقهر»، ولا نفهم كيف البعض يحرص يومياً على تدبر القرآن وادعاء التدين والالتزام ونشر كتابات دينية، وعندما يمر على هذه الآية الكريمة لا «يوخزه» ضميره، وقد سعى لظلم وإيذاء أيتام يعرفهم بتخريب حياتهم وقهرهم بسوء تصرفاته، كما الغريب أن هناك من يفخر بوالديه وعطاءاتهم له أمام اليتيم ويشرح له نعمة وجود والديه في حياته، بل ويريه احتفالاته بهم دون أدنى إحساس، وكثيراً ما نصحنا، لا تعرضوا ذلك أمام الأيتام، فيكفي فقدهم لوالديهم!!