قبل 28 عاماً من اليوم، وفي مدرسة مدينة عيسى الابتدائية للبنات التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة أميمة بنت النعمان الثانوية التجارية للبنات، كنت الطالبة النجيبة في الصف الأول الابتدائي والتي حازت منذ ذلك الوقت وحتى قبيل مراهقتها على شهادات تفوق تقديرية ما زالت تحتفظ بها حتى اليوم. ما زلت أذكر جيداً الدرس الأول في اللغة العربية «أنا عامر.. أختي أمل.. أمي مريم.. أبي حمد»، فقد كنت أجيد القراءة قبل دخولي للمدرسة، ولكم شعرت بالتفوق على زميلات كثر من حولي وأنا أقرأ بطلاقة هذه الجمل القصيرة.
وأذكر أيضاً مما تفوقت فيه في دراستي الثانوية مقررات الحاسوب، التي كانت شكلاً مبسطاً لأجزاء من شهادة «ICDL»، وكانت الجانب التقني الوحيد الذي تعلمته في دراستي، بينما كان خالي الأكبر يوسف قد علمني في البيت الكثير من المهارات الحاسوبية والاختصارات على لوحة المفاتيح، فكنت أذهل معلماتي ذاك الوقت بقدراتي التقنية قياساً بعمري. ربما لأني حظيت بمعية أختي بجهاز كمبيوتر في وقت لم تكن كثير من زميلاتي تحظى به في منازلهن ذاك الوقت.
هذه الطالبة النجيبة، التي توافرت لها فرص التفوق هي نفسها الطالبة التي تعثرت في سنوات مراهقتها قليلاً لتستعيد تفوقها في آخر شهادة دراسات عليا نالتها وبمرتبة الشرف. ولكنها أيضاً نفس البنت صاحبة المكالمات الهاتفية التالية:
-«ألو.. عبدالله شلونك؟ أواجه مشكلة في اللاب توب».. إلى آخر المحادثة.
- «ألو.. صديقي العزيز، أدري إنك تستخدم سامسونغ لكن الآيفون عندي تعطل في...... وأبحث عن حل».
- «ألو.. مستشاري التقني، عندي فيديو طويل شوي وأبغي أرسله على الواتساب بدون تقطيع.. شسوي؟».
الطالبة التي تفوقت في مقررات الحاسوب، باعتبارها الدروس التقنية الوحيدة التي تلقتها في المدرسة، هي نفسها التي لم تكن تعلم كيف ستدبر أمورها لولا أنها حظيت بصديقها المقرب عبدالله الدوسري، الذي اعتبرته أيضاً مستشارها التقني، فتعود إليه بحكم تخصصه في الجامعة، فيوافيها بالحل دائماً.
أنا وأمثالي اليوم نسعى جاهدين لفك شيفرة التكنولوجيا التي اقتحمت حياتنا، ونحاول اللحاق بالركب ما استطعنا، ولكننا أيضاً كثيراً ما نتجه إلى محلات تصليح الأجهزة الحاسوبية وصيانتها لخلل بسيط قد تتم معالجته بكبسة زر لم نكن نعلم كيف نختارها ولماذا. وبلا أدنى مبالغة كثيراً ما لجأنا إلى بعض الأطفال المقربين في العائلة أو المراهقين ليعلموننا برامج إلكترونية أو العمل على تطبيقات حديثة.
* اختلاج النبض:
ما نواجهه اليوم أعمق من طرق التعامل مع عطل تقني في جهاز شخصي أو تعلم مهارة تقنية متواضعة، فهو كامن في أن أطفال اليوم – جيل الثورة الصناعية الرابعة، ما زالوا يتعلمون نفس الدرس الذي تعلمته منذ 28 سنة ويشاطروني ذكرياتي بفرح مرددين «أنا عامر.. أختي أمل.. أمي مريم.. أبي حمد»، فعن أي مواكبة لمستجدات العصر نتحدث؟
{{ article.visit_count }}
وأذكر أيضاً مما تفوقت فيه في دراستي الثانوية مقررات الحاسوب، التي كانت شكلاً مبسطاً لأجزاء من شهادة «ICDL»، وكانت الجانب التقني الوحيد الذي تعلمته في دراستي، بينما كان خالي الأكبر يوسف قد علمني في البيت الكثير من المهارات الحاسوبية والاختصارات على لوحة المفاتيح، فكنت أذهل معلماتي ذاك الوقت بقدراتي التقنية قياساً بعمري. ربما لأني حظيت بمعية أختي بجهاز كمبيوتر في وقت لم تكن كثير من زميلاتي تحظى به في منازلهن ذاك الوقت.
هذه الطالبة النجيبة، التي توافرت لها فرص التفوق هي نفسها الطالبة التي تعثرت في سنوات مراهقتها قليلاً لتستعيد تفوقها في آخر شهادة دراسات عليا نالتها وبمرتبة الشرف. ولكنها أيضاً نفس البنت صاحبة المكالمات الهاتفية التالية:
-«ألو.. عبدالله شلونك؟ أواجه مشكلة في اللاب توب».. إلى آخر المحادثة.
- «ألو.. صديقي العزيز، أدري إنك تستخدم سامسونغ لكن الآيفون عندي تعطل في...... وأبحث عن حل».
- «ألو.. مستشاري التقني، عندي فيديو طويل شوي وأبغي أرسله على الواتساب بدون تقطيع.. شسوي؟».
الطالبة التي تفوقت في مقررات الحاسوب، باعتبارها الدروس التقنية الوحيدة التي تلقتها في المدرسة، هي نفسها التي لم تكن تعلم كيف ستدبر أمورها لولا أنها حظيت بصديقها المقرب عبدالله الدوسري، الذي اعتبرته أيضاً مستشارها التقني، فتعود إليه بحكم تخصصه في الجامعة، فيوافيها بالحل دائماً.
أنا وأمثالي اليوم نسعى جاهدين لفك شيفرة التكنولوجيا التي اقتحمت حياتنا، ونحاول اللحاق بالركب ما استطعنا، ولكننا أيضاً كثيراً ما نتجه إلى محلات تصليح الأجهزة الحاسوبية وصيانتها لخلل بسيط قد تتم معالجته بكبسة زر لم نكن نعلم كيف نختارها ولماذا. وبلا أدنى مبالغة كثيراً ما لجأنا إلى بعض الأطفال المقربين في العائلة أو المراهقين ليعلموننا برامج إلكترونية أو العمل على تطبيقات حديثة.
* اختلاج النبض:
ما نواجهه اليوم أعمق من طرق التعامل مع عطل تقني في جهاز شخصي أو تعلم مهارة تقنية متواضعة، فهو كامن في أن أطفال اليوم – جيل الثورة الصناعية الرابعة، ما زالوا يتعلمون نفس الدرس الذي تعلمته منذ 28 سنة ويشاطروني ذكرياتي بفرح مرددين «أنا عامر.. أختي أمل.. أمي مريم.. أبي حمد»، فعن أي مواكبة لمستجدات العصر نتحدث؟