يعد الاستثمار في رأس المال البشري أعلى أنواع الاستثمار قيمةً، وأكثرها أهمية لتحقيق النمو الاقتصادي الحقيقي والمستدام، ولذلك تعتبر الموارد البشرية مقياساً أساسياً لثروة الأمم، وتؤكد نظريات الاستثمار في رأس المال البشري أن هناك علاقة إيجابية بين الاستثمار في التدريب والتعليم وزيادة دخل الفرد والمجتمع، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الاستثمار في رأس المال البشري هدفاً استراتيجياً لا يرتبط بفترة زمنية معينة، بل يجب أن يكون عملية مستمرة ومتوازنة وشاملة.
أن الإنسان وهو من أكبر عجائب المخلوقات والذي يتجلى فيه عظمة الخالق هو ركيزة التنمية بمفهومها الشامل في كل زمان ومكان فهو الذي أخترع لنا الكهرباء ووسائل المواصلات والاتصالات وهو الذي قام بغزو الكواكب ولذا فالسؤال هنا هو: من هو ذلك الإنسان؟ إنه الإنسان المبدع الذي أعطاه الله قدرات عقلية فائقة ومرونة في التفكير وأصالة في الأفكار يعيش في بيئه تسمح له بالتفكير وطرح الجديد من الأفكار بيئة تقدر الإنتاج والمنتج وترفع من شأنه أنه كالعملة النادرة ولكن كيف نساعد هذا الإنسان ونمهد له الطريق بإزالة العقبات التي تعترض طريقه.
منذ منتصف النصف من القرن العشرين هناك دول لم تكن معروفة على خريطة العالم ولربما لم تكن موجودة أساساً وإن وجدت لم يكن لها أي مكانة بين الدول مثل سنغافورة وهونج كونج وماليزيا واليابان وفي الربع الأخير من القرن العشرين وإذا بها تفاجأ العالم بثورة تكنولوجية وعلمية وتغزو منتجاتها الصناعية الأسواق العالمية لا بل وأكبر هذه الأسواق في دول سبقتها بعشرات السنين مثل أسواق أمريكا وأوروبا وعند تقصي الأسباب التي أدت بهذه الدول أن تأخذ مكانتها بين الدول وجد أنها دول تهتم بالعنصر البشري وتوفر له التدريب والتعليم في أرقى مستوياته، تدريب وتعليم يجعل الطالب يفكر قبل أن يتعلم ومعلم يشعر بأنه صاحب رسالة قبل أن يكون موظف وإدارة مدرسية تقدر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها ومسؤول يساير التغير المستمر الذي يحدث في مجال التعليم والتدريب، وأهم من كل ذلك الأخلاق والقيم فهي التي تهيء للمبدع الإنتاج، فلو أخذنا التجربة اليابانية نجد أنها تهتم ببناء شخصية منضبطة، تقدس الوقت، وتحترم النظام، وتبدع من ضمن الفريق الواحد، وتلتزم وبشدة بآداب التعامل، وأخلاقيات المتاجرة رفيعة وموصوفة بالصدق والأمانة. وهناك إحساس عام بالأمن والأمان في اليابان لتوافر الوظيفة المنتجة والتأمين لمعظم الخدمات الاجتماعية. وهذه الأخلاقيات يكتسبها الطالب في المدرسة ففي الحلقة الأولى من التعليم لا يعلم الطالب إلا كيف يكون أنسان ذو خلق وسلوك وذلك نابع من ثقافتهم التي تقوم على الاهتمام بالبرامج التعليمية المتعلقة بالأخلاقيات والسلوك للمواطن، ومنذ الصغر في البيت والمجتمع والمدرسة. كما أن محاسبة القانون صارمة للمخالفين، والإحساس بالعيب المجتمعي الذي يخلق بالمواطن الياباني منذ صغره يمر بتربية قاسية. ولا يرحم القانون الياباني الغني أو الفقير، الوزير أو الغفير، فحينما تكتشف المخالفات، تدرس أسباب حدوثها، ويحاسب مرتكبوها، ويمنع تكررها.
بالإضافة إلى أن القيم المجتمعية اليابانية تفرض على الشخص الاعتذار. لذلك يعتذرون ويعترفون بأخطائهم في معظم الأحيان. ولقد حاولت الثقافة الأمريكية تعزيز الشخصية الفردية والقيم الفردية في الإنسان الياباني من خلال الدستور وقانون التعليم، والذي يخالف تماماً القيم اليابانية الأخلاقية والدينية في التأكيد على أهمية المجتمع والطبيعة والتناغم الجميل بينهما. وفي عام 1989 نجح اليابانيون في مراجعة البرامج التعليمية وتطهيرها من القيم الفردية المستوردة، وأضيفت برامج السلوك والأخلاقيات بصيغة متكاملة على أن تراجع كلياً كل عشر سنوات. وقد أدخلت مادة السلوك والأخلاقيات بتناغم في جميع المواد المدرسية ونشاطاتها بالإضافة لبرنامج متخصص في الأخلاقيات يقدم ساعة كل أسبوع على مدار السنة وفي جميع السنوات الدراسية. إن العقل البشري هو الذي يجب أن نعمل على تنميته وما عدا ذلك هو نتاج لهذا العقل ومخرجاته.
