في تلك السنة عندما اختطف الملالي ثورة الشعب الإيراني وسيطروا على السلطة في إيران شعروا أنهم من القوة بحيث يمكنهم فعل كل شيء وأن أحداً لا يمكنه الوقوف في طريقهم فأعلنوا أنهم بصدد القيام بما أسموه «تصدير الثورة» إلى دول المنطقة، ثم بعد ذلك بسنين عندما توفرت لهم بعض الأسلحة صاروا يستعرضون قوتهم ويختمون يومهم بإرسال رسالة تهديد إلى دول المنطقة ويبدأون يومهم التالي بإرسال تهديد آخر إليها، ثم بدأوا في تحريك الخلايا النائمة التي أوجدوها في كل مكان وزادوا من جرعة الهجمات الإعلامية ووصلوا إلى حد تهريب الأسلحة إلى تلك الدول وتنفيذ محاولات الانقلاب فيها، ثم دخلوا في قصة الأسلحة النووية وصاروا يهددون بها ليل نهار كل دول المنطقة والعالم وأعلنوا بوضوح أنهم وحدهم الذين لهم حق تسيد المنطقة وفرض ما يريدون فرضه واعتبروا أنفسهم المخلص الذي تنتظره البشرية جمعاء ويتحقق العدل على يديه.
اليوم وبعد أربعين سنة من كل هذا صار خطر النظام الإيراني واضحاً للجميع وملموساً، لهذا تحرك العالم وعمل على إيجاد طريقة تمنعه من إنتاج أسلحة نووية يهدد بها جيرانه وكل العالم، ويهدد بها مصالح الدول الكبرى في المنطقة. هذه هي أسباب وتفاصيل ما يحدث الآن في المنطقة. النظام الإيراني وصل حد المبالغة في الثقة في نفسه فدخل في حالة وهم تصور معها أنه قادر على مواجهة أقوى دولة في العالم ومواجهة كل القوى، والولايات المتحدة وأغلب دول العالم وصلت إلى حد أنها لم تعد قادرة على استيعاب ما يقوم به هذا النظام ويفعله فقررت أنه حان الوقت لوضع حد لكل هذا وتوفير الأسباب التي تعين على تحقق الاستقرار والتنمية في المنطقة ليعيش أهلها في أمان ولا تتضرر مصالح من له مصالح في المنطقة.
النظام الإيراني وبسبب ما صار فيه لم يعد أمامه سوى أن يختار أحد أمرين، الخروج من حالة الوهم التي أدخل نفسه فيها أو تحمل ما قد يأتيه والذي قد يكون منه نهايته، ولأن العقلية الفارسية لا تعينه على اختيار المخرج الأول ولأنه أيضا لا تتوفر لديه الخبرة السياسية التي يمكن أن تعينه على اختيار هذا المخرج لذا فالغالب أنه سيغامر ويختار المواجهة معتقدا أنه يمتلك من الأوراق والقدرات ما يمكنه بها توجيه ضربات موجعة للولايات المتحدة فيكون سببا في انهيارها!
واقع الأمر يؤكد بأن النظام الإيراني يدرك أنه في موقف ضعيف وأنه لن يتمكن من ترجمة تهديداته على أرض الواقع مهما فعل ولكن لا حيلة له سوى المكابرة، لهذا فإن الغالبية يعتقدون أن الوساطة بين واشنطن وطهران قد نجحت وأن مفاوضات سرية قد بدأت بين الطرفين وأن كل التصريحات التي تصدر عن مسؤولي البلدين في هذه الفترة هي بغرض التغطية على ما يحدث وكلام فاقد القيمة.
ربما يكون هذا صحيحاً، وربما يكون بعضه فقط كذلك، لكن الأهم من كل هذا هو ألا يتفق الطرفان علينا فنكون الضحية، ذلك أن الولايات المتحدة والنظام الإيراني لا يهمهما سوى مصالحهما، وطالما أن تلك المصالح تتحقق فالأكيد أنه لن يهمهما ما قد يحدث لدول المنطقة وما قد تخسره.
