من الغباء أن تُستخدم أوراق قديمة عفى عليها الزمن واستهلكت وكشفت، في لعبة جديدة تغيرت أدواتها وأوراقها وظروفها.
تريد إيران أن تلعب لعبة دفع الخصم نحو الجرف مع إجادتها للعبة الازدواجية والتناقض في الخطاب، تدفعك للاعتقاد أنها متهورة وتريد الحرب لكنها في الحقيقة تريد أن تحسن من وضعها التفاوضي، تلك لعبة تمرست عليها إيران لسنوات، لكنها ورقة لا تصلح في توقيت حرج كالذي تمر به وفي مرحلة تجاوزت بكثير تلك الورقة المحروقة.
النظام الإيراني يراهن على عدم رغبتنا في الحرب وعلى عدم رغبة المجتمع الدولي فيها من أجل دفعنا للقبول بشروطه، لذلك بعد أن حسبها وأدرك جدية العقوبات وأنه لن يقدر على تحملها لأكثر من ستة أشهر، قرر أن يستبق الأحداث ويقدم نفسه بدور الضحية المعتدى عليه أمام شعبه لتأمين الالتحام الداخلي وعدم انقلابه عليه، ويقدم نفسه كبطل مدعوم إلهياً وموعود بنصر رباني، ومن ثم يحرك خدمه في المنطقة كي يدفعنا جميعاً إلى الاعتقاد أنه قادر على الذهاب حافة الجرف، حتى يجبر المجتمع الدولي على التفاوض بشروطه، وهذا دور تمرست عليه إيران في الحرب العراقية الإيرانية بعد أن طال أمد الحرب لكنه دور لا يصلح الآن، الكل يعرف أن إيران أكثر الدول التي تريد تجنب الحرب، هي تدفعنا للاعتقاد بتهورها من أجل تحسين ظروف التفاوض.
سنرى الآن الازدواجية بصورتها الفاقعة، تلك اللعبة القديمة البائدة، دعك من خطابات إيران العنترية، إيران أجبن من أن تقوم بالاعتداء علينا مباشرة وأجبن من الإقرار بمسؤوليتها عن خدمها في المنطقة، بل هي على استعداد للتبرؤ منهم إن رأت أن ذلك في صالحها، لذلك هي لم تحرك خدمها للقيام بأعمال إرهابية إلا من أجل استعراض أوراقها التفاوضية، وهي تحتفي بالاعتداءات الإرهابية على وسائل نقل النفط سواء التي وقعت في مياه دولة الإمارات أو على أرض المملكة العربية السعودية في خطاب موجه للداخل ولخدمها في المنطقة، بل أسبغت على تلك الاعتداءات صفة العقاب الرباني، فهذا النوع من الخطاب الذي ينال استحسان قطعان الأتباع، ثم في خطاب دبلوماسي آخر مناقض تماماً للخطاب الأولي نفت أية صلة بالاعتداءات واتهمت طرفاً ثالثاً موجهة هذا الخطاب للمجتمع الدولي كي تظهر بالمظهر العقلاني المتزن.
عبيدها وخدمها في المنطقة احتفوا بتلك الاعتداءات وأحدهم تسرع وربما كان هو أكثرهم غباء وهو خادمها الحوثي، فادعى في البداية أنه هو المسؤول عن الاعتداء بالطائرات المفخخة على السعودية، ثم كعادة الجبان أنكر صلته بالاعتداء بعد أن أدرك تبعات الإقرار، واليوم هناك تحقيق دولي لتحديد الجاني في هذه الاعتداءات التي جرت في المياه الإقليمية لدولة الإمارات يضم إلى جانب دولة الإمارات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا.
ما تقوم به إيران الآن هو اللعب على ورقة الازدواجية التي تعتقد أنها تمنحها وقتاً للمناورة وتحقيق شروط أفضل للتفاوض، إرسال رسائل بأنها قادرة -عن طريق خدمها- في المنطقة للوصول إلى مصادر تصدير النفط، وفي ذات الوقت تقدم نفسها للمجتمع الدولي بصورة الضحية التي بحاجة إلى الدعم والتعاطف، هذه الازدواجية المتناقضة هي لعبتها وهو الدور الذي أجادته لسنوات، تقوم بدعم الإرهاب ثم تمد اليد وتقول إنها على استعداد للتعاون، إنها تراهن على عدم رغبتنا في الحرب وتراهن على رغبة المجتمع الدولي بتجنب الحرب، لذلك هي تجيد الوقوف على حافة الجرف غير مدركة أن تلك الورقة فقدت قيمتها وقوتها ومعناها اليوم بوجود تلك الترسانة التي تقول لإيران نحن أيضاً قادرون على الوقوف على حافة الجرف إن شئنا. لسنا طلاب حروب ولا نتمناها وندعو للتريث قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، وندرك تماماً تبعاتها، وندرك احتمالية الزج بنا في أتونها لخدمة مصالح غير مصالحنا، كل ذلك لم يغب عنا ولا عن قيادات دولنا ولكننا لا نخش الحرب ولا نهابها إن حجت حجايجها، خاصة وأننا نتعامل مع نظام إرهابي لا مع دولة.
لذلك فالرسالة التي يجب أن تصل لإيران إن جلست للتفاوض، أننا أيضاً مستعدون للذهاب لحافة الجرف، فلا نخشى هذه الحرب إن أرادتها إيران، بهكذا قناعة وبهكذا وضعية تفقد الورقة الإيرانية قيمتها التفاوضية.
