حدثان شهدتهما البحرين خلال أسبوع واحد قطعا بلا يدع مجالاً واحداً للشك بأن هذه الأرض التي حباها الله بميزة التعايش منذ الأزل وجبل أهلها على المحبة والطيبة، لا يمكن أن تقبل بالعبث بمكوناتها الاجتماعية، وأن كل بحريني هو حائط صد ضد كل من تسول له نفسه الإساءة إلى أي مكون كريم من فسيفسائها الزاهية البهية التي ترسم في مجملها الصورة المشرقة لبلد السلام.
حديث المستشار الأجنبي في الجمعية العمومية لغرفة التجارة وتصريحات مقتدى الصدر الموجهة ضد البحرين، كلاهما وجهان لعملة واحدة هي «الطائفية» المقيتة في أبشع وأنتن صورها.
فطائفية المستشار في الحديث الذي أعقبه ردود فعل عاصفة قادت إلى إقالته والقبض عليه قبل هربه من البلاد ثم إحالته للمحاسبة القضائية، لا تقل عن طائفية الصدر في التصريحات التي أقحم فيها اسم البحرين عنوة بما يرفضه أهل البحرين جملة وتفصيلاً.
كلا الموقفين رغم صدورهما عن شخصيتين مختلفتين ومتباعدتين تماماً إلا أن محركهما واحد، وهو التطأفن والتعصب والتعنصر المقيت، وهو الأمر الذي حسمت هذه الأرض المباركة موقفها اتجاهه منذ آلاف السنين عندما سمحت للمتدين على اختلاف دينه ومذهبه وطائفته ولغير المتدين بالعيش المشترك عليها شريطة أن يقبل ويتعايش كل مع الآخر بسلام بغض النظر عن الفروقات الدينية أو المذهبية تحت راية الوطنية الجامعة.
لقد كان التنوع – ولا يزال – سمة المجتمع البحريني وجزء لا يتجزأ من نسيجها ولطالما كان هذا التنوع مكمن فخر واعتزاز لدى كل منتمي إلى هذه الأرض، لذلك فإن من يلعب على الوتر الطائفي هنا خاسر ومضيع لوقته فمهما مررنا بصعاب وأزمات ومشكلات إلا أن الوطن ورموزه بالنسبة لنا أكبر من كل شيء ولن نقبل في أي حال من الأحوال المساومة عليهم.
ولأننا شعب واعٍ نقرأ التاريخ ونستلهم منه العبر فإننا نعلم يقينا أن نهج التسامح الديني والمذهبي الذي عرفت به البحرين منذ القدم هو العامل الرئيس في ازدهارها ونمائها وفي صيرورة عجلة تنميتها واستقرارها، لذلك فإننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستمع القول ممن دمر بلاده وقبل الزج بها في مستنقع الطائفية والفئوية البغيضة والذي لا يمكن الخروج منه إلا بثمن باهظ جداً يدفعه أبناؤها في كل لحظة.
لذلك فإننا نقول إلى مقتدى ومن هم على شاكلته: إن البحرين كانت ولا تزال وستظل بإذن الله وقوته واحة أمن وأمان وسلم وسلام تحت ظل قيادتها الشرعية المستمدة من صلب إرادة وقرار ورغبة أبناء وبنات البحرين، شئتم أم أبيتم.. والسلام.
* سانحة:
نقولها صريحة شفافة علنية: لا تتدخلوا في الشأن البحريني، لا تتحدثوا عن مسلميها أو مسيحييها أو يهودييها، ولا عن شيعتها أو سنتها أو غيرهم.. ارفعوا أياديكم وكفوا ألسنتكم وتصريحاتكم عن بلادنا، فلقد تربينا على محبة وقبول بعضنا البعض دون النظر إلى أي فروقات دينية أو مذهبية.
لا نريد أي طائفي بيننا.. ولتعلموا وتعوا جيداً أيها الطائفيون أن البحرين لها رجال يذودون في سوح الوغى عنها بدمائهم وأرواحهم، وهي ليست «طوفة هبيطة» كلما خطر لكم التعريض بها فعلتم، فأقلامنا أكبر من قاماتكم وأحدّ من خناجركم وليلتفت كل منكم لبلاده وليعمل عقله - الساهي في غير ما يعنيه - ليفكر في سبل تغيير حال بلاده التي يرثى لها، فالأقربون أولى بالمعروف.
