المثير في موضوع «صفقة القرن» أنه لا أحدَ حتى الآن يعرف تفاصيلها ولا حتى خطوطها العريضة، ومع هذا يتم رفضها ويتم الإصرار على رفضها واعتبار من يتحدث عنها بشيء من الإيجابية خائناً للقضية الفلسطينية واعتبار كل مؤتمر أو ندوة أو اجتماع يرمي إلى مساعدة الشعب الفلسطيني لتجاوز محنته مشاركة في تنفيذ الصفقة ودعماً لإسرائيل.
المعلومات المتاحة في الشبكة العنكبوتية ملخصها أن «صفقة القرن هي اقتراح يهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها خطة سلام للشرق الأوسط أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وأنه بعد 18 شهرًا من التخطيط قام المسؤولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربع عواصم عربية، وأنه مع ذلك، فإنه ليس جاهزًا لتقديمه للجمهور رسمياً». يضاف إليه أنه «بناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية يعتقد 7 في المائة من المشاركين أن الصفقة تصب في صالح إسرائيل بينما يعتقد 31 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين» وأن من المقرر الإعلان عن الصفقة في يونيو المقبل.
«الويكيبيديا» وغيرها تؤكد أن تفاصيل الصفقة غير معلنة «رسميا» حتى الآن، ومع هذا اتخذ جمهور العامة منها موقفاً سالباً. حتى السياسيون انقسموا إزاءها رغم عدم توفر ما يكفي من معلومات عنها، فقبلها البعض ورفضها البعض الآخر.
المتسرب عن صفقة القرن حتى الآن هو أنها «تتلخص في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها.. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها.. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة.. ثم بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات.. وسيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل.. التي ترفض حتى الآن تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية».
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو مدى صحة هذه التسريبات؟ وقبله السؤال عن مدى إمكانية تصفية القضية الفلسطينية بهذه السهولة؟ ثم التساؤل عما إذا كان من المنطق اتخاذ موقف من مشروع سياسي ما من دون معرفة تفاصيله والانطلاق من تسريبات وإشاعات هنا وهناك؟
الواضح من كل ذلك هو أن المعلومات عن هذا الذي يسمى صفقة القرن شحيحة، والواضح أيضا أن الكثيرين يعتقدون بأن القضية الفلسطينية يمكن حلها بهذا الأسلوب الذي يفتقر إلى المنطق، فهذه القضية لم تعد قضية أرض فقط ولكنها قضية وجود وتاريخ ودين ودم، وأي قضية تكون هذه بعض عناصرها لا يمكن أن تحل بصفقة كهذه ولا بغيرها، كما لا يمكن أن يتم تمرير أي صفقة وأي اتفاق من دون مشاركة وقبول الطرف الأساس فيها وهو هنا الفلسطينيون.
المنطق يقضي بأن ينتظر الجميع الساعة التي سيتم فيها الإعلان عن هذا المشروع وتفاصيله ثم بعدها يعبر كل عن رأيه ويعلن كل عن موقفه منه. هذا يعني أن كل ما قيل من كلام سالب عنه وكل موقف تم اتخاذه منه لا قيمة له، ويعني أيضاً أن كل ما قيل من كلام سالب وكل موقف تم اتخاذه من ورشة السلام التي ستناقش الأحوال الاقتصادية للفلسطينيين في المنامة في يونيو المقبل لا قيمة له أيضاً، لأن الجميع تحدث عن أمر لا يعرف شيئا عنه ولا تتوفر لديه أية معلومات عن الغاية منه. إنه أمر مؤلم.
المعلومات المتاحة في الشبكة العنكبوتية ملخصها أن «صفقة القرن هي اقتراح يهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها خطة سلام للشرق الأوسط أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وأنه بعد 18 شهرًا من التخطيط قام المسؤولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربع عواصم عربية، وأنه مع ذلك، فإنه ليس جاهزًا لتقديمه للجمهور رسمياً». يضاف إليه أنه «بناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية يعتقد 7 في المائة من المشاركين أن الصفقة تصب في صالح إسرائيل بينما يعتقد 31 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين» وأن من المقرر الإعلان عن الصفقة في يونيو المقبل.
«الويكيبيديا» وغيرها تؤكد أن تفاصيل الصفقة غير معلنة «رسميا» حتى الآن، ومع هذا اتخذ جمهور العامة منها موقفاً سالباً. حتى السياسيون انقسموا إزاءها رغم عدم توفر ما يكفي من معلومات عنها، فقبلها البعض ورفضها البعض الآخر.
المتسرب عن صفقة القرن حتى الآن هو أنها «تتلخص في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها.. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها.. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة.. ثم بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات.. وسيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل.. التي ترفض حتى الآن تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية».
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو مدى صحة هذه التسريبات؟ وقبله السؤال عن مدى إمكانية تصفية القضية الفلسطينية بهذه السهولة؟ ثم التساؤل عما إذا كان من المنطق اتخاذ موقف من مشروع سياسي ما من دون معرفة تفاصيله والانطلاق من تسريبات وإشاعات هنا وهناك؟
الواضح من كل ذلك هو أن المعلومات عن هذا الذي يسمى صفقة القرن شحيحة، والواضح أيضا أن الكثيرين يعتقدون بأن القضية الفلسطينية يمكن حلها بهذا الأسلوب الذي يفتقر إلى المنطق، فهذه القضية لم تعد قضية أرض فقط ولكنها قضية وجود وتاريخ ودين ودم، وأي قضية تكون هذه بعض عناصرها لا يمكن أن تحل بصفقة كهذه ولا بغيرها، كما لا يمكن أن يتم تمرير أي صفقة وأي اتفاق من دون مشاركة وقبول الطرف الأساس فيها وهو هنا الفلسطينيون.
المنطق يقضي بأن ينتظر الجميع الساعة التي سيتم فيها الإعلان عن هذا المشروع وتفاصيله ثم بعدها يعبر كل عن رأيه ويعلن كل عن موقفه منه. هذا يعني أن كل ما قيل من كلام سالب عنه وكل موقف تم اتخاذه منه لا قيمة له، ويعني أيضاً أن كل ما قيل من كلام سالب وكل موقف تم اتخاذه من ورشة السلام التي ستناقش الأحوال الاقتصادية للفلسطينيين في المنامة في يونيو المقبل لا قيمة له أيضاً، لأن الجميع تحدث عن أمر لا يعرف شيئا عنه ولا تتوفر لديه أية معلومات عن الغاية منه. إنه أمر مؤلم.