لكن هذا لا يعني أن احتمالات الحرب في المنطقة قد زالت، فكل ما يقال ليس إلا استنتاجات وتوقعات وتحليلات، والعاقل هو من يضع في اعتباره أسوأ الاحتمالات، فقد لا توجد مفاوضات بين طهران وواشنطن أو لا توجد مفاوضات حقيقية، وقد لا تفضي هذه المفاوضات لو وجدت إلى شيء يعتد به، وقد تجد أموراً تدفع إلى حصول المواجهة ودخول المنطقة في المجهول.
{{ article.visit_count }}
اليوم وبعد أربعين سنة من كل هذا صار خطر النظام الإيراني واضحاً للجميع وملموساً، لهذا تحرك العالم وعمل على إيجاد طريقة تمنعه من إنتاج أسلحة نووية يهدد بها جيرانه وكل العالم، ويهدد بها مصالح الدول الكبرى في المنطقة. هذه هي أسباب وتفاصيل ما يحدث الآن في المنطقة. النظام الإيراني وصل حد المبالغة في الثقة في نفسه فدخل في حالة وهم تصور معها أنه قادر على مواجهة أقوى دولة في العالم ومواجهة كل القوى، والولايات المتحدة وأغلب دول العالم وصلت إلى حد أنها لم تعد قادرة على استيعاب ما يقوم به هذا النظام ويفعله فقررت أنه حان الوقت لوضع حد لكل هذا وتوفير الأسباب التي تعين على تحقق الاستقرار والتنمية في المنطقة ليعيش أهلها في أمان ولا تتضرر مصالح من له مصالح في المنطقة.
النظام الإيراني وبسبب ما صار فيه لم يعد أمامه سوى أن يختار أحد أمرين، الخروج من حالة الوهم التي أدخل نفسه فيها أو تحمل ما قد يأتيه والذي قد يكون منه نهايته، ولأن العقلية الفارسية لا تعينه على اختيار المخرج الأول ولأنه أيضا لا تتوفر لديه الخبرة السياسية التي يمكن أن تعينه على اختيار هذا المخرج لذا فالغالب أنه سيغامر ويختار المواجهة معتقدا أنه يمتلك من الأوراق والقدرات ما يمكنه بها توجيه ضربات موجعة للولايات المتحدة فيكون سببا في انهيارها!
واقع الأمر يؤكد بأن النظام الإيراني يدرك أنه في موقف ضعيف وأنه لن يتمكن من ترجمة تهديداته على أرض الواقع مهما فعل ولكن لا حيلة له سوى المكابرة، لهذا فإن الغالبية يعتقدون أن الوساطة بين واشنطن وطهران قد نجحت وأن مفاوضات سرية قد بدأت بين الطرفين وأن كل التصريحات التي تصدر عن مسؤولي البلدين في هذه الفترة هي بغرض التغطية على ما يحدث وكلام فاقد القيمة.
ربما يكون هذا صحيحاً، وربما يكون بعضه فقط كذلك، لكن الأهم من كل هذا هو ألا يتفق الطرفان علينا فنكون الضحية، ذلك أن الولايات المتحدة والنظام الإيراني لا يهمهما سوى مصالحهما، وطالما أن تلك المصالح تتحقق فالأكيد أنه لن يهمهما ما قد يحدث لدول المنطقة وما قد تخسره.
لكن هذا لا يعني أن احتمالات الحرب في المنطقة قد زالت، فكل ما يقال ليس إلا استنتاجات وتوقعات وتحليلات، والعاقل هو من يضع في اعتباره أسوأ الاحتمالات، فقد لا توجد مفاوضات بين طهران وواشنطن أو لا توجد مفاوضات حقيقية، وقد لا تفضي هذه المفاوضات لو وجدت إلى شيء يعتد به، وقد تجد أموراً تدفع إلى حصول المواجهة ودخول المنطقة في المجهول.