قبل الاستطراد في السطور أدناه، أدعو كل ولي أمر هنا ليتخيل المشهد التالي:
تخيل لو كتب الله لك بأن ترزق بابن يعاني من عاهة مستديمة، سواء أكانت خُلقية أو عقلية، كيف سيكون شعورك؟! وكيف ستتعامل مع الوضع؟!
أضف على المشهد التالي: حتى توفي بمتطلبات ابنك الذي يعاني من احتياجات خاصة، لا بد عليك من أن تصرف عليه الأموال بشكل دائم، سواء أكان ذلك في الجانب الصحي، أو الاجتماعي، وحتى التعليمي، وهذا الوضع قد يكون متاحاً للميسورين مادياً، لكننا لو نتحدث عن الطبقات الأقل، فإنّ استيفاء الاحتياجات هذه ومصاريفها قد يشكل عائقاً كبيراً، وقد يكون سبباً في العيش بقلق ووسط دوامة من الحزن.
هو ليس ذنب أي طفل أن يولد هكذا، بل هو اختبار من رب العالمين، وابتلاء «محبة» لعباده، كما أخبر رسولنا الكريم: الله إن أحب عبداً ابتلاه. بهدف قياس الصبر لديه، والإيمان بالقدر حلوه وشره، وكيف سيتعايش مع هذا القدر، والحسنات والأجر الذي سيجنيه عند ملك الملوك.
مشهد رؤية الأطفال الصغار المصابين بعاهات جسدية أو عقلية، مشهد مؤلم، يجعل الإنسان السوي في أحاسيسه يتأثر فوراً، ويبدأ كثير من البشر في التفكير بالكيفية التي يمكن من خلالها أن يساعدوا الحالة التي أمامهم، فما بالكم بأولياء أمورهم؟!
هذه الفئة، فئة «ذوي الاحتياجات الخاصة»، وهو المسمى المطور والمحسن لغوياً للاستعاضة عن وصفهم بـ»المعاقين»، ومن ثم إطلاق المسمى الجميل الراقي عليهم «ذوي الهمم»، هذه الفئة الموجودة في البحرين، كتب الله لها المحبة والخير، ابتداء من ملك رحوم يتعامل بأبوية لا حدود لها، أب وجه الأجهزة المعنية لخدمتهم وتذليل الصعاب لهم، وهذا ما حصل، خاصة في مجال التربية والتعليم، إذ أذكر عام2010 والجدل الذي كان يسوده بشأن مساعي وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي لإدماج هذه الفئة العزيزة على قلوبنا في المدارس الحكومية، وكيف أن هناك أصواتاً تخوفت من هذه الخطوة، وتوقعت آثاراً سلبية على هذه الحالات، وطالبت بمراكز متخصصة، وهي مراكز لن يكون لها إشغال دون مصروفات، وكثير من أولياء الأمور ستكسر ظهورهم هذه المصاريف، وسيزيد ألمهم على فلذات أكبادهم ألم العجز عن تقديم فرصة التعليم المثالي لهم.
أتذكر تحرك وزير التربية والتعليم جزاه الله خيراً في هذا الاتجاه، وكيف أن «ذوي الاحتياجات الخاصة» لا يجب أن يحسسهم المجتمع بالنقص والقصور، وأن دمجهم في المدارس الحكومية له منافع وإيجابيات أكبر عليهم وعلى نفسياتهم من السلبيات الأخرى، وخاضت البحرين هذا التحدي، ونقولها بكل فخر اليوم بأن بلادنا نجحت في ذلك، واليوم نرى الإشادات الدولية تتقدمها إشادات الأمم المتحدة واليونسكو بحق البحرين لأنها عاملت أبناءها الطلبة من هذه الفئة سواسية مع الطلبة الآخرين.
تذكرت مشاهد جميلة في الأيام الأخيرة، حفلات تخرج الطلبة في المدارس الحكومية، وكيف أن التصفيق الحاد لم يتوقف في بعض المدارس حينما يأتي ذكر اسم أحد طلبة «الإدماج» ويتقدم لتكريمه متخرجاً، هؤلاء هم الطلبة الذين فكر بعضنا بأن إدماجهم مع أقرانهم سيكون خطأ كبيراً، لكنه ثبت بأنه عين الصواب، وما جعل التجربة تنجح يتمثل بأصالة وإنسانية القائمين على المشروع، بدءاً من ملكنا الغالي، مرورا بوزير التربية الإنسان الذي يذكره أهالي هؤلاء الطلبة بالخير لحسن تعامله مع أبنائهم واحتضانه لهم وتكريمه الدائم لهم، ووصل الأمر لاختيار مقرئي القرآن للمناسبات والفعاليات منهم، وصولاً بالمدرسين والمدرسات المتخصصين في التربية الخاصة، وكيف أن نماذج مدرسينا ترتقي بمفهوم الإنسانية والحب تجاه هذه الحالات.