أن الإنسان وهو من أكبر عجائب المخلوقات والذي يتجلى فيه عظمة الخالق هو ركيزة التنمية بمفهومها الشامل في كل زمان ومكان فهو الذي أخترع لنا الكهرباء ووسائل المواصلات والاتصالات وهو الذي قام بغزو الكواكب ولذا فالسؤال هنا هو: من هو ذلك الإنسان؟ إنه الإنسان المبدع الذي أعطاه الله قدرات عقلية فائقة ومرونة في التفكير وأصالة في الأفكار يعيش في بيئه تسمح له بالتفكير وطرح الجديد من الأفكار بيئة تقدر الإنتاج والمنتج وترفع من شأنه أنه كالعملة النادرة ولكن كيف نساعد هذا الإنسان ونمهد له الطريق بإزالة العقبات التي تعترض طريقه.
منذ منتصف النصف من القرن العشرين هناك دول لم تكن معروفة على خريطة العالم ولربما لم تكن موجودة أساساً وإن وجدت لم يكن لها أي مكانة بين الدول مثل سنغافورة وهونج كونج وماليزيا واليابان وفي الربع الأخير من القرن العشرين وإذا بها تفاجأ العالم بثورة تكنولوجية وعلمية وتغزو منتجاتها الصناعية الأسواق العالمية لا بل وأكبر هذه الأسواق في دول سبقتها بعشرات السنين مثل أسواق أمريكا وأوروبا وعند تقصي الأسباب التي أدت بهذه الدول أن تأخذ مكانتها بين الدول وجد أنها دول تهتم بالعنصر البشري وتوفر له التدريب والتعليم في أرقى مستوياته، تدريب وتعليم يجعل الطالب يفكر قبل أن يتعلم ومعلم يشعر بأنه صاحب رسالة قبل أن يكون موظف وإدارة مدرسية تقدر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها ومسؤول يساير التغير المستمر الذي يحدث في مجال التعليم والتدريب، وأهم من كل ذلك الأخلاق والقيم فهي التي تهيء للمبدع الإنتاج، فلو أخذنا التجربة اليابانية نجد أنها تهتم ببناء شخصية منضبطة، تقدس الوقت، وتحترم النظام، وتبدع من ضمن الفريق الواحد، وتلتزم وبشدة بآداب التعامل، وأخلاقيات المتاجرة رفيعة وموصوفة بالصدق والأمانة. وهناك إحساس عام بالأمن والأمان في اليابان لتوافر الوظيفة المنتجة والتأمين لمعظم الخدمات الاجتماعية. وهذه الأخلاقيات يكتسبها الطالب في المدرسة ففي الحلقة الأولى من التعليم لا يعلم الطالب إلا كيف يكون أنسان ذو خلق وسلوك وذلك نابع من ثقافتهم التي تقوم على الاهتمام بالبرامج التعليمية المتعلقة بالأخلاقيات والسلوك للمواطن، ومنذ الصغر في البيت والمجتمع والمدرسة. كما أن محاسبة القانون صارمة للمخالفين، والإحساس بالعيب المجتمعي الذي يخلق بالمواطن الياباني منذ صغره يمر بتربية قاسية. ولا يرحم القانون الياباني الغني أو الفقير، الوزير أو الغفير، فحينما تكتشف المخالفات، تدرس أسباب حدوثها، ويحاسب مرتكبوها، ويمنع تكررها.
بالإضافة إلى أن القيم المجتمعية اليابانية تفرض على الشخص الاعتذار. لذلك يعتذرون ويعترفون بأخطائهم في معظم الأحيان. ولقد حاولت الثقافة الأمريكية تعزيز الشخصية الفردية والقيم الفردية في الإنسان الياباني من خلال الدستور وقانون التعليم، والذي يخالف تماماً القيم اليابانية الأخلاقية والدينية في التأكيد على أهمية المجتمع والطبيعة والتناغم الجميل بينهما. وفي عام 1989 نجح اليابانيون في مراجعة البرامج التعليمية وتطهيرها من القيم الفردية المستوردة، وأضيفت برامج السلوك والأخلاقيات بصيغة متكاملة على أن تراجع كلياً كل عشر سنوات. وقد أدخلت مادة السلوك والأخلاقيات بتناغم في جميع المواد المدرسية ونشاطاتها بالإضافة لبرنامج متخصص في الأخلاقيات يقدم ساعة كل أسبوع على مدار السنة وفي جميع السنوات الدراسية. إن العقل البشري هو الذي يجب أن نعمل على تنميته وما عدا ذلك هو نتاج لهذا العقل ومخرجاته.