يظهر الاحتقان الدولي جراء غياب السياسة الحكيمة وعدم الرشد في اتخاذ القرارات التي تتخذها دولة ما دون حساب أنها قد تتعارض مع المصالح الدولية. وقد وصلنا مبكراً إلى قناعة أن ما يجري راهناً بين إيران وأمريكا في الخليج العربي أكبر من التهديد وأقل من الحرب، لكن ماذا بينهما!
وعند مساءلة اللغة وما تخفيه، نجد أن السؤال المشروع هو عن اسم ما يجري اليوم. فالمؤكد أن الطرفين ليسوا في حالة حرب، بل في حالة صراع، وبما أن كل مصطلح ومفردة تختصر مرحلة من مراحل الصراع فما هي المفردة التي يمكن أن يوصف بها هذا الصراع، وهل تجاوز صراع الإرادات بعدما حدث للسفن ولحقول النفط، أم أن التفجيرات كانت أزمة عابرة، أم أزمة ممتدة؟
إن العالم العربي، والخليج خصوصاً، هو موطن الأزمات الممتدة منذ أربعة عقود، جراء رفض أطرافه تقارب المصالح وجراء تباين وجهات النظر. فمن الثورة الإيرانية إلى الحرب العراقية الإيرانية إلى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت ثم حرب تحرير العراق، وبعدها الربيع العربي بالأزمات في مصر وسوريا وليبيا واليمن والآن الجزائر والسودان. مروراً بالطبع بالأزمة الخليجية التي دخلت مرحلة الأزمة الممتدة رغم استعانة الكويت باللغة لحجب واقع أنها أزمة ممتدة حيث قالت «إنها تتطلب وقتاً لحلها» في إشارة إلى عدم استحالة إنجازها وإن طال الزمن.
وعما قريب سيكتمل شهر في مياه الخليج منذ قرع أول طبول الحرب، ولن تستطيع اللغة أن تحجب واقع علاقات دولية ساخنة حيث لم يعد بالإمكان إخفاؤه إنها الأزمة الممتدة. ولعل مما يثير القلق أن طرفيها يريدانها أن تدخل في مرحلة هذا النوع من الأزمات، وكل له أسبابه:
* يراهن الإيرانيون في كل مرة على دبلوماسية حافة الهاوية عبر «اشتدي لتنفرجي»، فبدون قلق العالم ستبقى طهران في عزلة من كل نوع ومقاطعة وإفلاس يقود لتحرك الشارع الإيراني ضدها.
* سيطيل ترامب الأزمة قدر الإمكان، ليوطن في ذهن كتلة اليمين وهم ذخره الانتخابي الاستراتيجي أنه سيسقط نظام الملالي نظير انتخابه 2020.
* بناء على عقيدة انخراط القوات المسلحة الأمريكية في الحروب كما وضعها الجنرال كاولن باول يجب أن تتوفر ثلاثة شروط: أن تكون بداية المهمة قوية ودقيقة وواضحة التفاصيل. وأن يكون وقت وشكل الخروج وإنهاء الحرب محدداً بنفس دقة بدء الحرب. وأن يتوفر الدعم الشعبي الأمريكي لقرار الحرب، لذا سيبقى الحشد الأمريكي أزمة ممتدة حتى تنضج هذه الشروط.
* بالعجمي الفصيح:
إن الخطورة فيما بين طهران واشنطن من صراع هو الخوف أن يسري في عروق الصراع سم الأزمة الممتدة «protracted crisis» بالتدريج ودون أن نعي لتتحول لمراوحة خطرة لا سلام فيها ولا استقرار يرافقها كلفة مادية وإرهاق لدول الخليج جراء وقفات الاستعداد الطويلة.
* كاتب وأكاديمي كويتي
وعند مساءلة اللغة وما تخفيه، نجد أن السؤال المشروع هو عن اسم ما يجري اليوم. فالمؤكد أن الطرفين ليسوا في حالة حرب، بل في حالة صراع، وبما أن كل مصطلح ومفردة تختصر مرحلة من مراحل الصراع فما هي المفردة التي يمكن أن يوصف بها هذا الصراع، وهل تجاوز صراع الإرادات بعدما حدث للسفن ولحقول النفط، أم أن التفجيرات كانت أزمة عابرة، أم أزمة ممتدة؟
إن العالم العربي، والخليج خصوصاً، هو موطن الأزمات الممتدة منذ أربعة عقود، جراء رفض أطرافه تقارب المصالح وجراء تباين وجهات النظر. فمن الثورة الإيرانية إلى الحرب العراقية الإيرانية إلى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت ثم حرب تحرير العراق، وبعدها الربيع العربي بالأزمات في مصر وسوريا وليبيا واليمن والآن الجزائر والسودان. مروراً بالطبع بالأزمة الخليجية التي دخلت مرحلة الأزمة الممتدة رغم استعانة الكويت باللغة لحجب واقع أنها أزمة ممتدة حيث قالت «إنها تتطلب وقتاً لحلها» في إشارة إلى عدم استحالة إنجازها وإن طال الزمن.
وعما قريب سيكتمل شهر في مياه الخليج منذ قرع أول طبول الحرب، ولن تستطيع اللغة أن تحجب واقع علاقات دولية ساخنة حيث لم يعد بالإمكان إخفاؤه إنها الأزمة الممتدة. ولعل مما يثير القلق أن طرفيها يريدانها أن تدخل في مرحلة هذا النوع من الأزمات، وكل له أسبابه:
* يراهن الإيرانيون في كل مرة على دبلوماسية حافة الهاوية عبر «اشتدي لتنفرجي»، فبدون قلق العالم ستبقى طهران في عزلة من كل نوع ومقاطعة وإفلاس يقود لتحرك الشارع الإيراني ضدها.
* سيطيل ترامب الأزمة قدر الإمكان، ليوطن في ذهن كتلة اليمين وهم ذخره الانتخابي الاستراتيجي أنه سيسقط نظام الملالي نظير انتخابه 2020.
* بناء على عقيدة انخراط القوات المسلحة الأمريكية في الحروب كما وضعها الجنرال كاولن باول يجب أن تتوفر ثلاثة شروط: أن تكون بداية المهمة قوية ودقيقة وواضحة التفاصيل. وأن يكون وقت وشكل الخروج وإنهاء الحرب محدداً بنفس دقة بدء الحرب. وأن يتوفر الدعم الشعبي الأمريكي لقرار الحرب، لذا سيبقى الحشد الأمريكي أزمة ممتدة حتى تنضج هذه الشروط.
* بالعجمي الفصيح:
إن الخطورة فيما بين طهران واشنطن من صراع هو الخوف أن يسري في عروق الصراع سم الأزمة الممتدة «protracted crisis» بالتدريج ودون أن نعي لتتحول لمراوحة خطرة لا سلام فيها ولا استقرار يرافقها كلفة مادية وإرهاق لدول الخليج جراء وقفات الاستعداد الطويلة.
* كاتب وأكاديمي كويتي