قبل شهرين أشادت الإمارات ممثلة بعضو مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدكتور خليفة السويدي بتجربة البحرين في دمج ذوي الاحتياجات في المدارس الحكومية، حينما زار مدارسنا لرؤية الواقع مباشرة، وقبلها أشاد وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي بالبحرين وأنها لعبت دوراً كبيراً في مجال الدمج، ناهيكم عن إشادات اليونسكو والأمم المتحدة وغيرها من الجهات التي احترمت البحرين لأجل «إنسانيتها» تجاه هؤلاء الطلبة في مجال التعليم.
اليوم نتحدث عن أكثر من 80 مدرسة طبقت فيها تجربة الدمج، ورغم التحدي فإن البحرين نجحت، واليوم يستفيد مئات من الطلبة «أصحاب الهمم» و»ذوي الاحتياجات» من التعليم الخاص، وعلى يد مدرسين متخصصين هم بمثابة «ملائكة رحمة» لهم، وفي ظل أجواء اجتماعية رحيمة وإنسانية في المدارس يحرص عليها القائمون عليها ومسؤولو الوزارة على رأسهم وزيرها، والأهم بأن هذه الاستفادة مجانية تساعد أولياء الأمور، وتحقق لهم حلمهم برؤية أبنائهم في أياد أمينة، في أيادي البحرين أمهم الطيبة.
فرحة هؤلاء الأبناء لا تضاهيها فرحة، مشاعر الإنسانية تجاههم لا توصف. جزى الله ملكنا خير الجزاء، وشكراً لوزير التربية والعاملين معه جهودهم، وكتب الأجر لأولياء الأمور الذين يبذلون أرواحهم وأغلى ما يملكون لأجل فلذات أكبادهم.
مشهد فرحة أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، وفرح الناس له، مشهد تعجز عن وصفه الكلمات مهما كتبنا.
تخيل لو كتب الله لك بأن ترزق بابن يعاني من عاهة مستديمة، سواء أكانت خُلقية أو عقلية، كيف سيكون شعورك؟! وكيف ستتعامل مع الوضع؟!
أضف على المشهد التالي: حتى توفي بمتطلبات ابنك الذي يعاني من احتياجات خاصة، لا بد عليك من أن تصرف عليه الأموال بشكل دائم، سواء أكان ذلك في الجانب الصحي، أو الاجتماعي، وحتى التعليمي، وهذا الوضع قد يكون متاحاً للميسورين مادياً، لكننا لو نتحدث عن الطبقات الأقل، فإنّ استيفاء الاحتياجات هذه ومصاريفها قد يشكل عائقاً كبيراً، وقد يكون سبباً في العيش بقلق ووسط دوامة من الحزن.
هو ليس ذنب أي طفل أن يولد هكذا، بل هو اختبار من رب العالمين، وابتلاء «محبة» لعباده، كما أخبر رسولنا الكريم: الله إن أحب عبداً ابتلاه. بهدف قياس الصبر لديه، والإيمان بالقدر حلوه وشره، وكيف سيتعايش مع هذا القدر، والحسنات والأجر الذي سيجنيه عند ملك الملوك.
مشهد رؤية الأطفال الصغار المصابين بعاهات جسدية أو عقلية، مشهد مؤلم، يجعل الإنسان السوي في أحاسيسه يتأثر فوراً، ويبدأ كثير من البشر في التفكير بالكيفية التي يمكن من خلالها أن يساعدوا الحالة التي أمامهم، فما بالكم بأولياء أمورهم؟!
