قد يتساءل البعض لماذا تواصل إيران استهدافها للبحرين؟! لماذا تصر على الدفع باتجاه الانقلاب على النظام، وتعبر بصراحة عن رغبتها في ضم البحرين لها؟!
قد يقول قائل بأن هذا يأتي من منطلق الحلم الإيراني بتأسيس الدولة المذهبية شاسع الأطراف مبتدئة من إيران وصولاً لامتداد دول الخليج العربي عبر «بلع» هذه الدول واحدة تلو الأخرى، وهذا قول صحيح ولا غبار عليه.
لكن في جانب آخر علينا الانتباه لمسألة أخطر، هو أن ما تفعله إيران في كثير من الدول ومنها البحرين مبني على وجود عناصر داخل هذه البلدان تنفذ الأجندة الإيرانية، فئات يصنفون بلا مبالغة أو تجني على أنهم «طوابير خامسة» تعمل ضد بلادهم من الداخل بامتياز، وتنفذ ما يطلب منها لتسهيل تحقيق الأهداف التي تسعى لها الأطراف الخارجية.
لو لم يكن لدينا في البحرين فئات تعمل لصالح إيران لما استمرت الجارة الشمالية في استهدافها الدائم للبحرين.
لو لم يكن لدينا في البحرين من يعتبر الشقيقة الكبرى السعودية «عدوة» ويعتبر إيران «صديقة»، لما استمر نظام طهران في القول بأن البحرينيين يريدون الانضمام لإيران.
لو لم يكن لدينا في البحرين من يتخابر معهم، ومن يشنع في بلده البحرين ويستهدفها ويشوه صورتها في وسائل إعلامهم بشكل يومي، لما استماتوا في سعيهم لدعم الانقلابيين لدينا في الداخل.
لو لم يكن لدينا عناصر متدثرة برداء الدين تأخذ صك التعميد من طهران، لما كانت البحرين هدفاً دائماً ومسرحاً للتحريض من على المنابر.
لأن هناك من هم من أبناء هذا البلد لكنهم باعوا وطنيتهم ببساطة، ولأن حلمهم تغيير هوية الدولة وتحويلها لدولة مذهبية ستقوم على الانتقام من نظام الحكم والمكونات الأخرى، ولأنهم يمارسون أفعالاً لا يمارسها إلا المحتل لبلد غير بلده من حرق وتكسير وإرهاب وتخريب، لأنهم يقومون بكل ذلك، فإنهم بالتالي يمثلون امتداداً طبيعياً للطامعين فينا من الخارج، هم تحولوا ببساطة إلى جيش داخلي يأتمر بأمر قيادة من الخارج، فلا عجب من استمرار الاستهداف.
ستتوقف إيران فقط حينما تدرك ألا موطئ قدم لها على أرض البحرين، حينما تدرك بأن كل البحرينيين يقولون لها «لا» ويصرخون في وجهها «دعينا وشأننا»، لكنها في الوضع الحالي لن تقف خاصة حينما رأت من يهتف لها من عملاء، خاصة بعد نجحت في السابق في تحريك مسيرات هنا متزامنة مع مسيرات هناك في طهران تستهدف البحرين وشعاراتها الظاهرة «لبيك يا فقيه» في حين شعارها الأوحد الضمني هو «لبيك يا إيران».
من يظن بأن إيران بيدها تحويل أي بلد إلى جنة الله في الأرض، فليذهب لها وينظر بأم عينيه كيف تكون جنتهم التي تحنون لها، انظروا كيف يعاني الشعب هناك، وكيف يقتل من يختلف معهم في الرأي، وكيف يشنق المعارضون في الميادين بلا محاكمات.
هم يعرفون كل ذلك، لكن كرههم للبحرين صار أكبر من أي شيء آخر.
اليوم حينما تواجه إيران احتمالات الردع، من يتباكى عليها، ويحذر من خطورة تأديبها، وتقليم أنياب مرشدها خامنئي، هم أنفسهم من يدعون أنهم بحرينيون، لكنهم لم ينتقدوا إيران بحرف، ولا بقدر ما انتقدوا البحرين وشوهوا صورتها، وعملوا ضدها، وخططوا للانقلاب على نظامها.
