يعاني الكثيرون من هوس جمع الكتب فيشترون الكتب بكميات هائلة ليشعروا حينها بالفرح باقتنائهم هذا الكم ليكون الأمر أكثر ألماً بأن شرائهم لهذه الكتب ليس رغبة في قراءتها، ولكن بغرض الاحتفاظ بها في مكتباتهم، وهنا يصبح الأمر غير طبيعي، فالكتاب ليس قطعة ديكور أو واجهة لإيهام الزوار بأن صاحب المنزل ذو ثقافة واهية.
يوجد بعض المهووسين بمتعة شراء الكتب لدرجة أنهم يصلون إلى مرحلة الإدمان والبعض منهم عندما ينفرد بكتبه يحس أن لديه القدرة على شم رائحة التاريخ والتراث والتواصل والتفاعل مع شخصيات الكتاب، ويرى علماء أشهر المكتبات في المملكة المتحدة أنهم يشمون رائحة العبير المنبعث من الكتب القديمة ليحصلوا على أفضل الطرق للحفاظ عليها ليثبتوا مع مرور الوقت أن تلك الكتب المطبوعة بأوراقها والمواد اللاصقة والحبر الموجودة فيها تتحلل فتفرز مواد متطايرة جاذبة.
فهل هوس جمع الكتب ثقافة أم هو اضطراب نفسي؟ إن شراء الكتب بكميات كبيرة يتحول مع مرور الوقت إلى إدمان ويتحول الشخص المهووس بالكتب إلى جمع عدة نسخ من كتاب واحد ويضعها بشكل غير منظم في كل مكان ما، في السيارة، على المكتب، بجانب السرير، أو تحت الوسادة إلى جانب أن هناك أشخاصاً لا تخلوا حقائبهم الشخصية من وجود كتاب على الأقل، وأحياناً يكون عنصراً أساسياً مرافقاً لهم في السفر فيسافر ويرجع الكتاب دون أن يُقرأ.
ظاهرة متلازمة شراء الكتب واقتنائها دون قراءتها انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة وهي ما تسمى علمياً بـ»الببلومانيا» وهي حالة متطرفة من حب الكتب وجمعها بحيث تبدأ الإشارات الأولى بهذا المرض بالشعور بالفرح والسعادة عند مشاهدة أي كتاب وسرعان ما تحدث الرغبة في مطالعته واقتنائه.
تشير أغلب الدراسات الإحصائية إلى أن نسبة المصابين بهوس شراء الكتب تزيد بشكل كبير في الدول المتقدمة والغنية، وعند النساء بشكل أكبر بنسبة تصل إلى 90% وأن مرحلة شراء الكتب تليها مراحل متقدمة تتميز بالشعور في جمع أكبر كمية من الكتب على أمل قراءتها ذات يوم.
أن أول من أصيب بهوس الكتب هو الشاعر اليوناني يوربيدس في القرن الخامس قبل الميلاد، وهناك أيضاً السير توماس فيليبس الذي وصل عدد المخطوطات والكتب الموجودة عنده ما يقارب 160 ألف مخطوط وكتاب بيعت جميعها في مزاد استمر 100 سنة من تاريخ موته، إلى جانب أن هناك أشخاصاً يسيطر عليهم هوس حب الكتب لدرجة أنهم يسرقونها، فلا أنسى قصة المواطن الأمريكي ستيفن بلومبرج الذي سرق 24 ألف كتاب بقيمة 5.3 مليون دولار أصدر عليه حكم السجن لمدة 42 عاماً خففها المحامي إلى سنتين بشرط إرجاع كل ما سرقه بسبب تبرير المحامي للقضاء أن هذا مرض متعلق بالوسواس القهري نتيجة ولعه بالكتب. إن الهوس بالكتب يعتبره البعض داءً نفسياً يدرج تحت الوسواس القهري، والبعض الآخر يعتبره داءَ العباقرة والمبدعين، فلا غرابة في أن بعض الأشخاص يفوق حبهم للكتب حب المال والمجوهرات، فقديماً كان أحد حكام مدينة نيو أوريلنز «بنيامين بتلر» يستخدم جلود الموتى لتجليدها من شدة حبه للكتب، وكان الصاحب بن العباد يحملها حين سفره على ثلاثين جملاً ترافقه في كل مكان يذهب إليه.
إن «الببلوماني» أو المهووس بالكتب يكون في قمة السعادة عندما يحضر معرضاً للكتاب أو حتى السماع بإقامته في إحدى المدن، ويرى البعض أن ما من مثقف أو عبقري سلم من هذا الداء، ولكن ما سر أنني إلى اليوم لم أصادف أمين مكتبة مصاباً بهذا الداء!
إن التجول في أماكن تواجد الكتب سواء معارض أو مكتبات يدفع محبي القراءة لدافع الشراء واقتناء تلك الكتب، ولكن قبل زيارة معارض الكتب يجب أن يطرح المرء على نفسه بعض من الأسئلة: هل هو بحاجة إلى هذا الكتاب؟ وماذا سيفعل بعد أن ينتهي من قراءته إن قرأه؟ جميل أن يعي المهووس بشراء الكتب أن كل هذه الكتب يجب أن تقرأ وألا تهمش على الأرفف بحيث تشكل عبئاً مكانياً ونفسياً، وعليه أن يتبرع بما لا يحتاجه أو الذي انتهى من قراءته، أو يهديه للمكتبات الكبرى لتصبح إرثاً يطلع عليه الجميع، فكم هو جميل أن تخصص زوايا في مكتبات بأسماء من رحلوا وكتبهم يستعيرها الشغوفون بالكتب.. أفضل من أن تظل بلا جليس يستمتع بقراءتها لعدم توفر الوقت لكل هذا الكم من الكتب.
