من أظرف ما قرأت عن وضع النظام الإيراني حالياً كيفية تطويعه للرواية التاريخية الدينية كي تناسب السيناريوهات المحتملة القريبة في إيران ومنها احتمالية قبوله تقديم بعض التنازلات نتيجة الضغط الهائل الذي يتعرض له.
والرواية التاريخية التي يطوعها النظام الإيراني حسب احتياجاته ووفقاً لأجندة قومية فارسية خالصة هي موقفهم من صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، فتارة هو صلح مرفوض وتارة أخرى هو قرار اتخذ من وحي يوحى، يتوقف الوصف حسب الموقف السياسي الذي يخدم الدولة الإيرانية.
ولتوضيح الصورة عام 2016 وقف قائد قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» التابعة للحرس الثوري، محمد رضا نقدي يخطب في القوات الشعبية التي يتم تعبئتها وتحريضها فقال»إن مئات الجنرالات في الحرس الثوري جاهزون للذهاب وخوض المعارك بسوريا ولن يكرروا «خطأ الحسن بن علي بالصلح مع معاوية بن أبي سفيان». (لاحظوا كلمة خطأ)
وأكد نقدي أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، لديه من المتطوعين والفدائيين والجنود ما يفوق قوة وإمكانات الحسن بن علي، عندما وافق على الصلح مع معاوية.
وتابع بأنه «لو كان الحسن بن علي يمتلك قوة خامنئي لما وقع على ذلك الصلح المشؤوم، ولذا فنحن اليوم نرفض الأصوات التي تقول بأن هذه المرحلة تشبه مرحلة الصلح بين الحسن ومعاوية وأن علينا أن نتصالح مع أعدائنا بالمنطقة».
وفي حديثه في احتفال للطلبة الثوريين وقادة «الباسيج» في ذكرى الثورة الإيرانية، قال نقدي إن «الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق أفضل من أصحاب الحسن في تلك المرحلة، ولو كانوا مع الحسن وقتها لما تصالح مع معاوية ولكان موقفه السياسي أقوى».المصدر وكالة الأنباء الإيرانية.
موقف الحسن بن علي الذي حقن الدماء كان خاطئاً إلى ما قبل أيام فقط ثم فجأة تبدل الموقف مع تبدل الأوضاع ونظرا لاحتمالية قبول إيران لشروط تعسفية في التفاوض احتاج النظام لتهيئة الرأي العام وإقناعه بصحة وسلامة موقف الخميني في حال قبلها، لذلك وقبل عدة أيام فقط اختلف الوضع مع الإمام الثاني في إيران، إذ حقق الإمام الثاني (الحسن بن علي بن أبي طالب) عودة مذهلة داخل المؤسسة الخمينية وفق أمير طاهري في مقالته في الشرق الأوسط «خيارات إيران والتحدي المدمر» (ففي الشهر الماضي أعيد نشر سيرة الحسن بن علي الإمام الثاني الذاتية التي كتبها مؤلف عربي وترجمها خامنئي مع مقدمة، واستخدمت حجة لمناقشات مكثفة في وسائل الإعلام الرسمية والأوساط الفكرية.
والثلاثاء الماضي أثنى وزير الأمن الإسلامي آية الله محمود علاوي على استراتيجية الإمام الحسن، في إشارة لاتفاق الإمام الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، باعتبارها جاءت «من وحي إلهي». وقال الوزير: «إمام الأمة لا يحتاج إلى حالة سمو دائم. فهناك أوقات يكون فيها ركوع الإمام مصدر إلهام لأتباعه» انتهى.
أصبح (الخطأ) الآن (وحي إلهي يوحى) سبحان الله، حتى أصبح تركيع الإمام مصدر إلهام لاتباعه!!
أنا هنا لا أخوض في العقيدة بحد ذاتها، فكل معتقد هو أمر خاص بين العبد وربه، وأياً كانت وجهة نظر أصحاب العقيدة سواء من يرى الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية ابن أبي سفيان خطأ أو من يراه قراراً صائب، فذلك ليس موضع مقالي، ولكنني ألفت نظر الاتباع الذين يرون في هذا النظام نظاماً معصوماً من الخطأ إلى كيفية استغلاله للمعتقد الديني استغلالاً قميئاً يسخره ويبدله ويلبسه ويخلعه كالقميص وفقاً لمصالحه القومية الفارسية الإيرانية.
