ما من مصلحين جدد إلى هذا العالم الذي حطمته الصراعات وأعمال العنف والإرهاب! فأينما وليت وجهك رأيت آثار هذه الصراعات والحروب التي خلفت الضحايا من القتلي والجرحى وذوي الإعاقات البدنية والنفسية! ناهيك عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي خربت دولاً وشعوباً كثيرة استشرى فيها الفقر والمرض والجهل وانعدم الأمن وتوقف نمو الاقتصاد وأصبحت الحياة فيها جحيماً لا يطاق!من هنا لم يتبقَّ سوى أصوات الشرفاء والقادة العظماء الذين يحملون الضمير الإنساني الحي يوقظون به البشرية الغافلة ويردّونها -من جديد- إلى جادة الخير والفطرة السليمة حيث مبادئ السلام والتسامح والمحبة!وكعهده دائماً يبرز في سماء هذا الفضاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، نجماً عالمياً مضيئاً بالسلام، ومشعلاً متوهجاً بالأمل، يضيء الدروب -كعادته- بالمحبة والخير وينادي كل أصحاب الضمائر الحية في أرجاء هذا العالم بضرورة الوقوف صفاً واحداً من أجل لجم آلة الحرب، ونبذ خطاب الكراهية والعنف، فجاء صوته مسموعاً بتدشين «اليوم العالمي للضمير»، بشيراً للمحبة والخير والسلام، ومجابهاً لكل ما يشعل هذه النزاعات والحروب العبثية التي ما تنفك تأكل الأخضر واليابس في أرجاء المعمورة ولا تقف بنيرانها عند دولة أو شعب بعينه!لقد خلفت الحروب والنزاعات في العام الماضي فقط ملايين البشر، أما الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية فكانت أشد فتكاً ومرارةً، ويكفي أن نذكر أن عدد اللاجئين في العالم نتيجة هذه الحروب بلغ 68 مليوناً جلهم من الدول النامية وخاصة الدول العربية والإسلامية، ناهيك عن الأحوال المزرية التي تخلفها هذه النزاعات كاستشراء الفقر وانتشار العنف والإرهاب وانعدام الأمن والاستقرار، وتعمق الندوب والأحقاد النفسية والاجتماعية كالتعصب والحقد والانتقام والسخط الاجتماعي!لقد استقبل العالم مبادرة سموه كالظامئ ينتظر قطرة في يوم قائظ، وتلقفتها المحافل الدولية وبخاصة منظمة الأمم المتحدة حيث أقرت مبادرة سموه تحت مسمى ما عرف «باليوم العالمي للضمير»، ولاقت هذه المبادرة كل استحسان من جميع الشرفاء في العالم تأكيداً للحاجة الماسة إلى تضافر الجهود المحلية والدولية من أجل وقف نزيف هذه النزاعات من أجل مستقبل أفضل للبشرية، ولم تكن هذه المبادرة إلا تجسيداً واتساقاً مع السياسة المتوازنة التي تنتهجها مملكة البحرين عبر تاريخها الطويل مع دول العالم حيث لم يعرف عنها إلا نشر قيم السلام واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وتبني مشروعات التنمية الشاملة التي تضمن حياة أفضل للإنسان والحفاظ على كرامته وحقوقه.