منطق الدول دائماً هو منطق المصلحة، فالمصلحة هي التي تدفع الدول إلى اتخاذ هذا الموقف أو ذاك، ولولا المصلحة لما انحازت إلى طرف أو فكر دون آخر أو وقفت على الحياد. مصلحة الدولة هي التي تحدد مواقفها وهي التي قد تجعلها تتراجع عن بعض المواقف في بعض الأوقات. ولأن الدولة تظل ملتزمة بأمور لا تستطيع أن تحيد عنها كالأخلاق والموروث بأنواعه لذا فإنها تعمد إلى إيجاد حالة التوازن التي تضمن لها الالتزام بما ينبغي الالتزام به وتضمن لها في الوقت نفسه مصالحها.
كمثال على ذلك يمكن القول بأنه لولا أن لدولة ما مصلحة في إقامة علاقات مع إسرائيل لما أقدمت على هذه الخطوة، ويمكن القول أيضاً بأنه لولا حرصها على الالتزام بما ينبغي الالتزام به لما تأخرت عن تحقيق مصالحها في إقامة تلك العلاقة.
التزام الدول العربية بالقضية الفلسطينية يجعلها تتريث في إقامة علاقات مع إسرائيل ويمنعها من الإقدام على هذه الخطوة التي لو نظرت إليها الدول من باب المصلحة فقط لما تأخرت عنها. تمسك الدول العربية التي لم تقم علاقات مع إسرائيل حتى الآن بما التزمت به هو الذي يمنعها من الإقدام على هكذا خطوة.
هذه حقيقة ينبغي عدم التغافل عنها، فإسرائيل اليوم – شئنا أم أبينا – واقع لا نستطيع إلغاءه أو التجاوز عنه، ولأنها دولة قوية ويتوفر فيها الكثير من الذي تحقق به الدول مصالحها لذا فإن من يقول بأن الدول العربية ينبغي ألا تفكر في هذا الاتجاه يغالط نفسه، فالدول مصالح، والأكيد أنه لا يمنعها من ذلك سوى ما هي ملتزمة به من أمور.
واقع الحال يقول إن الدول العربية اليوم في حاجة إلى إقامة علاقات مع إسرائيل لأن في ذلك مصلحة لها. هذا لا يعني أنها تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية، فهذه القضية قضيتها كلها وقضية كل الدول الإسلامية وهي القضية المركزية، لكن مهم أيضا عدم التغافل عن حقيقة أن حل هذه القضية لا يتحقق عبر مقاطعة إسرائيل ورفض إقامة علاقات معها.
هل هذا الكلام موجع؟ بالتأكيد نعم، بل هو موجع جداً، لكن بالعودة إلى حقيقة أن الدول مصالح ينبغي التريث في رفضه والتفكير بواقعية. إن الأهم في هذا الموضوع هو أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتأثر بإقامة بعض الدول العربية أو كلها مجتمعة علاقات مع إسرائيل. هذه حقيقة أكدتها السنون التي تم فيها إقامة علاقات بين بعض الدول العربية المؤثرة وإسرائيل، فرغم كل هذا ورغم كل ما قيل عن عمليات تطبيع بينها وبين إسرائيل ظلت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وظلت الدول العربية كلها بما فيها تلك التي أقامت علاقات مع إسرائيل ملتزمة بها.
ليست هذه دعوة لإقامة علاقات مع إسرائيل والتطبيع معها، لكنها تؤكد حقيقتين، الأولى هي أن الدول تحكمها المصالح، والثانية هي أن إقامة علاقات جهرية أو سرية مع إسرائيل لا يمكن أن يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية حيث الحقيقة الأكيدة هي أنه من دون حل هذه القضية لا يمكن للمنطقة أن تستقر، فحلها مفتاح حل قضايا كثيرة.
