حجرة صغيرة على جانب جسر الشيخ حمد، ربما لا تتجاوز البضعة مترات، لكنها صامدة أمام تقلبات الزمن والتعرية وخطط الحداثة، عز الزمن أن يمخر فيها أو أن يعريها أو أن يغير حتى من شكلها الرمز. حجرة صغيرة لا تتجاوز البضعة مترات، لكنها تمثل حقبة هامة في تشكل نمط وتاريخ مملكة البحرين الحديث. حجرة جسر الشيخ حمد، مثال حي على ما تبقي من شواهد ومعالم بجزيرة المحرق التي حوت معالم فاعلة ساهمت في بناء تاريخ البحرين الحديث، لكن العديد من تلك العالم كانت قد دفنت ومحيت بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومن تأسف، لولا الجهود الآن لاستعادة تلك الشواهد والمعالم التي حوتها المحرق. حجرة جسر الشيخ حمد، في تاريخ البحرين، إذ هناك من سطر أجمل التضحيات في بناء الوطن وواجهوا كل الصعوبات والأهوال من أجل أن نرى هذا الوطن شامخاً الآن. إذ ليس من السهل تشييد مشاريع خدماتية في زمن الأوائل الصعب، لكن العزيمة والتضحية كانت هي عنوان المرحلة التي لاتزال حاضرة في الأذهان. وليس أفضل من استعادة ذكرى مشاهد تاريخية غيرت وجه ونمط الحياة في البحرين، من إعادة الحياة لها والتحدث عنها ورصد تاريخها المشرق، ومع الأوائل الذين جسدوا كل معاني التضحيات من أجل مستقبل مشرق للبحرين. جسر الشيخ حمد، الجسر الأعجوبة، لقد كان إنشاء هذا الجسر خلال الثلاثينات من القرن الماضي حلماً من الأحلام التي راودت الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك.
فبالرغم من الصعاب الجسيمة واستحالة التنفيذ، ولكن بالإصرار والعزيمة والرغبة الأكيدة من المغفور له الشيخ حمد لإنهاء معاناة أبناء البحرين أثناء تنقلاتهم بين جزيرتي المنامة والمحرق تحول الحلم إلى واقع.
وذاكرة حجرة جسر الشيخ حمد تستمع لمن يحاكيها الآن ويستنطقها لتخبر عن ذاك الزمان الذي سطر أهل ورجالات البحرين والمحرق أروع الأمثلة من التضحيات في جلب الحجر الصلب ومواد بناء أول جسر في البحرين من مناطق البحر البعيدة مثل مناطق جادوم وجدة.
كانت التنقلات بين جزيرتي المنامة والمحرق عن طريق سفن متوسطة الحجم يستخدمها أهالي الجزيرتين للتنقل. كانت العبرة هي الوسيلة الوحيدة للتنقل بين المحرق والمنامة بالرغم من صعوبات التنقل. ولإيجاد حل دائم لمشكلة التنقل، لم يكتفِ الشيخ حمد بالتمني وإنما بادر بالتنفيذ من خلال عدة استشارات هندسية وتقنية من مستشارين ومهندسين أجانب زاروا البحرين آنذاك، من ثم بلورة هذه الفكرة وتم تحقيقها في عهده.
إذ تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ حمد بن عيسى كان هو صاحب الفضل في هذا المشروع، فهو الذي اقترح تشييد هذا الجسر بين المنامة والمحرق منذ البداية وقام بمتابعة أعمال التشييد. جسر الشيخ حمد هو أول جسر تم تشييده في تاريخ البحرين، والأول من نوعه في المنطقة، وأطلق على الجسر اسم جسر الشيخ حمد خلال عام 1942.
ومما يشد الانتباه أن الجسر الذي تم البدء في بنائه خلال الثلاثينات، وتم افتتاحه خلال بداية فترة الأربعينات، واستغرق بناؤه 12 عاماً، لايزال صامداً ربما بعد تغير شكله، ولايزال حجر الردم الأول وغرفة تحكم والمرور صامدين أمام تقلبات المناخ والزمن بالرغم من قساوة الطقس وملوحة ماء البحر.
جسر الشيخ حمد، أحدث أكبر تحول في تنقل أهل المحرق والمنامة، بل وترك ظلاله على عدة نواحٍ. لقد واجه تشييد هذا الجسر مشاكل كثيرة وتحديات تتعلق بالتنفيذ ورصد الميزانيات المالية التي تم التغلب عليها.
ولعل أبرز هذه التحديات طول المسافة الفاصلة بين جزيرتي المحرق والمنامة، فضلاً عن عمق مياه البحر وخاصة من جانب جزيرة المحرق، وهو الذي كان يطلق عليه خور المحرق، ومن ثم الحاجة لعمل إنشائي وردم المياه العميقة لتفادي الفيضانات التي يمكن أن تحدث على المحرق.
