لا تتوقع النجاح والفوز والانتصار من أشخاص تتغلغل «الهزيمة» فيهم بسرعة، من أشخاص يدب فيهم اليأس لأول فشل يقعون فيه، لأشخاص يريدون الحلول السهلة، ولا يمثل لهم التحدي إلا «هاجساً مقلقاً»، هؤلاء لن يصنعوا الفارق أبداً، ولن يحققوا لك النجاح، بل رفيق دربهم الخوف ومن ثم الفشل.
في أحد الأزمان، كان في اليابان إمبراطور يخوض حروباً مستمرة ضد الممالك المترامية حوله، وقبل كل حرب يخوضها يقوم بإلقاء قطعة نقدية أمام جنوده، وكان يقول لهم بأنه لو انقلبت القطعة النقدية على وجه «الصورة» فإن النصر مكتوب لهم لا محالة، وأنها لو انقلبت على وجه «الكتابة» فإن الهزيمة ستكون من نصيبهم، بالتالي لن يخوضوا حرباً خاسرة.
كان الجنود يسودهم الترقب حينما يلقي القطعة النقدية، وكان يعتريهم الحماس كلما انقلب الوجه الذي يحمل «الصورة»، فيخوضون الحرب تلو الأخرى ويحققون النصر.
المثير في الموضوع أن الإمبراطور لم يصادف يوماً وأن انقلب وجه «الكتابة» للعملة التي يلقيها، بل كان دائماً وجه «الصورة» الذي يظهر.
مع مرور الزمن، وكثرة الحروب والانتصارات، نجح الإمبراطور بفضل استبسال جنوده وحماسهم في الحروب، في توحيد اليابان، وبات إمبراطورها الأول، وانتهت الحروب، لأنه لم يعد أحد يجرؤ أن يعتدي على إمبراطوريته، فجنوده معروف عنهم الحماس الذي يحقق لهم النصر دائماً.
على فراش الموت، كان الإمبراطور يحتضر، طلب حضور ابنه الذي سيكون إمبراطوراً خلفاً له، فجاء ابنه وقال له: «يا والدي، أريد تلك القطعة النقدية التي كنت ترميها، حتى أواصل مسيرتك وأحقق الانتصارات».
مد الإمبراطور يده لداخل جيبه، أخرج القطعة وأعطاها لابنه، فنظر الابن للقطعة النقدية، وارتفع حاجباه دهشة، إذ كان الوجه الأول يحمل «صورة»، وكذلك الوجه الثاني يحمل «صورة»، فقال لوالده وهو مصدوم: «لقد خدعت الناس طوال هذه السنين، ماذا سأقول للمحاربين الآن، هل سأقول لهم بأن والدي وإمبراطورهم الشجاع كان مخادعاً؟!».
ابتسم الإمبراطور وهو يقول: «لم أخدع أحداً، يا بني هذه الحياة حينما تخوض فيها معركة. يكون أمامك خياران، إما الانتصار، أو الانتصار». وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة تمتم في أذن ابنه هامساً: «من يحب النجاح، لا يقبل خيار الهزيمة والفشل».
الآن اسأل نفسك، كم مرة أخذ منك اليأس مأخذاً بسبب فشلك في أمر ما؟! هل قبلت بالهزيمة، أم استنهضت نفسك، وعزز إيمانك بأنك لا بد وأن تصل، وأنك لا بد وأن تنجح؟!
وإن كنت مسؤولاً فهنا السؤال الأصعب، إذ هل أنت ممن تكسرك الهزيمة؟! هل أنت ممن يحبون التحدي؟! وإن كنت ضمن الفئة الثانية، موظفيك هل هم من النوع الذي يقبل الهزيمة، ولماذا يقبلونها، وهل سعيت لإشعال الحماس فيهم ليحققوا لك المستحيل، أم تركتهم فرائس لليأس والقبول بالهزيمة؟!
المسؤول الذكي هو الذي يعرف كيف يشعل الحماس لدى الموظفين، هو الذي يجعلهم فرساناً للنجاح، لا يقبلون بالهزيمة، ولا يعترفون بمستوى أدنى من الكمال، المسؤول الناجح هو من يقود كتيبة من الناجحين، قد لا تكون تركيبتهم الأساسية تملك مقومات الناجحين، لكنك أنت كمسؤول يمكنك أن تحولهم لنجوم يصنعون النجاح، أو تحولهم لأشلاء وشظايا لكيانات محطمة مكسرة لا يرتجى منها إلا الفشل القائم على اليأس.