والرواية التاريخية التي يطوعها النظام الإيراني حسب احتياجاته ووفقاً لأجندة قومية فارسية خالصة هي موقفهم من صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، فتارة هو صلح مرفوض وتارة أخرى هو قرار اتخذ من وحي يوحى، يتوقف الوصف حسب الموقف السياسي الذي يخدم الدولة الإيرانية.
ولتوضيح الصورة عام 2016 وقف قائد قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» التابعة للحرس الثوري، محمد رضا نقدي يخطب في القوات الشعبية التي يتم تعبئتها وتحريضها فقال»إن مئات الجنرالات في الحرس الثوري جاهزون للذهاب وخوض المعارك بسوريا ولن يكرروا «خطأ الحسن بن علي بالصلح مع معاوية بن أبي سفيان». (لاحظوا كلمة خطأ)
وأكد نقدي أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، لديه من المتطوعين والفدائيين والجنود ما يفوق قوة وإمكانات الحسن بن علي، عندما وافق على الصلح مع معاوية.
وتابع بأنه «لو كان الحسن بن علي يمتلك قوة خامنئي لما وقع على ذلك الصلح المشؤوم، ولذا فنحن اليوم نرفض الأصوات التي تقول بأن هذه المرحلة تشبه مرحلة الصلح بين الحسن ومعاوية وأن علينا أن نتصالح مع أعدائنا بالمنطقة».
وفي حديثه في احتفال للطلبة الثوريين وقادة «الباسيج» في ذكرى الثورة الإيرانية، قال نقدي إن «الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق أفضل من أصحاب الحسن في تلك المرحلة، ولو كانوا مع الحسن وقتها لما تصالح مع معاوية ولكان موقفه السياسي أقوى».المصدر وكالة الأنباء الإيرانية.
موقف الحسن بن علي الذي حقن الدماء كان خاطئاً إلى ما قبل أيام فقط ثم فجأة تبدل الموقف مع تبدل الأوضاع ونظرا لاحتمالية قبول إيران لشروط تعسفية في التفاوض احتاج النظام لتهيئة الرأي العام وإقناعه بصحة وسلامة موقف الخميني في حال قبلها، لذلك وقبل عدة أيام فقط اختلف الوضع مع الإمام الثاني في إيران، إذ حقق الإمام الثاني (الحسن بن علي بن أبي طالب) عودة مذهلة داخل المؤسسة الخمينية وفق أمير طاهري في مقالته في الشرق الأوسط «خيارات إيران والتحدي المدمر» (ففي الشهر الماضي أعيد نشر سيرة الحسن بن علي الإمام الثاني الذاتية التي كتبها مؤلف عربي وترجمها خامنئي مع مقدمة، واستخدمت حجة لمناقشات مكثفة في وسائل الإعلام الرسمية والأوساط الفكرية.
والثلاثاء الماضي أثنى وزير الأمن الإسلامي آية الله محمود علاوي على استراتيجية الإمام الحسن، في إشارة لاتفاق الإمام الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، باعتبارها جاءت «من وحي إلهي». وقال الوزير: «إمام الأمة لا يحتاج إلى حالة سمو دائم. فهناك أوقات يكون فيها ركوع الإمام مصدر إلهام لأتباعه» انتهى.
أصبح (الخطأ) الآن (وحي إلهي يوحى) سبحان الله، حتى أصبح تركيع الإمام مصدر إلهام لاتباعه!!
أنا هنا لا أخوض في العقيدة بحد ذاتها، فكل معتقد هو أمر خاص بين العبد وربه، وأياً كانت وجهة نظر أصحاب العقيدة سواء من يرى الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية ابن أبي سفيان خطأ أو من يراه قراراً صائب، فذلك ليس موضع مقالي، ولكنني ألفت نظر الاتباع الذين يرون في هذا النظام نظاماً معصوماً من الخطأ إلى كيفية استغلاله للمعتقد الديني استغلالاً قميئاً يسخره ويبدله ويلبسه ويخلعه كالقميص وفقاً لمصالحه القومية الفارسية الإيرانية.