هناك موضة يتبعها مشاهير هوليوود اليوم وتزدهر محلات بيع أداوتها نتوقع أن تنتشر بيننا، لأننا كما جرت العادة، كلما أحدثوا أمراً تبعناهم!!
الموضة هي العودة لحياكة الصوف كنوع من أنواع الرياضة الروحية، وملاحقة الهدوء والصفاء والنقاء بعد أن ضاعت تلك المتع والكل يلهث وراء الإنجازات والنجاح في العمل ورتم الحياة الذي لا يترك الوقت لرئتك كي تمتلئ بالهواء.
استطاعت الكاتبة برانديت ميرفي التي تبلغ من العمر الأربعين من عمرها وتعيش في لوس أنجلوس أن تلتقط المزاج العام في كتابها الصادر عام 2002 بعنوان «فلسفة الزن وفن الحياكة» بعد أن تعرفت على عالم الحياكة مصادفة تقريباً، ففي رحلة إلى أيرلندا عام 1984 أصيبت بالدوالي ما منعها المشي لمدة شهرين، وبدأت تحيك لتشغل وقتها، فوجدت نفسها منغمسة مع الحياكة في عالم من الهدوء.
الحياكة اليدوية بجميع أنواعها بطيئة لا يمكن ضغط الزر لإسراعها، إنما تكمن متعة الحياكة اليدوية في الفعل بذاته لا في نتائجه.
نجح كتاب برادنديت كثيراً ولقي رواجاً بأفكاره التي ربطت بين العلاج النفسي والتأمل والاسترخاء وبين الحياكة، فغشيت أمريكا موضة حياكة الصوف وبدأتها أشهر نجمات هوليوود مثل جوليا روبرتس وغوينث بالترو يمارسن هذه الهواية علناً، وبدأت محلات بيع كرات الصوف تتصدر المبيعات، وأصبح موضة الكل يقلد، وأصبح منظر الفتيات الصغيرات وهن يحكن كنزات الصوف في القطارات وفي المقاهي المشهورة كستاربكس وهن يتبادلن أطراف الحديث منظراً شائعاً.
الغريب أننا سرنا وراء حركة التمرد على الحياكة مثلهن في بداية القرن الماضي، فنساء القرن الماضي في الغرب مثلنا كن يجتمعن مساء للتسامر وكل منهن معها سنارتها وكرات صوفها، ويمضي عليهن الليل الطويل بهدوء وهن يتبادلن أطراف الحديث، كانت الجلسة عبارة عن «علاج جماعي» للفضفضة والتنفيس وأحياناً لممارسة الصمت، ثم أصبحت تلك الممارسات ترتبط بالخنوع بعدم المساواة.
ونحن أيضاً كانت أمهاتنا يجتمعن للتسامر إما أمام أدوات «الكورار» أو على صوت طرقات خيوط الفضة أو الذهب لتطريزها بفن «النقدة» يتبادلن أطراف الحديث، ذلك وقت كان للإصغاء للإنصات للتأمل، قيمة افتقدناها وضاعت منا.
ومثلما تمردت الحركة النسوية على كل الحرف المنزلية، تمردنا عليها نحن أيضاً وأوكلناها للخدم، فضاع منا ذلك الهدوء وتلك المتعة.
وها هن يعدن من جديد بشعارات عصرية وتحت عناوين علاجية إلى ما نفروا منه سابقاً، ولا ندري ربما تصيبنا هذه العدوى الجميلة نحن أيضاً وتجد بناتنا يمسكن الخيوط والإبرة والإطار الدائري لخياطة التطريز ويزينّ أوجه المخدات وهن على كراسي المقاهي العصرية... لم لا.. مرحباً بالبطء الجميل (بتصرف من كتاب في مديح البطء لكارل اونوريه).
الموضة هي العودة لحياكة الصوف كنوع من أنواع الرياضة الروحية، وملاحقة الهدوء والصفاء والنقاء بعد أن ضاعت تلك المتع والكل يلهث وراء الإنجازات والنجاح في العمل ورتم الحياة الذي لا يترك الوقت لرئتك كي تمتلئ بالهواء.
استطاعت الكاتبة برانديت ميرفي التي تبلغ من العمر الأربعين من عمرها وتعيش في لوس أنجلوس أن تلتقط المزاج العام في كتابها الصادر عام 2002 بعنوان «فلسفة الزن وفن الحياكة» بعد أن تعرفت على عالم الحياكة مصادفة تقريباً، ففي رحلة إلى أيرلندا عام 1984 أصيبت بالدوالي ما منعها المشي لمدة شهرين، وبدأت تحيك لتشغل وقتها، فوجدت نفسها منغمسة مع الحياكة في عالم من الهدوء.
الحياكة اليدوية بجميع أنواعها بطيئة لا يمكن ضغط الزر لإسراعها، إنما تكمن متعة الحياكة اليدوية في الفعل بذاته لا في نتائجه.
نجح كتاب برادنديت كثيراً ولقي رواجاً بأفكاره التي ربطت بين العلاج النفسي والتأمل والاسترخاء وبين الحياكة، فغشيت أمريكا موضة حياكة الصوف وبدأتها أشهر نجمات هوليوود مثل جوليا روبرتس وغوينث بالترو يمارسن هذه الهواية علناً، وبدأت محلات بيع كرات الصوف تتصدر المبيعات، وأصبح موضة الكل يقلد، وأصبح منظر الفتيات الصغيرات وهن يحكن كنزات الصوف في القطارات وفي المقاهي المشهورة كستاربكس وهن يتبادلن أطراف الحديث منظراً شائعاً.
الغريب أننا سرنا وراء حركة التمرد على الحياكة مثلهن في بداية القرن الماضي، فنساء القرن الماضي في الغرب مثلنا كن يجتمعن مساء للتسامر وكل منهن معها سنارتها وكرات صوفها، ويمضي عليهن الليل الطويل بهدوء وهن يتبادلن أطراف الحديث، كانت الجلسة عبارة عن «علاج جماعي» للفضفضة والتنفيس وأحياناً لممارسة الصمت، ثم أصبحت تلك الممارسات ترتبط بالخنوع بعدم المساواة.
ونحن أيضاً كانت أمهاتنا يجتمعن للتسامر إما أمام أدوات «الكورار» أو على صوت طرقات خيوط الفضة أو الذهب لتطريزها بفن «النقدة» يتبادلن أطراف الحديث، ذلك وقت كان للإصغاء للإنصات للتأمل، قيمة افتقدناها وضاعت منا.
ومثلما تمردت الحركة النسوية على كل الحرف المنزلية، تمردنا عليها نحن أيضاً وأوكلناها للخدم، فضاع منا ذلك الهدوء وتلك المتعة.
وها هن يعدن من جديد بشعارات عصرية وتحت عناوين علاجية إلى ما نفروا منه سابقاً، ولا ندري ربما تصيبنا هذه العدوى الجميلة نحن أيضاً وتجد بناتنا يمسكن الخيوط والإبرة والإطار الدائري لخياطة التطريز ويزينّ أوجه المخدات وهن على كراسي المقاهي العصرية... لم لا.. مرحباً بالبطء الجميل (بتصرف من كتاب في مديح البطء لكارل اونوريه).