ليس مهماً ما قد يجري على النظام الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية والدولية، فإسقاطه وذهابه إلى الجحيم غاية، المهم بالنسبة لنا نحن أهل الخليج العربي هو ألا يتضرر الشعب الإيراني الذي هو ضحية هذا النظام ويرزح تحت حكمه منذ اختطافه ثورته والاستيلاء على السلطة في إيران قبل 40 سنة. تضرر الشعب الإيراني يعني تأثر الحياة سلباً في كل دول المنطقة وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، فالشعب الإيراني أغلبه من الشباب، وتضرره يعني احتياجه الشديد لهذه الدول، وهذا يعني أن الحياة فيها ستتأثر بطريقة قد تؤثر على استقرارها.

الشعب الإيراني أكثره من فئة الشباب الذين يريدون أن يكتشفوا الحياة ويعيشوها ويعوضوا ما فقدوه من أعمارهم بسبب النظام الذي عمل طوال 4 عقود على إقناعهم بأن الحياة لا قيمة لها وأن عليهم ترك كل شيء والاستعداد للآخرة فقط.

العالم كله ومنه أمريكا لا يريد الإضرار بالشعب الإيراني ولا يتمنى له الأذى، فالجميع يدرك بأنه شعب مظلوم وفي حاجة إلى من يعينه على التخلص من النظام المستولي على السلطة في بلاده. العالم يريد تخليص هذا الشعب من ربقة ذاك النظام وإخراج المنطقة من حالة عدم الاستقرار بسبب سلوكاته ليتفرغ الجميع للبناء والتنمية ويعمر إنسانها الأرض.

مؤازرة العالم للولايات المتحدة في عملية تضييق الخناق على النظام الإيراني من شأنه أن يخلص الشعب الإيراني من الذي صار فيه ويخلص المنطقة من الكثير من الأذى وينهي كل الفوضى التي تسبب فيها ملالي إيران وهم يعملون على حماية أنفسهم ونظامهم.

فرصة التخلص من النظام الإيراني الذي صار ينظر إليه كل العالم على أنه رمز التخلف مواتية اليوم، فهو لا يستطيع أن يبيع نفط الشعب الإيراني ولا يستطيع أن يستمر في تمويل الميليشيات التي أنشأها في الداخل والخارج، لهذا لا بد من استغلالها، فبعض الفرص لا تتكرر، ولا بد من العمل بقوة على إسقاطه وتسليم السلطة للشعب الإيراني الذي لا بد أنه صار يعرف بعد هذه العقود الأربعة التي عانى فيها أين تكمن مصلحته.

الحقيقة التي ينبغي أن يدركها كل أولئك الذين وضعوا بيضهم في سلة النظام الإيراني هي أن هذا النظام يقترب من نهايته وأن من مصلحتهم القفز من هذه السفينة التي يمكن أن تغرق في أي لحظة، والحقيقة التي ينبغي أن يدركونها أيضا هي أن تأخرهم في فعل ذلك ليس من مصلحتهم، فقبولهم غداً سيكون بشروط لا يمكن أن تكون في صالحهم.

حالة الضيق التي يعاني منها الشعب الإيراني اليوم بسبب العقوبات الأمريكية ومؤازرة العالم لأمريكا في تحركها ضد النظام الإيراني يمكن أن يخرج منها سريعاً لو أنه شارك في إسقاط النظام، فالدور المنوط به كبير، والتغيير لا يمكن أن يأتي من الخارج مهما كانت الضغوط قوية، فالنظام الإيراني – منطقاً – لا بد أنه احتاط لمثل هذا الظرف ولمثل هذا اليوم، وليس من المنطق الاعتقاد بأنه من الضعف بحيث لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لبعض الوقت.

دور الولايات المتحدة والدول المؤازرة لها في عملية إسقاط النظام الإيراني كبير، لكن لا يمكن أبداً الاستغناء عن مؤازرة الداخل فللمقاومة دور أكبر، وهذا عمل ينبغي من المقاومة الإيرانية على اختلافها أن تقوم به لو أنها تريد تخليص الشعب الإيراني من نظام الملالي سريعاً. وهو عمل على جميع دول المنطقة أيضاً الإسهام فيه بقوة لأنه يصب في مصلحتها.. ويحميها من هجرة الشباب الإيراني الذي لن يجد مفراً من الهجرة إليها لو بقي الحال على ما هو عليه، فهي الأقرب إليه.