{{ article.visit_count }}
يوجد بعض المهووسين بمتعة شراء الكتب لدرجة أنهم يصلون إلى مرحلة الإدمان والبعض منهم عندما ينفرد بكتبه يحس أن لديه القدرة على شم رائحة التاريخ والتراث والتواصل والتفاعل مع شخصيات الكتاب، ويرى علماء أشهر المكتبات في المملكة المتحدة أنهم يشمون رائحة العبير المنبعث من الكتب القديمة ليحصلوا على أفضل الطرق للحفاظ عليها ليثبتوا مع مرور الوقت أن تلك الكتب المطبوعة بأوراقها والمواد اللاصقة والحبر الموجودة فيها تتحلل فتفرز مواد متطايرة جاذبة.
فهل هوس جمع الكتب ثقافة أم هو اضطراب نفسي؟ إن شراء الكتب بكميات كبيرة يتحول مع مرور الوقت إلى إدمان ويتحول الشخص المهووس بالكتب إلى جمع عدة نسخ من كتاب واحد ويضعها بشكل غير منظم في كل مكان ما، في السيارة، على المكتب، بجانب السرير، أو تحت الوسادة إلى جانب أن هناك أشخاصاً لا تخلوا حقائبهم الشخصية من وجود كتاب على الأقل، وأحياناً يكون عنصراً أساسياً مرافقاً لهم في السفر فيسافر ويرجع الكتاب دون أن يُقرأ.
ظاهرة متلازمة شراء الكتب واقتنائها دون قراءتها انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة وهي ما تسمى علمياً بـ»الببلومانيا» وهي حالة متطرفة من حب الكتب وجمعها بحيث تبدأ الإشارات الأولى بهذا المرض بالشعور بالفرح والسعادة عند مشاهدة أي كتاب وسرعان ما تحدث الرغبة في مطالعته واقتنائه.
تشير أغلب الدراسات الإحصائية إلى أن نسبة المصابين بهوس شراء الكتب تزيد بشكل كبير في الدول المتقدمة والغنية، وعند النساء بشكل أكبر بنسبة تصل إلى 90% وأن مرحلة شراء الكتب تليها مراحل متقدمة تتميز بالشعور في جمع أكبر كمية من الكتب على أمل قراءتها ذات يوم.
أن أول من أصيب بهوس الكتب هو الشاعر اليوناني يوربيدس في القرن الخامس قبل الميلاد، وهناك أيضاً السير توماس فيليبس الذي وصل عدد المخطوطات والكتب الموجودة عنده ما يقارب 160 ألف مخطوط وكتاب بيعت جميعها في مزاد استمر 100 سنة من تاريخ موته، إلى جانب أن هناك أشخاصاً يسيطر عليهم هوس حب الكتب لدرجة أنهم يسرقونها، فلا أنسى قصة المواطن الأمريكي ستيفن بلومبرج الذي سرق 24 ألف كتاب بقيمة 5.3 مليون دولار أصدر عليه حكم السجن لمدة 42 عاماً خففها المحامي إلى سنتين بشرط إرجاع كل ما سرقه بسبب تبرير المحامي للقضاء أن هذا مرض متعلق بالوسواس القهري نتيجة ولعه بالكتب. إن الهوس بالكتب يعتبره البعض داءً نفسياً يدرج تحت الوسواس القهري، والبعض الآخر يعتبره داءَ العباقرة والمبدعين، فلا غرابة في أن بعض الأشخاص يفوق حبهم للكتب حب المال والمجوهرات، فقديماً كان أحد حكام مدينة نيو أوريلنز «بنيامين بتلر» يستخدم جلود الموتى لتجليدها من شدة حبه للكتب، وكان الصاحب بن العباد يحملها حين سفره على ثلاثين جملاً ترافقه في كل مكان يذهب إليه.
إن «الببلوماني» أو المهووس بالكتب يكون في قمة السعادة عندما يحضر معرضاً للكتاب أو حتى السماع بإقامته في إحدى المدن، ويرى البعض أن ما من مثقف أو عبقري سلم من هذا الداء، ولكن ما سر أنني إلى اليوم لم أصادف أمين مكتبة مصاباً بهذا الداء!
إن التجول في أماكن تواجد الكتب سواء معارض أو مكتبات يدفع محبي القراءة لدافع الشراء واقتناء تلك الكتب، ولكن قبل زيارة معارض الكتب يجب أن يطرح المرء على نفسه بعض من الأسئلة: هل هو بحاجة إلى هذا الكتاب؟ وماذا سيفعل بعد أن ينتهي من قراءته إن قرأه؟ جميل أن يعي المهووس بشراء الكتب أن كل هذه الكتب يجب أن تقرأ وألا تهمش على الأرفف بحيث تشكل عبئاً مكانياً ونفسياً، وعليه أن يتبرع بما لا يحتاجه أو الذي انتهى من قراءته، أو يهديه للمكتبات الكبرى لتصبح إرثاً يطلع عليه الجميع، فكم هو جميل أن تخصص زوايا في مكتبات بأسماء من رحلوا وكتبهم يستعيرها الشغوفون بالكتب.. أفضل من أن تظل بلا جليس يستمتع بقراءتها لعدم توفر الوقت لكل هذا الكم من الكتب.