أمس تناولنا جانباً من مقال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي المعنون بـ«أمريكا لن تقتل الدجاجة «إيران» التي تبيض لها ذهباً»، ركزنا فيه على النظرة السطحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء من سبقوه إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقفنا لبرهة لمحاولة الإجابة عن سؤال «هل ستنشب الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟»، مشيرين إلى أن طرفي النزاع يستمدون قوتهم مما يجري بينهما على الساحة السياسية.
في جزء آخر من مقاله يرى «أقطاي» أن «القدور في منطقة الخليج العربي تغلي من أجل إيران، لكن ليس من الواضح من سيسلق في هذه القدور حقاً. ذلك أن القدور التي غلت مرات عديدة في السابق من أجل إيران في الظاهر راح ضحيتها الشعب الأفغاني أو العراق أو صدام حسين أو الشعب السوري أو اليمني، وكانت إيران هي من ربح في كل هذه المرات». ومع تاريخ المكاسب الإيرانية التي عددها، يبدو أن إيران لن تكون الخاسر في هذه المرة أيضاً، ومن المرجح أن يكون الخاسر الأكبر في هذه المعمعة دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والبحرين.
الأمر المثير للانتباه، وقوف «أقطاي» على أنه مع ما تحققه إيران من أرباح ضخمة دفع العالم الإسلامي ثمنها غالياً، لم تعد تلك المكاسب على الشعب الإيراني على الإطلاق، بل على العكس تماماً فقد زادت «معاناة الشعب الإيراني وفقره أكثر كلما اكتسبت طهران مزيداً من المواقع في سوريا والعراق ولبنان واليمن». وأن كل ما تحقق من مكاسب لإيران إنما جاء بمساعدة السياسيات الأمريكية، ولو وقفنا قليلاً على سياسة أوباما تحديداً في الشرق الأوسط لعددنا الكثير من الفرص التي نالتها إيران على حساب جاراتها في الخليج العربي، لكن ذلك من ناحية أخرى أفقد إيران قوتها السياسية و«قوة التقليد الإسلامي الذي تمثله. وإن الثورة الإسلامية في إيران تتحول بعد نقطة ما إلى شيء تسيطر عليه النخبة الحاكمة التي لا تهتم بشعبها أبداً، لتدفن معها مثل وقيم الثورة الإسلامية».
المهم الذي نريد التركيز عليه هنا قوله إن «السعودية والعراق وسوريا واليمن وأفغانستان هم أبرز من خسروا بسبب هذه الحرب. وهنا نذكر أن أكثر من يخسرون هم الذين يشعرون بالتهديد الإيراني أكثر من اللازم في البداية فيلجؤون للدعم الأمريكي للتصدي لهذا التهديد. ذلك أن واشنطن لا تسارع لنجدة أحد، إذ إن الولايات المتحدة لا تبني سياستها على القضاء على التهديدات، بل على استغلالها وإدارة سياستها من خلالها، وهو ما ينطبق على تهديدات داعش وإيران». ما يدعو للسؤال حول حقيقة التهديدات بالحرب.
* اختلاج النبض:
لربما أصبحنا بحاجة للتعامل بوعي أكبر مع المرحلة الراهنة، لكي لا نجعل من أنفسنا لقمة سائغة لكل طامع أراد استغلالنا وابتزازنا في أمننا، فقد هيأ لنا أحدهم الذئب على الطريق واختبأ منتظراً صراخنا «جانا الذيب.. جانا الذيب».
في جزء آخر من مقاله يرى «أقطاي» أن «القدور في منطقة الخليج العربي تغلي من أجل إيران، لكن ليس من الواضح من سيسلق في هذه القدور حقاً. ذلك أن القدور التي غلت مرات عديدة في السابق من أجل إيران في الظاهر راح ضحيتها الشعب الأفغاني أو العراق أو صدام حسين أو الشعب السوري أو اليمني، وكانت إيران هي من ربح في كل هذه المرات». ومع تاريخ المكاسب الإيرانية التي عددها، يبدو أن إيران لن تكون الخاسر في هذه المرة أيضاً، ومن المرجح أن يكون الخاسر الأكبر في هذه المعمعة دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والبحرين.
الأمر المثير للانتباه، وقوف «أقطاي» على أنه مع ما تحققه إيران من أرباح ضخمة دفع العالم الإسلامي ثمنها غالياً، لم تعد تلك المكاسب على الشعب الإيراني على الإطلاق، بل على العكس تماماً فقد زادت «معاناة الشعب الإيراني وفقره أكثر كلما اكتسبت طهران مزيداً من المواقع في سوريا والعراق ولبنان واليمن». وأن كل ما تحقق من مكاسب لإيران إنما جاء بمساعدة السياسيات الأمريكية، ولو وقفنا قليلاً على سياسة أوباما تحديداً في الشرق الأوسط لعددنا الكثير من الفرص التي نالتها إيران على حساب جاراتها في الخليج العربي، لكن ذلك من ناحية أخرى أفقد إيران قوتها السياسية و«قوة التقليد الإسلامي الذي تمثله. وإن الثورة الإسلامية في إيران تتحول بعد نقطة ما إلى شيء تسيطر عليه النخبة الحاكمة التي لا تهتم بشعبها أبداً، لتدفن معها مثل وقيم الثورة الإسلامية».
المهم الذي نريد التركيز عليه هنا قوله إن «السعودية والعراق وسوريا واليمن وأفغانستان هم أبرز من خسروا بسبب هذه الحرب. وهنا نذكر أن أكثر من يخسرون هم الذين يشعرون بالتهديد الإيراني أكثر من اللازم في البداية فيلجؤون للدعم الأمريكي للتصدي لهذا التهديد. ذلك أن واشنطن لا تسارع لنجدة أحد، إذ إن الولايات المتحدة لا تبني سياستها على القضاء على التهديدات، بل على استغلالها وإدارة سياستها من خلالها، وهو ما ينطبق على تهديدات داعش وإيران». ما يدعو للسؤال حول حقيقة التهديدات بالحرب.
* اختلاج النبض:
لربما أصبحنا بحاجة للتعامل بوعي أكبر مع المرحلة الراهنة، لكي لا نجعل من أنفسنا لقمة سائغة لكل طامع أراد استغلالنا وابتزازنا في أمننا، فقد هيأ لنا أحدهم الذئب على الطريق واختبأ منتظراً صراخنا «جانا الذيب.. جانا الذيب».