لن تجد بحرينياً «مخلصاً» واحداً لبلاده، محباً لقائده، يقبل بحرف إساءة يطال رمزنا الأول جلالة الملك حفظه الله.

الملك حمد بن عيسى، رمزنا ووالدنا الذي نفديه بالغالي والثمين، هو الرجل الذي بفضل من الله ومنته حمى البحرين وصانها، وقف كالطود الشامخ أمام محاولات الاستهداف والاعتداءات الخارجية الآثمة، تعامل بحزم القائد الثابت، وبحنكة الربان الماهر الذي يقود سفينة وسط أمواج عاتية متلاطمة، وأوصلها وراكبيها من أهلها لبر الأمان.

لمن لا يعرف حمد بن عيسى، ليسأل شعبه «المخلص» عنه، ليسأل الناس الذين يرون في ملكهم صمام أمان، وصانع سلام، ووالداً حانياً لا يتكرر، فيه من الصبر الذي يعجز الرجال الأشداء، وفيه من الحلم والحنان من ينبهر أمامه أكرم الناس أخلاقاً.

بالتالي من يسيء لملكنا بحرف، لا يظنن بأن شعب البحرين سيسكت، أو سيقف متفرجاً، نحن دون هذا الرجل وفداء له، نحن سد لقائدنا وجنود لأرضنا، البحرين هذه البلد الصغيرة في حجمها، لم تصمد إلا لأن أفعال أبنائها كبيرة وعظيمة، واسألوا شاه إيران ليخبركم، واسألوا الخميني كم فشلت مساعيه، واسألوا خليفته الخامنئي كم تكسرت على شواطئ البحرين مخططاته، واندحرت صفوف عملائه.

يؤسفنا أن يكون الناس بمثل هذا الجحود، فبلدنا وملكنا لم يكونا أبداً متصدرين لأي مبادرة فيها تدخل في شؤون الآخرين، لم تصدر من بلادنا وملكنا أية أمور تزعج الآخرين، بل ملكنا هو من علمنا بأن نحتوي الجميع، أن نتمثل بأخلاقنا البحرينية الأصيلة حتى لو طالتنا الإساءة، علمنا أن نبني العلاقات الصادقة، وأن ننفتح على العالم، لأن البحرين هي الاسم على المسمى مثلما قال التاريخ «أرض للخلود والسلام»، فلسنا نحن من نبدأ العداوة والإساءة، بل نحن طوال هذه العقود نتلقى الإساءات وتتعرض بلادنا لاستهدافات، ومازلنا نصد هذا العدوان، ونقول «عل الله يهديهم إلى الطريق القويم»، مقدمين حسن النوايا والظن.

البحرين التي كانت ومازالت تدعم أشقاءها بقوة في صون أمنهم، والحفاظ على كينونتهم، لها مواقفها الثابتة المساندة لأشقائها، وفي شأن العراق كنا ومازلنا ندعو لشقيقنا العربي الغالي أن يتخلص من براثن العمالة الإيرانية، أن ينتصر على التغلغل الفارسي الآثم في بلاد ما بين النهرين، أن يعود كما كان منارة قوية للعلم والثقافة والعزة العربية، فما حصل للعراق من تفتيت ومعاناة لأهله، أمر لطالما أزعجنا، ولطالما آلمنا. تغلغل العملاء فيه، وتحويله لبلد مفكك الأوصال، وتقديمه كهدف لمليشيات إرهابية هنا، وعصابات، وتنظيمات إرهابية هناك، مسألة كنا ندينها، ونتطلع لليوم الذي يعود فيه العراق لحضنه العربي، متخلصاً من كل قيد إيراني.

لكن للأسف، تخرج الإساءة لملكنا وبلادنا ممن كان قبل فترة يتغزل بدول الخليج وإخوته العرب، ونسي قائد الميليشيا هذا بأنه يتحدث عن ملك لشعب، عن ملك لبلاد فيها قانونها وفيها نظامها، وفيها يعيش الإنسان المخلص كريماً، وفيها تندحر كل مخططات العملاء، وكل الموالين لإيران.

يقول قائد الميليشيا الذي لا يقوى على مواجهة إيران العابثة بمقدرات بلاده، ويعجز عن إدانتها بحرف، يقول إن البحرين فيها حرب يجب أن تقف! عن أي حرب تتحدث؟! حربنا الوحيدة هنا على العملاء وسكاكين الغدر التي زرعتها إيران في بلادنا باستغلال الدين السياسي، زرعتها لتحول البحرين إلى عراق آخر، يتناحر شعبه، وتتقاسم أرضه العصابات والميلشيات، وتضيع خيراته. لربما كنت تتحدث من واقع ما تعيش وتتوهم، البحرين انتصرت بقيادة ملكها العظيم حمد على الإرهاب الذي سعت إيران لتصديره لنا مثلما فعلت بشقيقنا العراق، البحرين دحرت عصابات الغدر والولاء الخارجي، ومنعتها من تحويل البحرين لمرتع مليشيات إرهابية لا تقيم وزنا للقانون والنظام، مثلما هو حال المليشيات التي يعاني منها العراق ومازال.

العالم العاقل الواعي أدرك اليوم أن دمار الشعوب والدول يأتي بسبب سطوة الأحزاب المؤدلجة والجماعات الثيوقراطية والراديكالية، والمليشيات التي تخزن السلاح وتستخدمه، والتي تدعي مع ذلك أنها مع الديمقراطية وحريات الشعوب. هل رأيتم يوما ميليشيات عسكرية تدعو لحرية البشر؟! بالتالي من عليه التنحي هو أنتم، يا من تسلطتم على رقاب البشر، باستخدام القوة وباستغلال الدين والمذهب.

ختاماً نقول إن حمد بن عيسى تاج على رأس كل من يحاول الانتقاص منه ويسيء له، بأخلاقه وحكمته وطيبته وكرم أخلاقه، ملكنا يرد الإساءات برفعة الأخلاق، وشتان ما بين ملك لشعب وقائد لميليشيات لا يملك أية صفة اعتبارية بحكم قوانين بلاده، فارق الثرى والثريا.

حفظك الله يا حمد بن عيسى، وراءك شعب يفتديك، يهتف باسمك ويحبك، حما الله بك البحرين، وحمانا بك.