دنا صديقي الصدوق، والذي تربطني به علاقة عمر طويلة، جعلته من الأقربين إلى نفسي، بسبب صدقه معي ونزاهته وشهامته، إلى غير ذلك من الخصال التي يندر اليوم تحصلها في كثير من الأشخاص، دنا مني ليقول لي «هامساً» ونحن جالسون في أحد المجالس الرمضانية: حاسب من النقاش وإبداء رأيك في الموضوع «الفلاني» و«العلاني»، خاصة الآن.
سألته بهمس كأسلوبه: لماذا لا أتكلم الآن؟! ولماذا لا أبدي رأيي بصراحة كما تعودت دائماً؟!
أشار لي لوجود شخص جديد في المجلس، شخص لا يتكرر وجوده بين الحضور الدائمين، وقال: فلان معروف عنه دورانه في المجالس، وإلتقاطه لأحاديث الناس، وقيامه بنقلها لأشخاص آخرين، وهدفه ليس سوى التقرب من هؤلاء، بالأخص ممن يمتلكون مواقع ذات مسؤولية، عبر ممارسة «الوشاية» و«النميمة» والسعي لتشويه صورة أشخاص آخرين.
هنا ابتسمت وقلت لصاحبي: لست ممن يلون الكلام أو يغيره أو يحوره أو يؤجله بسبب ظروف المكان والزمان والأشخاص، لست ممن يحاسب لمثل هؤلاء الأشخاص، أو يحذر ممن يظنون أن التحول لـ«جواسيس» مجالس، حتى أغير كلامي، أو أتحدث بعكس قناعاتي ومبادئي، خاصة وأن النقاشات في الجوانب الاجتماعية والسياسية والرياضية وغيرها في مجالسنا التي نرتادها لا تخرج عن سياق المصلحة العامة، وهي تجسيد صريح لروح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله، باتخاذها منهج الإصلاح ومحاربة الأخطاء، بل نحن من وقف وقفات مع بلادنا بحكم مسؤوليتنا الوطنية ورخصنا بدمائنا وأرواحنا، لن نقبل أبداً بأن يساء لها أو حكامها في أي مجلس نجلس فيه.
قال لي صاحبي: كلامك صحيح، ولا يخالفك أحد، لكن اليوم باتت «النميمة» و«الوشاية» و«نقل الأخبار»، بإضافة الزوائد والبهارات عليها، و«تهويل» حديث البشر، من قبل هؤلاء «الجواسيس» أو «المتلصصين» على أحاديث الآخرين في المجالس، باتت هذه العملية سبباً لـ«بهدلة» أناس، و«ظلم» آخرين، و«اتهام» مخلصين بعكس إخلاصهم، وأصبحت وسيلة لتأليب أي مسؤول يقع فريسة «الإنصات والاقتناع» بما ينقله له هؤلاء الجواسيس والنمامون، بالتالي الناس أصبحت تحذر في كلامها، تتوجس من إبداء رأيها بصراحة، تلتفت بعيونها في المجالس لتكتشف من صاحبها الحقيقي، ومن الذي يجلس معها متربصاً لزلة لسان، أو كلمات يمكن تأويلها وتحويرها، بل حتى الأصحاب أصبح بعضهم لا يؤتمن جانبهم.
لست ممن يقبل بتطويع فعله أو ردات فعله، وفق أسلوب التحذر والخوف، لكن أخذت أفكر في الجملة الأخيرة التي ختم بها صديقي العزيز كلامه، حينما قال: «من خاف سلم»، إذ هل بالفعل وصلنا لهذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي لدى البعض، بحيث باتت الناس تخاف من الحديث بأريحية، وبات قول رأيها بصراحة يمثل لها تحدياً عصيباً؟! هل بالفعل هناك من المسؤولين من مازال يقع فريسة وضحية لـ«جواسيس» المجالس، و«نمامي» تجمعات الناس، ليصدقوا من يأتي لهم بالوشاية ليشوه صورة بشر آخرين، فيتم بالفعل ظلم البشر والانتقام منهم بأساليب مختلفة ومتنوعة؟!
أفكر في هذا الوضع المخجل، لمن يقوم به، أي «الجاسوس»، ومن يتأثر به، أي «ضحية الجاسوس» ممن يصدق كلامه، وأيضاً ممن يتضررون منه، وأتذكر تأوهات كثير من البشر الذين تصلنا قضاياهم المختلفة، فأجدني أقول بأن هذه التصرفات للأسف ليست فقط توجد في المجالس وأماكن تجمعات الناس اجتماعياً، بل توجد حتى في مواقع العمل، وهنا الضرر أكبر، والوقع أخطر، والكارثة أبشع، ولهذا الجانب حديث آخر يطول ويطول.