{{ article.visit_count }}
تريد إيران أن تلعب لعبة دفع الخصم نحو الجرف مع إجادتها للعبة الازدواجية والتناقض في الخطاب، تدفعك للاعتقاد أنها متهورة وتريد الحرب لكنها في الحقيقة تريد أن تحسن من وضعها التفاوضي، تلك لعبة تمرست عليها إيران لسنوات، لكنها ورقة لا تصلح في توقيت حرج كالذي تمر به وفي مرحلة تجاوزت بكثير تلك الورقة المحروقة.
النظام الإيراني يراهن على عدم رغبتنا في الحرب وعلى عدم رغبة المجتمع الدولي فيها من أجل دفعنا للقبول بشروطه، لذلك بعد أن حسبها وأدرك جدية العقوبات وأنه لن يقدر على تحملها لأكثر من ستة أشهر، قرر أن يستبق الأحداث ويقدم نفسه بدور الضحية المعتدى عليه أمام شعبه لتأمين الالتحام الداخلي وعدم انقلابه عليه، ويقدم نفسه كبطل مدعوم إلهياً وموعود بنصر رباني، ومن ثم يحرك خدمه في المنطقة كي يدفعنا جميعاً إلى الاعتقاد أنه قادر على الذهاب حافة الجرف، حتى يجبر المجتمع الدولي على التفاوض بشروطه، وهذا دور تمرست عليه إيران في الحرب العراقية الإيرانية بعد أن طال أمد الحرب لكنه دور لا يصلح الآن، الكل يعرف أن إيران أكثر الدول التي تريد تجنب الحرب، هي تدفعنا للاعتقاد بتهورها من أجل تحسين ظروف التفاوض.
سنرى الآن الازدواجية بصورتها الفاقعة، تلك اللعبة القديمة البائدة، دعك من خطابات إيران العنترية، إيران أجبن من أن تقوم بالاعتداء علينا مباشرة وأجبن من الإقرار بمسؤوليتها عن خدمها في المنطقة، بل هي على استعداد للتبرؤ منهم إن رأت أن ذلك في صالحها، لذلك هي لم تحرك خدمها للقيام بأعمال إرهابية إلا من أجل استعراض أوراقها التفاوضية، وهي تحتفي بالاعتداءات الإرهابية على وسائل نقل النفط سواء التي وقعت في مياه دولة الإمارات أو على أرض المملكة العربية السعودية في خطاب موجه للداخل ولخدمها في المنطقة، بل أسبغت على تلك الاعتداءات صفة العقاب الرباني، فهذا النوع من الخطاب الذي ينال استحسان قطعان الأتباع، ثم في خطاب دبلوماسي آخر مناقض تماماً للخطاب الأولي نفت أية صلة بالاعتداءات واتهمت طرفاً ثالثاً موجهة هذا الخطاب للمجتمع الدولي كي تظهر بالمظهر العقلاني المتزن.
عبيدها وخدمها في المنطقة احتفوا بتلك الاعتداءات وأحدهم تسرع وربما كان هو أكثرهم غباء وهو خادمها الحوثي، فادعى في البداية أنه هو المسؤول عن الاعتداء بالطائرات المفخخة على السعودية، ثم كعادة الجبان أنكر صلته بالاعتداء بعد أن أدرك تبعات الإقرار، واليوم هناك تحقيق دولي لتحديد الجاني في هذه الاعتداءات التي جرت في المياه الإقليمية لدولة الإمارات يضم إلى جانب دولة الإمارات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا.
ما تقوم به إيران الآن هو اللعب على ورقة الازدواجية التي تعتقد أنها تمنحها وقتاً للمناورة وتحقيق شروط أفضل للتفاوض، إرسال رسائل بأنها قادرة -عن طريق خدمها- في المنطقة للوصول إلى مصادر تصدير النفط، وفي ذات الوقت تقدم نفسها للمجتمع الدولي بصورة الضحية التي بحاجة إلى الدعم والتعاطف، هذه الازدواجية المتناقضة هي لعبتها وهو الدور الذي أجادته لسنوات، تقوم بدعم الإرهاب ثم تمد اليد وتقول إنها على استعداد للتعاون، إنها تراهن على عدم رغبتنا في الحرب وتراهن على رغبة المجتمع الدولي بتجنب الحرب، لذلك هي تجيد الوقوف على حافة الجرف غير مدركة أن تلك الورقة فقدت قيمتها وقوتها ومعناها اليوم بوجود تلك الترسانة التي تقول لإيران نحن أيضاً قادرون على الوقوف على حافة الجرف إن شئنا. لسنا طلاب حروب ولا نتمناها وندعو للتريث قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، وندرك تماماً تبعاتها، وندرك احتمالية الزج بنا في أتونها لخدمة مصالح غير مصالحنا، كل ذلك لم يغب عنا ولا عن قيادات دولنا ولكننا لا نخش الحرب ولا نهابها إن حجت حجايجها، خاصة وأننا نتعامل مع نظام إرهابي لا مع دولة.
لذلك فالرسالة التي يجب أن تصل لإيران إن جلست للتفاوض، أننا أيضاً مستعدون للذهاب لحافة الجرف، فلا نخشى هذه الحرب إن أرادتها إيران، بهكذا قناعة وبهكذا وضعية تفقد الورقة الإيرانية قيمتها التفاوضية.