بداية نشكر جلالة الملك حمد حفظه الله، لأنه لا يترك يوم الصحافة العالمية، إلا ويشارك في هذه المناسبة عبر كلمات قيادية رائدة يوجهها للصحافة والإعلام في البحرين.

في هذا اليوم العالمي الذي يمسنا نحن كإعلاميين وصحافيين وكتاب، حينما يشاركك الاحتفاء بها الرمز الأول في بلادك، والقائد الذي يقود السفينة الوطنية بحكمة واقتدار، فإن هذا بمثابة تكريم لا يضاهيه تكريم.

جلالة الملك رجل يقدر الإعلام والصحافة الوطنية أيما تقدير، هو الذي وضع ضمن الأساسات القوية لمشروعه الإصلاحي منذ انطلاقته قبل عقدين من الزمان، الأساس القائم على تعزيز الإعلام والصحافة، من منطلق توسيع نطاق الحريات الإعلامية، ودعم الكلمة الوطنية المسؤولة، وفتح الأبواب الواسعة لقيام الإعلام بدوره تجاه وطنه.

أتذكر البدايات الإعلامية المقرونة ببدء حكم جلالة الملك، وكيف شهدنا يومها ولادة جمعية الصحفيين البحرينيين، وكيف أقمنا أول انتخابات معنية بها، شهدت حماساً وتفاؤلاً كبيرين، وكيف امتدت بنا التجربة لتتشعب عملية دعم البحرين لحرية الإعلام والصحافة وتعزيز دورها، فكان وجود مقر جمعية الصحفيين البحرينية إلى جانب تخصيص مقر ملاصق لنادي المراسلين الإعلاميين المعتمدين في البحرين والذين يمثلون وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية، وكيف تلا ذلك وجود المقر الإعلامي الثالث لاتحاد الصحافة الخليجية، وكلها كيانات تدعمها مملكة البحرين، ويؤكد جلالة الملك دوماً على وزارة الإعلام البحرينية بأهمية تقديم الدعم والإسناد لهم.

واليوم مع التطور الزمني، وخضم الإنجازات الكبيرة التي حققها مشروع جلالة الملك الإصلاحي، نجد أن الإعلام نما وكبر وتطور وبات لاعباً رئيسياً على الساحة الوطنية، وأصبح الإعلاميون والصحافيون شركاء أقوياء في بناء الدولة، وفي مشروع جلالة الملك، يمثلون الصوت الذي ينقل نبض الشارع، ويسهمون في الإصلاح عبر تسليط الضوء على الأمور، وحتى عبر الانتقاد البناء، والالتزام بالممارسة المسؤولة للمهنة، باعتبارها أداة بناء لا معول هدم.

ومثلما تطورت المرأة البحرينية وبات حضورها قوياً وبارزاً وجزءاً رئيسياً من حراك الدولة، كذلك حال المرأة في الصحافة والإعلام البحريني، فتزايد عدد الإعلاميات واضح جداً، واليوم وصلنا لمرحلة تترأس جمعية الصحفيين امرأة، بعد شهور من ترؤس امرأة لمجلس النواب البحريني، في حدثين تاريخيين يحصلان للمرة الأول، وهو ما أشار له جلالة الملك بنفسه في رسالته التي وجهها للإعلام والصحافة في البحرين، واعتزازه بعطاءات المرأة في قطاعات الصحافة والإعلام والاتصال ووصولها المستحق لرئاسة جمعية الصحفيين، كونها شريكاً جديراً للرجل في البناء والتطوير.

هناك رسالة هامة وجهها جلالة الملك، وعلينا التوقف عندها وقراءتها بعناية، فجلالته إضافة لإشادته بعطاء كتاب الأعمدة الوطنيين ومواقفهم تجاه وطنهم، أشار إلى أن الإعلام الوطني ومن بينه الصحافة الحرة هو «ركيزة أساسية» نحو ترسيخ الديمقراطية والحوكمة الرشيدة، ويأتي ذلك من خلال الالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة الإعلامية، والذود عن الوطن واستقراره، وصون هويته الثقافية والحضارية، وتعزيز مكتسباته التنموية والإصلاحية.

بدقة شديدة هنا يبين لنا جلالة الملك إيمانه بدور الإعلام والصحافة المهم، هو وصفهم بأنهم «حجر الزاوية في بناء وتعزيز المجتمع الديمقراطي»، وأن طريقهم نحو ذلك يتمثل بالآتي:

* الدفاع عن الوطن ومنجزاته.

* مواجهة الأكاذيب والشائعات والحملات المضللة.

* احترام الدستور ومواثيق الشرف.

* مراعاة الدقة والأمانة والمصداقية في التعبير عن آرائهم.

* نشر الحقائق وتعميم ثقافة المحبة والتسامح.

* وضع المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبارات أو انتماءات دينية أو طائفية أو أيديولوجية.

هذه المعايير التي أشار لها جلالة الملك، هي مبادئ أدبية لو التزم بها ممارسو الإعلام والصحافة جميعهم، لرأينا نقلة نوعية قوية وضخمة باتجاه تحقيق تأثير أكبر وأقوى لإعلامنا وصحافتنا، نقلة تثبت موقعنا كحجر زاوية في البناء والإصلاح، نقلة تجعلنا أقوى كسلاح يدافع عن الوطن ويعزز استقراره الداخلي، ويخدم مجتمعه وأهله.

الإعلام والصحافة مدينان لحمد بن عيسى بالكثير، فملكنا قائد الكلمة الحرة المسؤولة، وصائنها وحاميها، رجل يعرف أن الصحافة والإعلام الوطني سلاحان هامان، بمقدورهما القيام بأدوار كبيرة ومفصلية، في الداخل والخارج. وفي تاريخنا الوطني شواهد ثابتة على ذلك، وماضية حتى يومنا هذا، لأجل البحرين أولاً وأخيراً.