يوصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأنه من المحافظين الجدد، رغم أنه نفسه يرفض هذا المصطلح. وقد كان مشاركاً بارزاً في العديد من الجماعات المحافظة الجديدة، مثل مشروع القرن الأمريكي الجديد ولجنة السلام والأمن في الخليج. يوصف بولتون أنه أكثر صقور واشنطن كرهاً لنظام الملالي في طهران، وقد شغل مواقع شديدة الحساسية في وزارة الخارجية، واختار دعم «مجاهدي خلق» للإطاحة بالنظام الإيراني، واستبداله بنظام أكثر ولاءً وقرباً من واشنطن، ولأجل ذلك، قاد «بولتون» حملة مضادة في أروقة الإدارة الأمريكية لإفشال الاتفاق 5+1، وساهم في هندسة خطوات متعددة لتحقيق الهدف حتى نجح. ويمكن اعتبار ذلك من أقوى الرسائل التي بعثها بولتون لطهران ومفادها «أنا وراكم وراكم».

ولأن الشيطان في التفاصيل، سلمت إسرائيل معلومات استخبارية جمعها «الموساد» وغيره من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية للولايات المتحدة، تكشف خطط إيران المحتملة لضرب المصالح الأمريكية في الخليج، وقد سلمت بالتحديد لجون بولتون. ما دفعه للإعلان عن إرسال رسالة «واضحة لا لبس فيها» إلى إيران، متمثلة بمجموعة سفن ضاربة على رأسها حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، ومجموعة تكتيكية من القاذفات إلى منطقة المسؤولية العملياتية للقيادة المركزية الأمريكية والتي تشمل في المقام الأول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ثم صرح بولتون في بيان له، «رداً على عدد من المؤشّرات والتحذيرات المقلقة والتصاعديّة، ستنشر الولايات المتحدة حاملة الطائرات»، وليست تلك المؤشرات إلا ما وصله من معلومات إسرائيلية، بالإضافة إلى تخبط قادة إيران في تصريحات غير مسؤولة حول إغلاق مضيق هرمز حول ضرب المصالح الأمريكية في الخليج العربي. وقد غلف بولتون رسالته الأخيرة بغلاف رقيق حيث قال إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم، سواء تم شنه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية.

ويجمع المراقبون على أن إنذار الحرب يختفي ثم تقرع الحرب طبولها من جديد، وذلك عبر التصريحات المتبادلة من الطرفين، ما يجعل أعصابنا في الخليج مشدودة، رغم أننا نتمنى أن يكون التحرك العسكري الأمريكي تصعيداً جاداً وحاسماً مع إيران، سواء قامت العمليات العسكرية أو كما قال المتنبي «وأسْمَعَـتْ كلماتـي مَـنْ بـه صَمَـمُ».

* اختلاج النبض:

رسائل جون بولتون التي تحملها حاملة الطائرات في الخليج مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة، فهل تعرف طهران لغة الصقور؟!