ولكن بعد محاولات عديدة وجهد مضنٍ، تغلبت الإرادة القوية لدى أهالي البحرين على هذه المشكلة وأصبح جسر الشيخ حمد حقيقة شاخصة للعيان حتى يومنا الحالي. افتتح الجسر عام 1941 بحضور حاكم البحرين حينها الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة والشخصيات وأعيان البحرين وسار الشيخ حمد بن عيسى برجليه على الجسر.
وكما تجدر الإشارة هنا، إلى أن بداية بناء جسر الشيخ حمد كان متحركاً بحيث كان يفتح في أوقات معينة لمرور السفن ويغلق مرة أخرى لمرور السيارات والمشاة، وبقي الأمر على هذا الحال حتى بداية الستينات عندما قامت حكومة البحرين ببناء جسر آخر ثابت يسمح بعبور السفن من تحته دون الحاجة إلى عملية فتح وغلق الجسر التي هي المرهقة. حجرة الجسر، هي الحجرة التي لاتزال ناطقة والصامدة حتى الآن، وهي التي شهدت تركيب أول نظام تحكم وتركيب أول إشارة ضوئية على الجسر والمنطقة بأسرها، تعود اليوم للذاكرة مرة أخرى لتذكر ما فعل الزمان بها، ولتخبر أنها لاتزال شاهدة على مرور السيارات بتذاكر ونظام جل أن تجد مثله في ذاك الزمان.
ترك افتتاح جسر الشيخ حمد العديد من الجوانب الإيجابية على البحرين والمواطنين والقانطين. فكان ربط المحرق بالمنامة بمثابة انتعاش اقتصادي لأسواق المحرق، بعد أن كان سوق المنامة منعزلاً عن الوصول إليه. كما كان لافتتاح الجسر الفضل في زيادة التواصل العائلي بين أهالي المحرق وباقي مدن وقرى البحرين، بعد أن كان الوصول من الصعوبة بمكان.
لقد كان افتتاح جسر الشيخ حمد نقطة تحول في البحرين، حيث أحدث العبور على الجسر عدة تحولات في البحرين منها على صعيد التعليم والاقتصاد والموصلات والنواحي الاجتماعية والترابط الأسري، والتنوع الاقتصادي بين المحرق والمنامة، فضلاً عن سهولة الوصول على مهبط الطائرات التي اتخذت من جزيرة المحرق مهبطاً لها. لم تحتضن ضفتا المحرق والمنامة تحديداً هذا الجسر الأعجوبة المتحرك، بل احتضنت جزيرة المحرق تحديداً عدداً نوعياً من المشاهد والمواقع التاريخية، كان للكثير منها مساهمة فاعلة في تاريخ البحرين.
إذ وفق عدد من الدراسات حول جزيرة المحرق، فهناك ما يقارب الخمسين موقعاً تراثياً تم تشييدها في المحرق خلال قرن من الزمان تشمل بيوتاً ومجالس علم ومجلس عموم ومدارس وقصوراً، العديد منها هدم ودفن تحت التراب، وتأتي حجرة جسر الشيخ حمد، احد تلك المعالم الصامدة أمام عجلة الحداثة.
فبالرغم من الصعاب الجسيمة واستحالة التنفيذ، ولكن بالإصرار والعزيمة والرغبة الأكيدة من المغفور له الشيخ حمد لإنهاء معاناة أبناء البحرين أثناء تنقلاتهم بين جزيرتي المنامة والمحرق تحول الحلم إلى واقع.
وذاكرة حجرة جسر الشيخ حمد تستمع لمن يحاكيها الآن ويستنطقها لتخبر عن ذاك الزمان الذي سطر أهل ورجالات البحرين والمحرق أروع الأمثلة من التضحيات في جلب الحجر الصلب ومواد بناء أول جسر في البحرين من مناطق البحر البعيدة مثل مناطق جادوم وجدة.
كانت التنقلات بين جزيرتي المنامة والمحرق عن طريق سفن متوسطة الحجم يستخدمها أهالي الجزيرتين للتنقل. كانت العبرة هي الوسيلة الوحيدة للتنقل بين المحرق والمنامة بالرغم من صعوبات التنقل. ولإيجاد حل دائم لمشكلة التنقل، لم يكتفِ الشيخ حمد بالتمني وإنما بادر بالتنفيذ من خلال عدة استشارات هندسية وتقنية من مستشارين ومهندسين أجانب زاروا البحرين آنذاك، من ثم بلورة هذه الفكرة وتم تحقيقها في عهده.