{{ article.visit_count }}
في أحد الأزمان، كان في اليابان إمبراطور يخوض حروباً مستمرة ضد الممالك المترامية حوله، وقبل كل حرب يخوضها يقوم بإلقاء قطعة نقدية أمام جنوده، وكان يقول لهم بأنه لو انقلبت القطعة النقدية على وجه «الصورة» فإن النصر مكتوب لهم لا محالة، وأنها لو انقلبت على وجه «الكتابة» فإن الهزيمة ستكون من نصيبهم، بالتالي لن يخوضوا حرباً خاسرة.
كان الجنود يسودهم الترقب حينما يلقي القطعة النقدية، وكان يعتريهم الحماس كلما انقلب الوجه الذي يحمل «الصورة»، فيخوضون الحرب تلو الأخرى ويحققون النصر.
المثير في الموضوع أن الإمبراطور لم يصادف يوماً وأن انقلب وجه «الكتابة» للعملة التي يلقيها، بل كان دائماً وجه «الصورة» الذي يظهر.
مع مرور الزمن، وكثرة الحروب والانتصارات، نجح الإمبراطور بفضل استبسال جنوده وحماسهم في الحروب، في توحيد اليابان، وبات إمبراطورها الأول، وانتهت الحروب، لأنه لم يعد أحد يجرؤ أن يعتدي على إمبراطوريته، فجنوده معروف عنهم الحماس الذي يحقق لهم النصر دائماً.
على فراش الموت، كان الإمبراطور يحتضر، طلب حضور ابنه الذي سيكون إمبراطوراً خلفاً له، فجاء ابنه وقال له: «يا والدي، أريد تلك القطعة النقدية التي كنت ترميها، حتى أواصل مسيرتك وأحقق الانتصارات».
مد الإمبراطور يده لداخل جيبه، أخرج القطعة وأعطاها لابنه، فنظر الابن للقطعة النقدية، وارتفع حاجباه دهشة، إذ كان الوجه الأول يحمل «صورة»، وكذلك الوجه الثاني يحمل «صورة»، فقال لوالده وهو مصدوم: «لقد خدعت الناس طوال هذه السنين، ماذا سأقول للمحاربين الآن، هل سأقول لهم بأن والدي وإمبراطورهم الشجاع كان مخادعاً؟!».
ابتسم الإمبراطور وهو يقول: «لم أخدع أحداً، يا بني هذه الحياة حينما تخوض فيها معركة. يكون أمامك خياران، إما الانتصار، أو الانتصار». وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة تمتم في أذن ابنه هامساً: «من يحب النجاح، لا يقبل خيار الهزيمة والفشل».
الآن اسأل نفسك، كم مرة أخذ منك اليأس مأخذاً بسبب فشلك في أمر ما؟! هل قبلت بالهزيمة، أم استنهضت نفسك، وعزز إيمانك بأنك لا بد وأن تصل، وأنك لا بد وأن تنجح؟!
وإن كنت مسؤولاً فهنا السؤال الأصعب، إذ هل أنت ممن تكسرك الهزيمة؟! هل أنت ممن يحبون التحدي؟! وإن كنت ضمن الفئة الثانية، موظفيك هل هم من النوع الذي يقبل الهزيمة، ولماذا يقبلونها، وهل سعيت لإشعال الحماس فيهم ليحققوا لك المستحيل، أم تركتهم فرائس لليأس والقبول بالهزيمة؟!
المسؤول الذكي هو الذي يعرف كيف يشعل الحماس لدى الموظفين، هو الذي يجعلهم فرساناً للنجاح، لا يقبلون بالهزيمة، ولا يعترفون بمستوى أدنى من الكمال، المسؤول الناجح هو من يقود كتيبة من الناجحين، قد لا تكون تركيبتهم الأساسية تملك مقومات الناجحين، لكنك أنت كمسؤول يمكنك أن تحولهم لنجوم يصنعون النجاح، أو تحولهم لأشلاء وشظايا لكيانات محطمة مكسرة لا يرتجى منها إلا الفشل القائم على اليأس.