لكل أداة طرق في الاستخدام تتنوع ما بين الاستخدام الصالح أو السيء، ولكل تطور في مناحي الحياة إيجابيات وسلبيات، وتلك هي ضريبة كل ما هو جديد في حياتنا اليومية، مع اختلاف الثقافات وأسلوب الحياة والتفكير، ولا يقتصر ذلك على مجال معين، فالقاعدة تنطبق على جميع المجالات، الرياضية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية منها، ولكن يبدو أن هناك رابطاً يجمع بين تلك المجالات ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي، فهي جعلت الجميع في هوس وتهافت في نشر الأخبار واحتلال قصب السبق حتى وإن كانت أخباراً بلا مصداقية وتحمل بين جنباتها الإساءة أو تعكير صفو حياة أسرة أو كيان قائم بذاته.
من بين تلك المحدثات ظاهرة التصوير سواء كان الفيديو أو الفوتوغرافي، فأنا شخصياً لست ضد التصوير والتوثيق، بل على العكس تماماً، ولكن وفق ضوابط سلوكية، فليست حياتنا اليومية بكل ما فيها قابلة للتصوير أو النشر والمشاركة، فهناك ما يسمى بالخصوصيات، الخصوصيات التي بدأنا نفقدها بسبب الواقع المعيشي وكثرة البرامج المتعددة التي حثت الجميع على نشر تفاصيل حياتهم، حتى بات المتابع لهم يصف أدق تفاصيل تلك الأيام وكأنه فرد من أفراد الأسرة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أبعد من ذلك، فبتنا نشهد نشر الحوادث المرورية والمشاكل الزوجية والعائلية وحتى الخلافات الشخصية على وسائل التواصل، حتى باتت الحسابات التي تنشر الأخبار التي على تلك الشاكلة حسابات تحظى بمتابعة منقطعة النظير، وهذا مؤشر خطير على تغير سلوك الأفراد بل وحتى المجتمعات، ويستدعي تدخل المهتمين بالبحوث والجوانب الاجتماعية، وحتى تدخل المشّرع للحد من تلك الظواهر السلبية.
لك أن تتخيل وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتتفاجأ بصورة مقززة لحادث مروري شنيع وجثث ملقاة هنا وهناك لضحايا ذلك الحادث، لك أن تتخيل ردة فعل ذوي المصابين والجرحى، لك أن تتخيل ذلك الشعور المؤلم، ناهيك عن الازدحام المروري وتعطيل المصالح الذي يتسبب فيه من رافقته لعنة التصوير وهوس السبق في النشر، وكأنه ينشر قصص نجاح وخبراً مفرحاً، للأسف بات الهاتف الذكي اليوم منصة لنشر الأخبار المزعجة، وبات لقباً إعلامياً يطلق على كل من يتسبب في أذى المتصفح والمتابع.
إننا اليوم في فوضى إعلامية تسبب بها مجموعة من المرضى المصابين بتلوث في المفهوم الحقيقي للإعلام، فهناك من يلتقط صور فيديو لأقسام الطوارئ في المستشفيات، أو لمشادة كلامية في المدرجات الرياضية تتخللها ألفاظ قذرة يجب ألا تصل إلى المراهقين وصغار السن، وهناك من يتعمد استفزاز موظف حكومي بغرض التشهير وكسب المتابعين.
أرى أن الوقت قد حان لوضع حد لتلك الفوضى الحاصلة، فيكفينا ما وصلنا إليه من خراب للغة الأم على منصات التواصل، ويكفينا التلوث النظري والفكري، ولا نريد أن نوّرث لأجيالنا القادمة أسوء ما لدينا.
صرخة نطلقها لعلها تجد من يلتقطها ويتعامل معها بصدق وبإحساس المسؤول، وبإحساس رب الأسرة الغيور على أبنائه، وبإحساس المسؤول عن رعيته.
ونأمل ونحن في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك أن تتوقف هذه العادة والظاهرة المقيتة وأن يعقل أصحابها.
من بين تلك المحدثات ظاهرة التصوير سواء كان الفيديو أو الفوتوغرافي، فأنا شخصياً لست ضد التصوير والتوثيق، بل على العكس تماماً، ولكن وفق ضوابط سلوكية، فليست حياتنا اليومية بكل ما فيها قابلة للتصوير أو النشر والمشاركة، فهناك ما يسمى بالخصوصيات، الخصوصيات التي بدأنا نفقدها بسبب الواقع المعيشي وكثرة البرامج المتعددة التي حثت الجميع على نشر تفاصيل حياتهم، حتى بات المتابع لهم يصف أدق تفاصيل تلك الأيام وكأنه فرد من أفراد الأسرة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أبعد من ذلك، فبتنا نشهد نشر الحوادث المرورية والمشاكل الزوجية والعائلية وحتى الخلافات الشخصية على وسائل التواصل، حتى باتت الحسابات التي تنشر الأخبار التي على تلك الشاكلة حسابات تحظى بمتابعة منقطعة النظير، وهذا مؤشر خطير على تغير سلوك الأفراد بل وحتى المجتمعات، ويستدعي تدخل المهتمين بالبحوث والجوانب الاجتماعية، وحتى تدخل المشّرع للحد من تلك الظواهر السلبية.
لك أن تتخيل وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتتفاجأ بصورة مقززة لحادث مروري شنيع وجثث ملقاة هنا وهناك لضحايا ذلك الحادث، لك أن تتخيل ردة فعل ذوي المصابين والجرحى، لك أن تتخيل ذلك الشعور المؤلم، ناهيك عن الازدحام المروري وتعطيل المصالح الذي يتسبب فيه من رافقته لعنة التصوير وهوس السبق في النشر، وكأنه ينشر قصص نجاح وخبراً مفرحاً، للأسف بات الهاتف الذكي اليوم منصة لنشر الأخبار المزعجة، وبات لقباً إعلامياً يطلق على كل من يتسبب في أذى المتصفح والمتابع.
إننا اليوم في فوضى إعلامية تسبب بها مجموعة من المرضى المصابين بتلوث في المفهوم الحقيقي للإعلام، فهناك من يلتقط صور فيديو لأقسام الطوارئ في المستشفيات، أو لمشادة كلامية في المدرجات الرياضية تتخللها ألفاظ قذرة يجب ألا تصل إلى المراهقين وصغار السن، وهناك من يتعمد استفزاز موظف حكومي بغرض التشهير وكسب المتابعين.
أرى أن الوقت قد حان لوضع حد لتلك الفوضى الحاصلة، فيكفينا ما وصلنا إليه من خراب للغة الأم على منصات التواصل، ويكفينا التلوث النظري والفكري، ولا نريد أن نوّرث لأجيالنا القادمة أسوء ما لدينا.
صرخة نطلقها لعلها تجد من يلتقطها ويتعامل معها بصدق وبإحساس المسؤول، وبإحساس رب الأسرة الغيور على أبنائه، وبإحساس المسؤول عن رعيته.
ونأمل ونحن في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك أن تتوقف هذه العادة والظاهرة المقيتة وأن يعقل أصحابها.