هذه الفئة، فئة «ذوي الاحتياجات الخاصة»، وهو المسمى المطور والمحسن لغوياً للاستعاضة عن وصفهم بـ»المعاقين»، ومن ثم إطلاق المسمى الجميل الراقي عليهم «ذوي الهمم»، هذه الفئة الموجودة في البحرين، كتب الله لها المحبة والخير، ابتداء من ملك رحوم يتعامل بأبوية لا حدود لها، أب وجه الأجهزة المعنية لخدمتهم وتذليل الصعاب لهم، وهذا ما حصل، خاصة في مجال التربية والتعليم، إذ أذكر عام2010 والجدل الذي كان يسوده بشأن مساعي وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي لإدماج هذه الفئة العزيزة على قلوبنا في المدارس الحكومية، وكيف أن هناك أصواتاً تخوفت من هذه الخطوة، وتوقعت آثاراً سلبية على هذه الحالات، وطالبت بمراكز متخصصة، وهي مراكز لن يكون لها إشغال دون مصروفات، وكثير من أولياء الأمور ستكسر ظهورهم هذه المصاريف، وسيزيد ألمهم على فلذات أكبادهم ألم العجز عن تقديم فرصة التعليم المثالي لهم.
أتذكر تحرك وزير التربية والتعليم جزاه الله خيراً في هذا الاتجاه، وكيف أن «ذوي الاحتياجات الخاصة» لا يجب أن يحسسهم المجتمع بالنقص والقصور، وأن دمجهم في المدارس الحكومية له منافع وإيجابيات أكبر عليهم وعلى نفسياتهم من السلبيات الأخرى، وخاضت البحرين هذا التحدي، ونقولها بكل فخر اليوم بأن بلادنا نجحت في ذلك، واليوم نرى الإشادات الدولية تتقدمها إشادات الأمم المتحدة واليونسكو بحق البحرين لأنها عاملت أبناءها الطلبة من هذه الفئة سواسية مع الطلبة الآخرين.
تذكرت مشاهد جميلة في الأيام الأخيرة، حفلات تخرج الطلبة في المدارس الحكومية، وكيف أن التصفيق الحاد لم يتوقف في بعض المدارس حينما يأتي ذكر اسم أحد طلبة «الإدماج» ويتقدم لتكريمه متخرجاً، هؤلاء هم الطلبة الذين فكر بعضنا بأن إدماجهم مع أقرانهم سيكون خطأ كبيراً، لكنه ثبت بأنه عين الصواب، وما جعل التجربة تنجح يتمثل بأصالة وإنسانية القائمين على المشروع، بدءاً من ملكنا الغالي، مرورا بوزير التربية الإنسان الذي يذكره أهالي هؤلاء الطلبة بالخير لحسن تعامله مع أبنائهم واحتضانه لهم وتكريمه الدائم لهم، ووصل الأمر لاختيار مقرئي القرآن للمناسبات والفعاليات منهم، وصولاً بالمدرسين والمدرسات المتخصصين في التربية الخاصة، وكيف أن نماذج مدرسينا ترتقي بمفهوم الإنسانية والحب تجاه هذه الحالات.
قبل شهرين أشادت الإمارات ممثلة بعضو مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدكتور خليفة السويدي بتجربة البحرين في دمج ذوي الاحتياجات في المدارس الحكومية، حينما زار مدارسنا لرؤية الواقع مباشرة، وقبلها أشاد وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقي بالبحرين وأنها لعبت دوراً كبيراً في مجال الدمج، ناهيكم عن إشادات اليونسكو والأمم المتحدة وغيرها من الجهات التي احترمت البحرين لأجل «إنسانيتها» تجاه هؤلاء الطلبة في مجال التعليم.
اليوم نتحدث عن أكثر من 80 مدرسة طبقت فيها تجربة الدمج، ورغم التحدي فإن البحرين نجحت، واليوم يستفيد مئات من الطلبة «أصحاب الهمم» و»ذوي الاحتياجات» من التعليم الخاص، وعلى يد مدرسين متخصصين هم بمثابة «ملائكة رحمة» لهم، وفي ظل أجواء اجتماعية رحيمة وإنسانية في المدارس يحرص عليها القائمون عليها ومسؤولو الوزارة على رأسهم وزيرها، والأهم بأن هذه الاستفادة مجانية تساعد أولياء الأمور، وتحقق لهم حلمهم برؤية أبنائهم في أياد أمينة، في أيادي البحرين أمهم الطيبة.
فرحة هؤلاء الأبناء لا تضاهيها فرحة، مشاعر الإنسانية تجاههم لا توصف. جزى الله ملكنا خير الجزاء، وشكراً لوزير التربية والعاملين معه جهودهم، وكتب الأجر لأولياء الأمور الذين يبذلون أرواحهم وأغلى ما يملكون لأجل فلذات أكبادهم.
مشهد فرحة أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، وفرح الناس له، مشهد تعجز عن وصفه الكلمات مهما كتبنا.