يمكنكم اعتبار هذه الجملة بمثابة «نكتة الموسم»، وهي جملة صادرة عن الرئيس الإيراني حسن روحاني بالأمس، في تصريحات تمثل ردة فعل «هستيرية» على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عدم تمديد الإعفاءات الخاصة بالعقوبات على عدد من الدول التي تستورد النفط الإيراني.
روحاني قال كلاماً غريباً جداً، فيه تطاول صريح على دول خليجية في مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات، حيث ادعى بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين طلب المساعدة من إيران حينما أقدم على غزوه الآثم لدولة الكويت، وأن على السعودية والإمارات أن «تدينان» لإيران لأنها رفضت مساعدة صدام على ذلك!
هذه القصة تخرج على الملأ للمرة الأولى، وبتحليل التصريح المنفعل للرئيس الإيراني، التصريح الذي جاء بعد أن نطق المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن موضوع النفط الإيراني، لأن هذا المورد هو أهم ثروات الشعب الإيراني التي ينهبها يومياً خامنئي صاحب ثروة الـ90 مليار دولار، أقول أنه بتحليل التصريح الخاص بروحاني، يتضح بأنها محاولة «استمالة» صريحة للجانب الخليجي بشأن «الأزمة» التي أصبح فيها النظام الإيراني بسبب القرار الأمريكي.
لكن واضح بأن الهيستيريا كانت أكبر، لأن القرار الأمريكي أعقبه تأكيد المملكة العربية السعودية عن استعدادها تعويض أي عجز سينتج عن وقف الصادرات النفطية الإيرانية، وهنا مربط الفرس.
حينما تذكر السعودية فإن الانفعال الإيراني يكون واضحاً، وبينما ظنت إيران بأن الولايات المتحدة بدأت تغيير سياساتها معها بسبب إفراج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن مليارات الخميني المجمدة، وعقد الاتفاق النووي، جاء الرئيس الحالي دونالد ترامب لـ«يهدم» هذا الاتفاق الجنوني الذي أقدم عليه سلفه، والذي كان ينقصه عنوان عريض صريح يقول: «تفضل يا خامنئي هذه المليارات، وواصل دعم الإرهاب واستهداف دول الخليج، بل وتمدد عالمياً»! ولماذا أقول هنا بأن الصراخ الإيراني على قدر الألم؟! لأن روحاني قال بشكل صريح وواضح: «إن الوقف التام لتصدير النفط الإيراني أمر غير ممكن، وإن التعويض عن صادرات إيران النفطة يعني الوقوف أمام الشعب الإيراني». إذن القرار الأمريكي موجع، وبروز اسم السعودية موجع أكثر.
لكن نعود للهرطقة المضحكة، إذ يقول روحاني بأنه «لو لم تتخذ إيران حينئذ موقفاً عقلانياً وترفض التعاون مع صدام، لما بقي لهاتين الدولتين وجود اليوم، لذا تدين هاتيين الدولتين بوجودهما لإيران»، طبعاً يقصد السعودية والإمارات!
ويمضي ليطالعنا بتصريح مستطرد أغرب، إذ يقول: «إن صدام أبلغ إيران قبل اجتياح الكويت جارة السعودية، إن العراق وإيران ستكون لهما حدود مشتركة يبلغ طولها 800 كيلومتر مربع على الخليج الفارسي» حسب وصفه، ومضي يقول: «يعني هذا أن صدام كان ينوي اجتياح السعودية وعمان والإمارات وقطر إضافة إلى الكويت»!
هنا لحظة من فضلك، إذ تقول «هذا يعني»، ما معناه أنه لو سلمنا بأن صدام قال هذا الكلام، وطبعاً ليس لنا أن نتأكد من رجل مات منذ سنوات، فإن القول بأن «هذا يعني» هو ما يعني أن روحاني «يفترض» وليس جازماً، وهو ما يقود للقول بأن روحاني يسوق «رواية إيرانية خرافية» عن الغزو العراقي.
هل يظن روحاني بأن أهل الخليج العربي سيصدقون أن إيران ترفض أي نوع من الاستهداف لدولنا الخليجية والعربية، وأنها هي التي وقفت لصدام وقالت «لا»، قالت له «لا نرجوك لا تجتاح الكويت والسعودية وعمان وقطر والإمارات»!! لا طبعاً، لأن إيران تعرف تماماً عاقبة ذلك، مثلما حصل لصدام حينما اعتدى على إخواننا في الكويت.
والمضحك في التصريح، أن روحاني نسي ذكر البحرين، رغم أن العالم يعرف تماماً بأن الاستهداف الإيراني الدائم موجه لبلادنا قبل غيرها!
عموماً، الفضل لوجود إيران يعود للدول الخليجية أصلاً، هي التي مازالت تردد خطاب حسن النوايا وتطالب «الجارة السيئة» بسبب نظامها القمعي الديكتاتوري بأن تحسن الجوار وتكف عن التدخل في شؤوننا، الفضل دولنا التي تسعى للسلام دائماً وليست داعية للحرب، وليست للتدخل في شؤون الآخرين. نكتة الموسم التي خرجت من إحساس الوجع والتوجس والخوف والهلع، لولا إيران لما كانت الإمارات والسعودية موجودتين! فقط نقول «أضغاث أحلام».
