تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أكبر حركة إسلامية عربية سياسية معارضة، وقد وصلت للحكم في كل من الأردن ومصر وتونس وفلسطين. وبينما يتم تصنيفها كجماعة إرهابية في عدد من دول العالم، رفضت دول أخرى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.أعمال فنية كثيرة لجماعة الإخوان المسلمين عرضت منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا في مصر (مارس 1928)، وقد انتشرت في الخليج مثل انتشارها ووصولها إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في القارات الست. وقد شدّني هذه الأيام المسلسل السعودي «العاصوف» الذي تدور أحداثه في الفترة 1970-1975، ويتطرق للحياة الاجتماعية السعودية في السبعينات، بالإضافة إلى الفكر السائد لدى العامة من الشعب في تلك الفترة.المثير في هذا المسلسل أنه تجرأ على الإشارة لحركة الإخوان المسلمين في المملكة العربية الشقيقة عبر رؤية الكاتب المرحوم د.عبد الرحمن الوابلي الذي من أبرز أعماله كتابته لبعض حلقات مسلسل طاش ما طاش ومسلسل سيلفي. وقد صور دور الإخوان المسلمين وحراكهم، حيث بدأت في تلك الفترة من بعض الجاليات العربية، وكما سمعنا ستتعرض حلقات العاصوف إلى حركة جهيمان العتيبي قائد عملية الاستيلاء على الحرم المكي عام 1979. والذي كان طالباً في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث التقى جهيمان بـمحمد بن عبد الله القحطاني أحد تلامذة الشيخ عبدالعزيز بن باز. وتزوج جهيمان أخت محمد القحطاني لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكّي الشهيرة والتي اعتبرها منفذوها تحقيقاً لقدوم مجدد كل مئة سنة، ودفعوا لمبايعة محمد عبدالله القحطاني، خليفة للمسلمين، وإماماً لهم على أنه المهدي المنتظر.ولا أعتقد أن مدة المسلسل ستسمح بعرض تلك التفاصيل، ولكنها رغم ذلك جرأة مطلوبة ومشكورة من الفنان ناصر القصبي، ما يطرح سؤالاً مهماً عن سبب غياب الجماعات الدينية عن التشريح الفني الخليجي الذي هو أسهل وأحب أدوات الإعلام إلى المتلقي العربي؛ فالمتلقي العربي يريد أن يعرف هذه الجماعات وليس شيطنتها فقط. فهل كل الجماعات الإسلامية إرهابية؟!! وهل كل ما يقومون به هو ضد أوطانهم؟! ولماذا لم نرَ شيئاً عن الخمينية أو حزب الله؟!! ولماذا لم نرَ عملاً عن حركة الجهاد الإسلامي أو حركة حماس أو السلفية الدعوية أو السلفية الجهادية؟!! والأهم -ودعوتي لا تتضمن مدحاً أو ذماً- لماذا غابت تلك الجماعات عبر عرض درامي مثل العاصوف وبيان تأثيرها على المجتمع العربي؟اختلاج النبض:بوضوح لا يمكن إخفاؤه، تظهر داخل المشهد السياسي العربي الفرق والجماعات، وتتعدد الاتجاهات الإسلامية. فلماذا هي مغيبة عن الشاشة العربية، حيث إن منعها يحرم أهل البيوت العربية الهادئة من معرفة ما يجري حولهم، حتى يقع الفأس بالرأس بعد انضمام أحد أفراد ذلك البيت لفصيل متطرف من تلك الجماعات.