من ينساق وراء الدعوة إلى شطب إسرائيل من الوجود كما هو حال النظام الإيراني يتجاوز الواقع، ومن ينكر على الدول حقها في تحقيق مصالحها يتجاوز الواقع، ومن يقول بأن إقامة علاقات بين الدول العربية وإسرائيل ينهي القضية الفلسطينية لا يدرك أن هذه القضية لا يمكن أن تنتهي بمثل هذا الفعل.
حقيقة أخرى مهمة: نكش الواقع وإثارة المسكوت عنه ليس خيانة.
كمثال على ذلك يمكن القول بأنه لولا أن لدولة ما مصلحة في إقامة علاقات مع إسرائيل لما أقدمت على هذه الخطوة، ويمكن القول أيضاً بأنه لولا حرصها على الالتزام بما ينبغي الالتزام به لما تأخرت عن تحقيق مصالحها في إقامة تلك العلاقة.
التزام الدول العربية بالقضية الفلسطينية يجعلها تتريث في إقامة علاقات مع إسرائيل ويمنعها من الإقدام على هذه الخطوة التي لو نظرت إليها الدول من باب المصلحة فقط لما تأخرت عنها. تمسك الدول العربية التي لم تقم علاقات مع إسرائيل حتى الآن بما التزمت به هو الذي يمنعها من الإقدام على هكذا خطوة.
هذه حقيقة ينبغي عدم التغافل عنها، فإسرائيل اليوم – شئنا أم أبينا – واقع لا نستطيع إلغاءه أو التجاوز عنه، ولأنها دولة قوية ويتوفر فيها الكثير من الذي تحقق به الدول مصالحها لذا فإن من يقول بأن الدول العربية ينبغي ألا تفكر في هذا الاتجاه يغالط نفسه، فالدول مصالح، والأكيد أنه لا يمنعها من ذلك سوى ما هي ملتزمة به من أمور.
واقع الحال يقول إن الدول العربية اليوم في حاجة إلى إقامة علاقات مع إسرائيل لأن في ذلك مصلحة لها. هذا لا يعني أنها تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية، فهذه القضية قضيتها كلها وقضية كل الدول الإسلامية وهي القضية المركزية، لكن مهم أيضا عدم التغافل عن حقيقة أن حل هذه القضية لا يتحقق عبر مقاطعة إسرائيل ورفض إقامة علاقات معها.
هل هذا الكلام موجع؟ بالتأكيد نعم، بل هو موجع جداً، لكن بالعودة إلى حقيقة أن الدول مصالح ينبغي التريث في رفضه والتفكير بواقعية. إن الأهم في هذا الموضوع هو أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتأثر بإقامة بعض الدول العربية أو كلها مجتمعة علاقات مع إسرائيل. هذه حقيقة أكدتها السنون التي تم فيها إقامة علاقات بين بعض الدول العربية المؤثرة وإسرائيل، فرغم كل هذا ورغم كل ما قيل عن عمليات تطبيع بينها وبين إسرائيل ظلت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وظلت الدول العربية كلها بما فيها تلك التي أقامت علاقات مع إسرائيل ملتزمة بها.
ليست هذه دعوة لإقامة علاقات مع إسرائيل والتطبيع معها، لكنها تؤكد حقيقتين، الأولى هي أن الدول تحكمها المصالح، والثانية هي أن إقامة علاقات جهرية أو سرية مع إسرائيل لا يمكن أن يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية حيث الحقيقة الأكيدة هي أنه من دون حل هذه القضية لا يمكن للمنطقة أن تستقر، فحلها مفتاح حل قضايا كثيرة.
من ينساق وراء الدعوة إلى شطب إسرائيل من الوجود كما هو حال النظام الإيراني يتجاوز الواقع، ومن ينكر على الدول حقها في تحقيق مصالحها يتجاوز الواقع، ومن يقول بأن إقامة علاقات بين الدول العربية وإسرائيل ينهي القضية الفلسطينية لا يدرك أن هذه القضية لا يمكن أن تنتهي بمثل هذا الفعل.
حقيقة أخرى مهمة: نكش الواقع وإثارة المسكوت عنه ليس خيانة.