حفظ الله خليجنا العربي ودولنا من كيد الكائدين.
روحاني قال كلاماً غريباً جداً، فيه تطاول صريح على دول خليجية في مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات، حيث ادعى بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين طلب المساعدة من إيران حينما أقدم على غزوه الآثم لدولة الكويت، وأن على السعودية والإمارات أن «تدينان» لإيران لأنها رفضت مساعدة صدام على ذلك!
هذه القصة تخرج على الملأ للمرة الأولى، وبتحليل التصريح المنفعل للرئيس الإيراني، التصريح الذي جاء بعد أن نطق المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن موضوع النفط الإيراني، لأن هذا المورد هو أهم ثروات الشعب الإيراني التي ينهبها يومياً خامنئي صاحب ثروة الـ90 مليار دولار، أقول أنه بتحليل التصريح الخاص بروحاني، يتضح بأنها محاولة «استمالة» صريحة للجانب الخليجي بشأن «الأزمة» التي أصبح فيها النظام الإيراني بسبب القرار الأمريكي.
لكن واضح بأن الهيستيريا كانت أكبر، لأن القرار الأمريكي أعقبه تأكيد المملكة العربية السعودية عن استعدادها تعويض أي عجز سينتج عن وقف الصادرات النفطية الإيرانية، وهنا مربط الفرس.
حينما تذكر السعودية فإن الانفعال الإيراني يكون واضحاً، وبينما ظنت إيران بأن الولايات المتحدة بدأت تغيير سياساتها معها بسبب إفراج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن مليارات الخميني المجمدة، وعقد الاتفاق النووي، جاء الرئيس الحالي دونالد ترامب لـ«يهدم» هذا الاتفاق الجنوني الذي أقدم عليه سلفه، والذي كان ينقصه عنوان عريض صريح يقول: «تفضل يا خامنئي هذه المليارات، وواصل دعم الإرهاب واستهداف دول الخليج، بل وتمدد عالمياً»! ولماذا أقول هنا بأن الصراخ الإيراني على قدر الألم؟! لأن روحاني قال بشكل صريح وواضح: «إن الوقف التام لتصدير النفط الإيراني أمر غير ممكن، وإن التعويض عن صادرات إيران النفطة يعني الوقوف أمام الشعب الإيراني». إذن القرار الأمريكي موجع، وبروز اسم السعودية موجع أكثر.
لكن نعود للهرطقة المضحكة، إذ يقول روحاني بأنه «لو لم تتخذ إيران حينئذ موقفاً عقلانياً وترفض التعاون مع صدام، لما بقي لهاتين الدولتين وجود اليوم، لذا تدين هاتيين الدولتين بوجودهما لإيران»، طبعاً يقصد السعودية والإمارات!
ويمضي ليطالعنا بتصريح مستطرد أغرب، إذ يقول: «إن صدام أبلغ إيران قبل اجتياح الكويت جارة السعودية، إن العراق وإيران ستكون لهما حدود مشتركة يبلغ طولها 800 كيلومتر مربع على الخليج الفارسي» حسب وصفه، ومضي يقول: «يعني هذا أن صدام كان ينوي اجتياح السعودية وعمان والإمارات وقطر إضافة إلى الكويت»!
هنا لحظة من فضلك، إذ تقول «هذا يعني»، ما معناه أنه لو سلمنا بأن صدام قال هذا الكلام، وطبعاً ليس لنا أن نتأكد من رجل مات منذ سنوات، فإن القول بأن «هذا يعني» هو ما يعني أن روحاني «يفترض» وليس جازماً، وهو ما يقود للقول بأن روحاني يسوق «رواية إيرانية خرافية» عن الغزو العراقي.
هل يظن روحاني بأن أهل الخليج العربي سيصدقون أن إيران ترفض أي نوع من الاستهداف لدولنا الخليجية والعربية، وأنها هي التي وقفت لصدام وقالت «لا»، قالت له «لا نرجوك لا تجتاح الكويت والسعودية وعمان وقطر والإمارات»!! لا طبعاً، لأن إيران تعرف تماماً عاقبة ذلك، مثلما حصل لصدام حينما اعتدى على إخواننا في الكويت.
والمضحك في التصريح، أن روحاني نسي ذكر البحرين، رغم أن العالم يعرف تماماً بأن الاستهداف الإيراني الدائم موجه لبلادنا قبل غيرها!
عموماً، الفضل لوجود إيران يعود للدول الخليجية أصلاً، هي التي مازالت تردد خطاب حسن النوايا وتطالب «الجارة السيئة» بسبب نظامها القمعي الديكتاتوري بأن تحسن الجوار وتكف عن التدخل في شؤوننا، الفضل دولنا التي تسعى للسلام دائماً وليست داعية للحرب، وليست للتدخل في شؤون الآخرين. نكتة الموسم التي خرجت من إحساس الوجع والتوجس والخوف والهلع، لولا إيران لما كانت الإمارات والسعودية موجودتين! فقط نقول «أضغاث أحلام».
حفظ الله خليجنا العربي ودولنا من كيد الكائدين.