إذ تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ حمد بن عيسى كان هو صاحب الفضل في هذا المشروع، فهو الذي اقترح تشييد هذا الجسر بين المنامة والمحرق منذ البداية وقام بمتابعة أعمال التشييد. جسر الشيخ حمد هو أول جسر تم تشييده في تاريخ البحرين، والأول من نوعه في المنطقة، وأطلق على الجسر اسم جسر الشيخ حمد خلال عام 1942.
ومما يشد الانتباه أن الجسر الذي تم البدء في بنائه خلال الثلاثينات، وتم افتتاحه خلال بداية فترة الأربعينات، واستغرق بناؤه 12 عاماً، لايزال صامداً ربما بعد تغير شكله، ولايزال حجر الردم الأول وغرفة تحكم والمرور صامدين أمام تقلبات المناخ والزمن بالرغم من قساوة الطقس وملوحة ماء البحر.
جسر الشيخ حمد، أحدث أكبر تحول في تنقل أهل المحرق والمنامة، بل وترك ظلاله على عدة نواحٍ. لقد واجه تشييد هذا الجسر مشاكل كثيرة وتحديات تتعلق بالتنفيذ ورصد الميزانيات المالية التي تم التغلب عليها.
ولعل أبرز هذه التحديات طول المسافة الفاصلة بين جزيرتي المحرق والمنامة، فضلاً عن عمق مياه البحر وخاصة من جانب جزيرة المحرق، وهو الذي كان يطلق عليه خور المحرق، ومن ثم الحاجة لعمل إنشائي وردم المياه العميقة لتفادي الفيضانات التي يمكن أن تحدث على المحرق.
ولكن بعد محاولات عديدة وجهد مضنٍ، تغلبت الإرادة القوية لدى أهالي البحرين على هذه المشكلة وأصبح جسر الشيخ حمد حقيقة شاخصة للعيان حتى يومنا الحالي. افتتح الجسر عام 1941 بحضور حاكم البحرين حينها الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة والشخصيات وأعيان البحرين وسار الشيخ حمد بن عيسى برجليه على الجسر.
وكما تجدر الإشارة هنا، إلى أن بداية بناء جسر الشيخ حمد كان متحركاً بحيث كان يفتح في أوقات معينة لمرور السفن ويغلق مرة أخرى لمرور السيارات والمشاة، وبقي الأمر على هذا الحال حتى بداية الستينات عندما قامت حكومة البحرين ببناء جسر آخر ثابت يسمح بعبور السفن من تحته دون الحاجة إلى عملية فتح وغلق الجسر التي هي المرهقة. حجرة الجسر، هي الحجرة التي لاتزال ناطقة والصامدة حتى الآن، وهي التي شهدت تركيب أول نظام تحكم وتركيب أول إشارة ضوئية على الجسر والمنطقة بأسرها، تعود اليوم للذاكرة مرة أخرى لتذكر ما فعل الزمان بها، ولتخبر أنها لاتزال شاهدة على مرور السيارات بتذاكر ونظام جل أن تجد مثله في ذاك الزمان.
ترك افتتاح جسر الشيخ حمد العديد من الجوانب الإيجابية على البحرين والمواطنين والقانطين. فكان ربط المحرق بالمنامة بمثابة انتعاش اقتصادي لأسواق المحرق، بعد أن كان سوق المنامة منعزلاً عن الوصول إليه. كما كان لافتتاح الجسر الفضل في زيادة التواصل العائلي بين أهالي المحرق وباقي مدن وقرى البحرين، بعد أن كان الوصول من الصعوبة بمكان.
لقد كان افتتاح جسر الشيخ حمد نقطة تحول في البحرين، حيث أحدث العبور على الجسر عدة تحولات في البحرين منها على صعيد التعليم والاقتصاد والموصلات والنواحي الاجتماعية والترابط الأسري، والتنوع الاقتصادي بين المحرق والمنامة، فضلاً عن سهولة الوصول على مهبط الطائرات التي اتخذت من جزيرة المحرق مهبطاً لها. لم تحتضن ضفتا المحرق والمنامة تحديداً هذا الجسر الأعجوبة المتحرك، بل احتضنت جزيرة المحرق تحديداً عدداً نوعياً من المشاهد والمواقع التاريخية، كان للكثير منها مساهمة فاعلة في تاريخ البحرين.
إذ وفق عدد من الدراسات حول جزيرة المحرق، فهناك ما يقارب الخمسين موقعاً تراثياً تم تشييدها في المحرق خلال قرن من الزمان تشمل بيوتاً ومجالس علم ومجلس عموم ومدارس وقصوراً، العديد منها هدم ودفن تحت التراب، وتأتي حجرة جسر الشيخ حمد، احد تلك المعالم الصامدة أمام عجلة الحداثة.