أسمعتم بقصة الرجل الذي مارس مهنة المحاماة لسنوات عديدة ثم تركها ليسلم ابنه المتخرج حديثاً من كلية الحقوق مقاليد الأعمال، وبحماسة الشباب بدأ على عجالة في إنجاز الدعاوى التي تركها والده. وبعد فترة وجيزة جاء الشاب إلى والده يزف له بشرى فوزه بالدعوى التي ظن أن والده قد عجز عن إنجازها منذ 15 عاماً، غير أن الأب لم يبتهج، بل تحسر على ذلك قائلاً لابنه: «أتظن أنك ذكي؟ أتعتقد أنني لم أنجز هذه الدعوى لأني عاجز عن ذلك؟ لقد أكلنا خبزاً منها على مدار 15 عاماً، لكنك جئت لتحرق في غمضة عين المركب الذي يزودنا بالخبز».
تلك القصة اقتبسها بتصرف من مقال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي الذي عنونه بـ»أمريكا لن تقتل الدجاجة «إيران» التي تبيض لها ذهباً»، معلقاً عليها بالقول إن الرئيس الأمريكي «ترامب» يعتقد أن كل من سبقه إلى المنصب أغبياء، وأنه وقع نصب عينيه القضاء على التهديد الإيراني، غير أن الحقيقة كامنة في أن تلك الدعوى هي التي أكل من ورائها الرؤساء «الأغبياء» الخبز على مدار أربعة عقود.
من هنا.. ننطلق إلى السؤال المُلّح.. هل ستنشب الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟ ولعلي أختصر الإجابة بعبارة أقتبسها من المقال الأخير للزميل الدكتور ظافر العجمي «خليج الأزمات الممتدة»، قال فيها «ما يجري راهناً بين إيران وأمريكا في الخليج العربي أكبر من التهديد وأقل من الحرب»، ولن أخوض فيما بينهما، فقد ارتكز مقال العجمي على ذلك، وأدعوكم لقراءته على الرابط الإلكتروني https://alwatannews.net/article/830352/Opinion/.
وبينما نرى طبول الحرب تدق في كل مكان، لا يبدو لكثير من المحللين أن في الأفق ثمة حرب مقبلة، بقدر ما أن ذلك الصراع بمثابة الفزاعة لدول الخليج العربية لمزيد من الإنفاق في سبيل الحماية الأمريكية للمنطقة، فضلاً عن أن تظاهر الطرفين بالصراع الذي سيقود إلى الحرب إنما هو مصدر يستمد منه الطرفان «أي الولايات المتحدة الأمريكية وإيران» قواهم. استبعد أقطاي أن يكون «هناك اتفاق رسمي أو سري» بين الطرفين، ولربما لا نستبعده تماماً كما فعل، ولكن على أية حال، فإن زوال خطر إيران عن بقية دول الخليج العربي سيفقد الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً من المكاسب التي ستجنيها من الدول على الضفة الأخرى من الخليج، بينما ليس ثمة مكاسب حقيقية من زوالها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل مسألة نشوب الحرب، مشكوكاً بها، وإن كانت الاحتمالات قائمة بنسبة ضعيفة.
* اختلاج النبض:
مقال «أقطاي» فنّد عدداً من الجوانب الهامة في الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وانعكاساته على دول الخليج العربي بل والعالم الإسلامي برمته. هذا ما سنناقشه في مقال الغد، فإلى الملتقى.
{{ article.visit_count }}
تلك القصة اقتبسها بتصرف من مقال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي الذي عنونه بـ»أمريكا لن تقتل الدجاجة «إيران» التي تبيض لها ذهباً»، معلقاً عليها بالقول إن الرئيس الأمريكي «ترامب» يعتقد أن كل من سبقه إلى المنصب أغبياء، وأنه وقع نصب عينيه القضاء على التهديد الإيراني، غير أن الحقيقة كامنة في أن تلك الدعوى هي التي أكل من ورائها الرؤساء «الأغبياء» الخبز على مدار أربعة عقود.
من هنا.. ننطلق إلى السؤال المُلّح.. هل ستنشب الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟ ولعلي أختصر الإجابة بعبارة أقتبسها من المقال الأخير للزميل الدكتور ظافر العجمي «خليج الأزمات الممتدة»، قال فيها «ما يجري راهناً بين إيران وأمريكا في الخليج العربي أكبر من التهديد وأقل من الحرب»، ولن أخوض فيما بينهما، فقد ارتكز مقال العجمي على ذلك، وأدعوكم لقراءته على الرابط الإلكتروني https://alwatannews.net/article/830352/Opinion/.
وبينما نرى طبول الحرب تدق في كل مكان، لا يبدو لكثير من المحللين أن في الأفق ثمة حرب مقبلة، بقدر ما أن ذلك الصراع بمثابة الفزاعة لدول الخليج العربية لمزيد من الإنفاق في سبيل الحماية الأمريكية للمنطقة، فضلاً عن أن تظاهر الطرفين بالصراع الذي سيقود إلى الحرب إنما هو مصدر يستمد منه الطرفان «أي الولايات المتحدة الأمريكية وإيران» قواهم. استبعد أقطاي أن يكون «هناك اتفاق رسمي أو سري» بين الطرفين، ولربما لا نستبعده تماماً كما فعل، ولكن على أية حال، فإن زوال خطر إيران عن بقية دول الخليج العربي سيفقد الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً من المكاسب التي ستجنيها من الدول على الضفة الأخرى من الخليج، بينما ليس ثمة مكاسب حقيقية من زوالها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل مسألة نشوب الحرب، مشكوكاً بها، وإن كانت الاحتمالات قائمة بنسبة ضعيفة.
* اختلاج النبض:
مقال «أقطاي» فنّد عدداً من الجوانب الهامة في الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وانعكاساته على دول الخليج العربي بل والعالم الإسلامي برمته. هذا ما سنناقشه في مقال الغد، فإلى الملتقى.