يعمل كثير من الأفراد فضلاً عن المؤسسات على بذل الكثير في العمل الخيري والتطوعي، سواء كان ذلك البذل بالمال أو الجهد، ولكننا اعتدنا على صور نمطية محددة لعقود طويلة في هذا المجال، وذلك من خلال دعم الأيتام والأرامل والمطلقات وذوي العوز بالمال أحياناً وبأشكال مختلفة من المعونات العينية أشكالاً أخرى. واجتهدت بعض المؤسسات لتوفير فرص تعليمية لهؤلاء أو تدريبات حرفية معينة ليكونوا قادرين على أن يعولوا أنفسهم وهذا الأصوب بلا أدنى شك، من خلال إدخالهم في العملية التنموية في المجتمع. ولكن الدعم الذي نتحدث عنه كان يكلف الكثير من أجل تقديمه للمحتاجين، وبالكاد يسد احتياجاتهم الأساسية.
في السنوات الأخيرة ظهرت فكرة الاستثمار في أموال المتبرعين من خلال مجموعة من المشروعات الاستثمارية باختلاف مستوياتها ما بين متوسطة وضخمة، ولكن حقيقةً من المبادرات الجميلة التي لفتت انتباهي قبل فترة مشروع «سقيا الوالدين» الذي قامت عليه جمعية التربية الإسلامية، فالأمر بالنسبة للمشتركين فيه قائم على شراء سلعة محددة «تتمثل بالماء والمحارم الوقية والتمر»، بمبلغ مخفض قياساً بسعر السوق، من خلال التنسيق مع المصانع للحصول على سعر أمثل، ثم بتحقيق هامش ربح بسيط من حجم المبيعات، يدخل هامش الربح هذا في وقف في ثواب والدي المشتري أو من نوى التبرع بهامش الربح باسمه، الأمر الذي لا يشعر المشترك أساساً أنه أنفق من ماله الكثير، بل على العكس، بينما هو يسهم في إنشاء هذا الوقف.
من جهة أخرى فإن فكرة مشاريع الوقف التقليدية المتمثلة في المباني الممكن تأجيرها، تطورت إلى كثير من أشكال الوقف الأخرى، وقد شدتني مبادرة أخرى في المدينة المنور، أقامتها الجهات المعنية هناك للأيتام «وقف النخيل»، تقوم فكرته على تخصيص أرض زراعية ليتم استثمار محصولها في دعم الأيتام، أما شكل المشاركة فيتمثل بدفع كلفة زراعة نخلة واحدة، فيمتد الأجر للمشترك لسنوات طوال بعمر هذه النخلة، وبعدد الفسائل التي تخرجها ويتم إعادة زراعتها.
* اختلاج النبض:
إن الإبداع في أفكار العمل التطوعي يحفز الناس على بذل المزيد من العطاء، لا سيما إن علموا بامتداد ذلك على مستوى زمني بعيد ومضاعفة الأجر من خلال مبالغ محدودة وبسيطة، بل ويمكن أن تقوم على مبدأ المشاركة من خلال إخوة في بيت واحد أو مجموعة من الأصدقاء. وبقدر ما تخرج المؤسسات المسؤولة إلى جانب الجهود الفردية بالأفكار المبدعة والمثمرة في دعم مسيرة العمل الخيري والتطوعي في مجتمعاتنا بقدر ما سيتحقق مزيد من الخير للجميع.
{{ article.visit_count }}
في السنوات الأخيرة ظهرت فكرة الاستثمار في أموال المتبرعين من خلال مجموعة من المشروعات الاستثمارية باختلاف مستوياتها ما بين متوسطة وضخمة، ولكن حقيقةً من المبادرات الجميلة التي لفتت انتباهي قبل فترة مشروع «سقيا الوالدين» الذي قامت عليه جمعية التربية الإسلامية، فالأمر بالنسبة للمشتركين فيه قائم على شراء سلعة محددة «تتمثل بالماء والمحارم الوقية والتمر»، بمبلغ مخفض قياساً بسعر السوق، من خلال التنسيق مع المصانع للحصول على سعر أمثل، ثم بتحقيق هامش ربح بسيط من حجم المبيعات، يدخل هامش الربح هذا في وقف في ثواب والدي المشتري أو من نوى التبرع بهامش الربح باسمه، الأمر الذي لا يشعر المشترك أساساً أنه أنفق من ماله الكثير، بل على العكس، بينما هو يسهم في إنشاء هذا الوقف.
من جهة أخرى فإن فكرة مشاريع الوقف التقليدية المتمثلة في المباني الممكن تأجيرها، تطورت إلى كثير من أشكال الوقف الأخرى، وقد شدتني مبادرة أخرى في المدينة المنور، أقامتها الجهات المعنية هناك للأيتام «وقف النخيل»، تقوم فكرته على تخصيص أرض زراعية ليتم استثمار محصولها في دعم الأيتام، أما شكل المشاركة فيتمثل بدفع كلفة زراعة نخلة واحدة، فيمتد الأجر للمشترك لسنوات طوال بعمر هذه النخلة، وبعدد الفسائل التي تخرجها ويتم إعادة زراعتها.
* اختلاج النبض:
إن الإبداع في أفكار العمل التطوعي يحفز الناس على بذل المزيد من العطاء، لا سيما إن علموا بامتداد ذلك على مستوى زمني بعيد ومضاعفة الأجر من خلال مبالغ محدودة وبسيطة، بل ويمكن أن تقوم على مبدأ المشاركة من خلال إخوة في بيت واحد أو مجموعة من الأصدقاء. وبقدر ما تخرج المؤسسات المسؤولة إلى جانب الجهود الفردية بالأفكار المبدعة والمثمرة في دعم مسيرة العمل الخيري والتطوعي في مجتمعاتنا بقدر ما سيتحقق مزيد من الخير للجميع.