لا يطمع فيك عدو، إلا حينما يدرك بأن هناك خونة يقبلون بيع وطنهم له.
{{ article.visit_count }}
قد يقول قائل بأن هذا يأتي من منطلق الحلم الإيراني بتأسيس الدولة المذهبية شاسع الأطراف مبتدئة من إيران وصولاً لامتداد دول الخليج العربي عبر «بلع» هذه الدول واحدة تلو الأخرى، وهذا قول صحيح ولا غبار عليه.
لكن في جانب آخر علينا الانتباه لمسألة أخطر، هو أن ما تفعله إيران في كثير من الدول ومنها البحرين مبني على وجود عناصر داخل هذه البلدان تنفذ الأجندة الإيرانية، فئات يصنفون بلا مبالغة أو تجني على أنهم «طوابير خامسة» تعمل ضد بلادهم من الداخل بامتياز، وتنفذ ما يطلب منها لتسهيل تحقيق الأهداف التي تسعى لها الأطراف الخارجية.
لو لم يكن لدينا في البحرين فئات تعمل لصالح إيران لما استمرت الجارة الشمالية في استهدافها الدائم للبحرين.
لو لم يكن لدينا في البحرين من يعتبر الشقيقة الكبرى السعودية «عدوة» ويعتبر إيران «صديقة»، لما استمر نظام طهران في القول بأن البحرينيين يريدون الانضمام لإيران.
لو لم يكن لدينا في البحرين من يتخابر معهم، ومن يشنع في بلده البحرين ويستهدفها ويشوه صورتها في وسائل إعلامهم بشكل يومي، لما استماتوا في سعيهم لدعم الانقلابيين لدينا في الداخل.
لو لم يكن لدينا عناصر متدثرة برداء الدين تأخذ صك التعميد من طهران، لما كانت البحرين هدفاً دائماً ومسرحاً للتحريض من على المنابر.
لأن هناك من هم من أبناء هذا البلد لكنهم باعوا وطنيتهم ببساطة، ولأن حلمهم تغيير هوية الدولة وتحويلها لدولة مذهبية ستقوم على الانتقام من نظام الحكم والمكونات الأخرى، ولأنهم يمارسون أفعالاً لا يمارسها إلا المحتل لبلد غير بلده من حرق وتكسير وإرهاب وتخريب، لأنهم يقومون بكل ذلك، فإنهم بالتالي يمثلون امتداداً طبيعياً للطامعين فينا من الخارج، هم تحولوا ببساطة إلى جيش داخلي يأتمر بأمر قيادة من الخارج، فلا عجب من استمرار الاستهداف.
ستتوقف إيران فقط حينما تدرك ألا موطئ قدم لها على أرض البحرين، حينما تدرك بأن كل البحرينيين يقولون لها «لا» ويصرخون في وجهها «دعينا وشأننا»، لكنها في الوضع الحالي لن تقف خاصة حينما رأت من يهتف لها من عملاء، خاصة بعد نجحت في السابق في تحريك مسيرات هنا متزامنة مع مسيرات هناك في طهران تستهدف البحرين وشعاراتها الظاهرة «لبيك يا فقيه» في حين شعارها الأوحد الضمني هو «لبيك يا إيران».
من يظن بأن إيران بيدها تحويل أي بلد إلى جنة الله في الأرض، فليذهب لها وينظر بأم عينيه كيف تكون جنتهم التي تحنون لها، انظروا كيف يعاني الشعب هناك، وكيف يقتل من يختلف معهم في الرأي، وكيف يشنق المعارضون في الميادين بلا محاكمات.
هم يعرفون كل ذلك، لكن كرههم للبحرين صار أكبر من أي شيء آخر.
اليوم حينما تواجه إيران احتمالات الردع، من يتباكى عليها، ويحذر من خطورة تأديبها، وتقليم أنياب مرشدها خامنئي، هم أنفسهم من يدعون أنهم بحرينيون، لكنهم لم ينتقدوا إيران بحرف، ولا بقدر ما انتقدوا البحرين وشوهوا صورتها، وعملوا ضدها، وخططوا للانقلاب على نظامها.
لا يطمع فيك عدو، إلا حينما يدرك بأن هناك خونة يقبلون بيع وطنهم له.