استمتعت ليلة البارحة بمتابعة لقاء مفتوح مدته ساعتان مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد المفوه شعراً ونثراً والمدافع الشرس عن وطنه والشغل الشاغل للعاملين في قناة الجزيرة منذ عامين.اللقاء كان على تطبيق تويتر بالخاصية التي تتيح لك البث المباشر عالي الجودة دون انقطاع، وأهم ما استوحيته من هذا اللقاء الذي فاق عدد مشاهديه 200 ألف مشاهد، وتواجد في الدقيقة الواحدة ما يفوق العشرة آلاف منهم، أنه بذلك التطبيق وبإمكانيات محدودة هي هاتفك أو جهاز الآيباد يفوق عدد متابعيك عدد مشاهدي أي قناة تلفزيونية!! رغم أن الأمير لم يعلن اللقاء بشكل مكثف، مجرد تغريدة له على تويتر قبلها بيوم واحد كتب فيها غداً سأكون على البث المباشر لتجربة الخاصية الجديدة له، لتكتشف أنك تعيش ثورة في عالم الاتصالات حطمت جميع الوسائل الإعلامية التقليدية (هذا، ولم نستخدم الـ 5 G بعد)النقطة الثالثة وكنت قد ذكرتها سابقاً أن الأميرعبدالرحمن وحده قوة ضاربة تملكها المملكة العربية السعودية له حضور قوي على تويتر صاحب حجة ومنطق وسرعة بديهة بإمكانه أن يجرد خصومه من جميع أسلحتهم قبل أن يستخدموها باستعراضها والرد عليها مسبقاً. هذه القدرة مكنته من التصدر في ساحة الوغى مدافعاً عن قضيته وعن وطنه مقتحماً مستنقعاً به من الموبقات والمحبطات -مع الأسف- ما لا يليق بالمعارك السياسية، وبه من الوحل القذر الذي لا يراعي إلاًّ ولا ذمة في خصومته، لكنه وهو الأمير شمر عن ذراعيه ونزل غير عابئ بما يلحق به، مدركاً أهمية هذا الميدان الذي نزل له ودخله فارساً ومازال فيه فارساً لا يشق له غبار.وهنا تأتي أهمية إدراك الحضور في هذه الساحة كواحدة من أهم مسؤوليات الدولة والشعوب العربية في مواجهة مشروع التدمير العربي.فالدولة العربية التي يغيب عنها جيشها الوطني هنا، وتفتقد فرسانها المتمكنون من أداوتها هناك، فإنها دولة تخسر أهم معاركها وتترك ثغرة تفقدها السيطرة على مجريات أحداثها، بعكس الدولة الحاضرة بقوة في هذا الميدان، فهو أهم الميادين المؤثرة في مرحلتنا الحالية بل يفوق في قدرته التأثيرية أياً من القوى الناعمة الأخرى وإلا ما تمكن السعوديون والإماراتيون فرسان هذه الساحة من سحق قناة «الجزيرة» سحقاً لم تقم لها قائمة بعده، وضاعت بفضل إمكانياتهم وقدراتهم التدميرية مليارات صرفها أصحاب المشروع التدميري على تأسيس وتشغيل قناة عملت على بناء قواعد متابعين لها بالملايين خلال العشرين عاماً الماضية، فأتت جيوش الميدان الإلكتروني الوطنية لتفقدها جميع قدراتها التأثيرية، هذا هو الفارق الذي لم يدركه الحمدان، بأن مرتزقة العالم كله لو اجتمعوا ولو سخرت لهم مال قارون بشيك مفتوح على بياض على أن يؤثروا على أصحاب الأرض فإنهم لن يقدروا، فكيف وهم صف واحد قيادة وشعباً، أمراء من الأسرة المالكة إلى جانب أصغر طفل سعودي؟