{{ article.visit_count }}
حديث المستشار الأجنبي في الجمعية العمومية لغرفة التجارة وتصريحات مقتدى الصدر الموجهة ضد البحرين، كلاهما وجهان لعملة واحدة هي «الطائفية» المقيتة في أبشع وأنتن صورها.
فطائفية المستشار في الحديث الذي أعقبه ردود فعل عاصفة قادت إلى إقالته والقبض عليه قبل هربه من البلاد ثم إحالته للمحاسبة القضائية، لا تقل عن طائفية الصدر في التصريحات التي أقحم فيها اسم البحرين عنوة بما يرفضه أهل البحرين جملة وتفصيلاً.
كلا الموقفين رغم صدورهما عن شخصيتين مختلفتين ومتباعدتين تماماً إلا أن محركهما واحد، وهو التطأفن والتعصب والتعنصر المقيت، وهو الأمر الذي حسمت هذه الأرض المباركة موقفها اتجاهه منذ آلاف السنين عندما سمحت للمتدين على اختلاف دينه ومذهبه وطائفته ولغير المتدين بالعيش المشترك عليها شريطة أن يقبل ويتعايش كل مع الآخر بسلام بغض النظر عن الفروقات الدينية أو المذهبية تحت راية الوطنية الجامعة.
لقد كان التنوع – ولا يزال – سمة المجتمع البحريني وجزء لا يتجزأ من نسيجها ولطالما كان هذا التنوع مكمن فخر واعتزاز لدى كل منتمي إلى هذه الأرض، لذلك فإن من يلعب على الوتر الطائفي هنا خاسر ومضيع لوقته فمهما مررنا بصعاب وأزمات ومشكلات إلا أن الوطن ورموزه بالنسبة لنا أكبر من كل شيء ولن نقبل في أي حال من الأحوال المساومة عليهم.
ولأننا شعب واعٍ نقرأ التاريخ ونستلهم منه العبر فإننا نعلم يقينا أن نهج التسامح الديني والمذهبي الذي عرفت به البحرين منذ القدم هو العامل الرئيس في ازدهارها ونمائها وفي صيرورة عجلة تنميتها واستقرارها، لذلك فإننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستمع القول ممن دمر بلاده وقبل الزج بها في مستنقع الطائفية والفئوية البغيضة والذي لا يمكن الخروج منه إلا بثمن باهظ جداً يدفعه أبناؤها في كل لحظة.
لذلك فإننا نقول إلى مقتدى ومن هم على شاكلته: إن البحرين كانت ولا تزال وستظل بإذن الله وقوته واحة أمن وأمان وسلم وسلام تحت ظل قيادتها الشرعية المستمدة من صلب إرادة وقرار ورغبة أبناء وبنات البحرين، شئتم أم أبيتم.. والسلام.
* سانحة:
نقولها صريحة شفافة علنية: لا تتدخلوا في الشأن البحريني، لا تتحدثوا عن مسلميها أو مسيحييها أو يهودييها، ولا عن شيعتها أو سنتها أو غيرهم.. ارفعوا أياديكم وكفوا ألسنتكم وتصريحاتكم عن بلادنا، فلقد تربينا على محبة وقبول بعضنا البعض دون النظر إلى أي فروقات دينية أو مذهبية.
لا نريد أي طائفي بيننا.. ولتعلموا وتعوا جيداً أيها الطائفيون أن البحرين لها رجال يذودون في سوح الوغى عنها بدمائهم وأرواحهم، وهي ليست «طوفة هبيطة» كلما خطر لكم التعريض بها فعلتم، فأقلامنا أكبر من قاماتكم وأحدّ من خناجركم وليلتفت كل منكم لبلاده وليعمل عقله - الساهي في غير ما يعنيه - ليفكر في سبل تغيير حال بلاده التي يرثى لها، فالأقربون أولى بالمعروف.