سألته بهمس كأسلوبه: لماذا لا أتكلم الآن؟! ولماذا لا أبدي رأيي بصراحة كما تعودت دائماً؟!
أشار لي لوجود شخص جديد في المجلس، شخص لا يتكرر وجوده بين الحضور الدائمين، وقال: فلان معروف عنه دورانه في المجالس، وإلتقاطه لأحاديث الناس، وقيامه بنقلها لأشخاص آخرين، وهدفه ليس سوى التقرب من هؤلاء، بالأخص ممن يمتلكون مواقع ذات مسؤولية، عبر ممارسة «الوشاية» و«النميمة» والسعي لتشويه صورة أشخاص آخرين.
هنا ابتسمت وقلت لصاحبي: لست ممن يلون الكلام أو يغيره أو يحوره أو يؤجله بسبب ظروف المكان والزمان والأشخاص، لست ممن يحاسب لمثل هؤلاء الأشخاص، أو يحذر ممن يظنون أن التحول لـ«جواسيس» مجالس، حتى أغير كلامي، أو أتحدث بعكس قناعاتي ومبادئي، خاصة وأن النقاشات في الجوانب الاجتماعية والسياسية والرياضية وغيرها في مجالسنا التي نرتادها لا تخرج عن سياق المصلحة العامة، وهي تجسيد صريح لروح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله، باتخاذها منهج الإصلاح ومحاربة الأخطاء، بل نحن من وقف وقفات مع بلادنا بحكم مسؤوليتنا الوطنية ورخصنا بدمائنا وأرواحنا، لن نقبل أبداً بأن يساء لها أو حكامها في أي مجلس نجلس فيه.
قال لي صاحبي: كلامك صحيح، ولا يخالفك أحد، لكن اليوم باتت «النميمة» و«الوشاية» و«نقل الأخبار»، بإضافة الزوائد والبهارات عليها، و«تهويل» حديث البشر، من قبل هؤلاء «الجواسيس» أو «المتلصصين» على أحاديث الآخرين في المجالس، باتت هذه العملية سبباً لـ«بهدلة» أناس، و«ظلم» آخرين، و«اتهام» مخلصين بعكس إخلاصهم، وأصبحت وسيلة لتأليب أي مسؤول يقع فريسة «الإنصات والاقتناع» بما ينقله له هؤلاء الجواسيس والنمامون، بالتالي الناس أصبحت تحذر في كلامها، تتوجس من إبداء رأيها بصراحة، تلتفت بعيونها في المجالس لتكتشف من صاحبها الحقيقي، ومن الذي يجلس معها متربصاً لزلة لسان، أو كلمات يمكن تأويلها وتحويرها، بل حتى الأصحاب أصبح بعضهم لا يؤتمن جانبهم.
لست ممن يقبل بتطويع فعله أو ردات فعله، وفق أسلوب التحذر والخوف، لكن أخذت أفكر في الجملة الأخيرة التي ختم بها صديقي العزيز كلامه، حينما قال: «من خاف سلم»، إذ هل بالفعل وصلنا لهذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي لدى البعض، بحيث باتت الناس تخاف من الحديث بأريحية، وبات قول رأيها بصراحة يمثل لها تحدياً عصيباً؟! هل بالفعل هناك من المسؤولين من مازال يقع فريسة وضحية لـ«جواسيس» المجالس، و«نمامي» تجمعات الناس، ليصدقوا من يأتي لهم بالوشاية ليشوه صورة بشر آخرين، فيتم بالفعل ظلم البشر والانتقام منهم بأساليب مختلفة ومتنوعة؟!
أفكر في هذا الوضع المخجل، لمن يقوم به، أي «الجاسوس»، ومن يتأثر به، أي «ضحية الجاسوس» ممن يصدق كلامه، وأيضاً ممن يتضررون منه، وأتذكر تأوهات كثير من البشر الذين تصلنا قضاياهم المختلفة، فأجدني أقول بأن هذه التصرفات للأسف ليست فقط توجد في المجالس وأماكن تجمعات الناس اجتماعياً، بل توجد حتى في مواقع العمل، وهنا الضرر أكبر، والوقع أخطر، والكارثة أبشع، ولهذا الجانب حديث آخر يطول ويطول.