أصبحت التدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج والشؤون الخاصة للدول العربية في صدارة التحديات الراهنة التي تتطلب حلولاً عاجلة ومعالجات سريعة بدرجة تقدمت بها على الخطر الصهيوني وخطر الإرهاب الدولي رغم أننا ضد التطبيع. وقد حاولت دول مجلس التعاون في أكثر من مناسبة فتح صفحة التفاهم مع إيران، فيما واظبت طهران على التدخل في وضع شروط للتفاهم، مع أن شروطنا سهلة وتقتصر على احترام إيران لقواعد الحوار، والكف عن سياسة التدخل في شؤون دول المنطقة وزعزعة استقرارها. غير أن طهران مستمرة في غيها، فالعراق تحت وصايتها، ولا يتم التصدي هناك لأي تحدٍّ أمني أو سياسي من دون موافقة إيرانية، وامتدت تلك الوصاية إلى اليمن، إذ تدعم إيران ميليشيات الحوثي، وفي سوريا وفي لبنان حيث ميليشيات «حزب الله»، التي تمدها إيران بالسلاح وتدرب مقاتليها الذراع الإيرانية الضاربة هناك.

وأمس «2 مايو 2019»، ستبدأ واشنطن بتطبيق عقوبات على إيران بتصفير إنتاجها من النفط في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، والقرار الأمريكي صدمة لمتابعي الأسواق النفطية، إلا أن تدخل «أوبك» قد يحد من الآثار السلبية على الأسواق، لكنه أيضاً كما يقول خبراء قد لا يحد، فالقرار أدى لارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، فضلاً عن الضغوط الإيرانية التي ستحاول ممارستها، من خلال الإعلان بشكل غير رسمي إغلاق مضيق هرمز، المسؤول عن مرور 80% من النفط الخليجي لدول آسيا. فهل نضحي باستقرار الإقليم جراء عدم استقرار النفط والذي لم يعرف الاستقرار طوال الخمسين عاماً الماضية؟!!

«العقوبات الأمريكية ستدمّر استقرار أسواق النفط العالمية»، إذ تقود طهران حملة ترهيب للعالم، وقد صرح أمير حسين نائب وزير النفط الإيراني بأن «العقوبات الأمريكية على قطاع النفط في بلاده ستدمّر استقرار أسواق الخام العالمية»، وأراد إفهام العالم أن تلك العقوبات مثال على رد فعل أمريكا المتنمر على تغيّر توازن القوى في العالم، وأضاف أن العقوبات الأمريكية تجعل الحياة أكثر صعوبة على المواطنين الإيرانيين، لكن طهران ستتجاوزها. وإن الدول الأخرى لن تستطيع أن تحل محل إيران في سوق النفط. ويقصد تعويض دول الخليج للنقص المتوقع في السوق العالمية. ومنذ أن وعينا وإيران خطر على دول الخليج، ليس من بوابة النفط بل من بوابة احتلال الجزر الإماراتية وبوابة الميليشيات الإرهابية والتفجيرات والتدخلات السياسية في شؤوننا.

* اختلاج النبض:

طمع إيران حضاري ولا شغل له بالنفط وأسواقه، فلتنهار أسواق النفط، لكن هذه المرة على رأس نظام الملالي، ثم تتعافى الأسواق فلا نجدهم.